بنعمر يواصل تنفيذ خطة إغراق اليمن في الفوضى

سامي غالب
السبت ، ٣١ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٠٩ مساءً
الميليشيات تحكم سيطرتها على المدن اليمنية والمسؤولون رهائن، وبنعمر يواصل تنفيذ خطة إغراق اليمن في الفوضى!
 
في اليمن فقط يحدث أن سلطة بكامل مكوناتها تطلق مناشدات لإنقاذها من الغرق أو الحصار، بينما أطراف هذه السلطة يجلسون حول طاولة في فندق موفنبيك للتفاوض، يتيسير من المبعوث الأممي جمال بنعمر، على إعادة تقاسم السلطة طبق موازين القوة التي تغيرت خلال الأسبوع الماضي.
 
سبق للأطراف نفسها أن أبرمت اتفاقا في 21 يناير الجاري، واتفاقا للسلم والشراكة في 21 سبتمبر، واتفاقا للتحايل على الانتخابات في يناير من العام الماضي، واتفاقا على مؤتمر الحوار يتجاوز مطلب التهيئة، في خريف 2012، واتفاقا في خريف 2011 حول المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية.
 
***
 
الرئيس هادي وكل الشركاء في السلطة الانتقالية أخذوا _ بتواطؤ من المجتمع الدولي_ "اليمن" إلى هذا "الجحيم" الدنيوي عبر مخطط التفافي احتيالي تحايلي، أدى إلى إخضاع المدن اليمنية _ وبخاصة العاصمة صنعاء_ لسلطة الميليشيات.
 
بدلا من المسار المحدد في المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن، واجراء اصلاحات دستورية وسياسية، قرر هادي والمشترك والمؤتمر والمبعوث الدولي وسفراء الدول الراعية، أخذ اليمن في مسار آخر، أدى إلى هذه الفوضى العارمة، وإلى سقوط الدولة والمؤسسة الأمنية والعسكرية بما يهدد بتشظي اليمن وفقدان أي أمل في استنقاذه من الانهيار.
 
***
 
بعد 3 سنوات من العبث الدولي والاقليمي و"الوطني" وصناعة الأجماع في فندق ال5 نجوم وازدهار اصناف تخديرية جديدة في سوق السياسة في اليمن (من شاكلة الفدرالية)، بلغ الحال باليمنيين المعذبين والمحرومين أنهم صاروا يتلقون إلى استغاثات وطلبات نجدة من مسؤوليهم المحاصرين في بيوتهم بل وفي غرف نومهم.
 
***
 
ماذا لديهم بعد؟
 
يتحاورون في موفنبيك مجددا.
 
يتحاورون على "وصفة" هروب إلى الأمام، جديدة.
 
***
 
من في وسعه وقف عبث الأحزاب والجماعات المسلحة باليمن؟
 
من في وسعه وقف "العملية السياسية" التي تدر الأرباح على أبطالها المحليين والدوليين، وتجلب المضائب على الأغلبية الساحقة من اليمنيين؟
 
***
 
ماذا لدى بنعمر بعد؟
 
لديه مقترح من الحوثيين بتشكيل مجلس رئاسي يريد أن يمرره باسم "العملية السياسية" على "لصوص الثورات" الذين يجتمعون راهنا في المكان نفسه.
 
يريد أن يأخذ اليمنيين إلى ما بعد "نقطة العودة".
 
إلى مجلس رئاسي هو بمثابة الانقلاب الشامل على كل مرجعيات المرحلة الانتقالية.
 
إلى "عملية سياسية" مستدامة في يمن غارق في العنف والفتن والإرهاب والحروب الجاهلية.
 
 
 
 
 
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
الحجر الصحفي في زمن الحوثي