حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين ... فمتى تقطع رؤوسها ؟

مها السيد
الاثنين ، ٠٨ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٣٣ مساءً
كثيرا ما كنت أتسأل عن أسباب التأزم والصراعات التي تمر بها اليمن في هذة المرحلة الانتقالية الحرجة رغم خروجنا المشرف من مؤتمر الحوار الوطني ، وتوافق كل القوى السياسية في اليمن على تنفيد مخرجات الحوار وترجمة ما تم التوافق عليه على أرض الواقع ، ووجدت نفسي أتذكر تلك المقولة الغريبة (حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين ) وتأملت فيها لأجد ضالتي ...
مقولة كان يرددها الرئيس السابق صالح في وصف حكمه في اليمن ولكن  من هم الثعابين ؟ هل هم خليط من أصحاب النفوذ والمصلحة ؛ المتفيدون من ثروات الوطن ،  أم أنهم أصحاب الأجندات الخارجية الرجعية ؟                                                                                                                                                                                                                 والسؤال الأهم  هل الحكم في اليمن اليوم كحكم الأمس ؟ وهل الرقص على رؤوسها مازال ؟ أم أنها قطعت ؟ ورغم ثوراتنا الشعبية والشبابية  لماذا مازلت القوى المثار عليها تتستر خلف الإرادة الشعبية  وحاجاتها الحقيقية  وتعيد صناعة العدو ؟ 
 فحينما بدأ المواطن اليمني  يتنفس الصعداء بعد انتهاء مؤتمر الحوار وخروجه بخارطة طريق تأمل منها  أن تطبق على الأرض وتبدأ استحقاقاتها ترى النور ليعوض الشعب الصابر والأبي ، نجد أن الحكم الذي دام 33 عام وتماشى مع التركيبة القبلية والتقليدية وأعطى للشيوخ ورجال الدين نفوذ كبير ، وعقد تحالفات شيطانية وصنع أعداء ، قد  خلف بعده  تركة ثقيلة من الإختلالات الهيكلية العميقة بما فيها الاستبداد والفساد الهيكلي والممنهج على المستوى الوطني ، وحراك شعبي رافض للوحدة كممارسات جدرت الظلم والإقصاء والمركزية الشديدة  لتصبح  الوحدة  كقيمة دينية مشوهة بتلك الممارسات على المستوى الجنوبي  ومازلت أثاره السلبية نحو مجمل مكونات الحياة  تتجدد بتأثير المستجدات حتى اللحظة الراهنة .
ولهذا ذهبنا جميعا قوى سياسية ومجتمعية شمالا وجنوبا للحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية السامية ،وإعادة التوازنات التي اختلت ، واستعادة أمجادنا التي فقدناها بأيدي صانعي أعداءنا ،وبرغبة عارمة ومسؤولية دينية ووطنية ، ولكنها الثعابين التي صنعها حاكم الأمس وظل يخفينا من لدغاتها ويثيرها هنا وهناك لكي ينشغل كلا منا بها ، ويظل الشعب ذليلا خائفا لا يفكر ولا يطمح سوى  بالنجاة منها. 
  جماعة الحوثي  وفي محاولتها البائسة لاستغلال الوضع  تناست أن من يتحالف معها اليوم هو من أقام عليها بالأمس حروب ست في صعدة  بدأت في  2004 م وانتهت في 2010 م وما زالت مخلّفاتها تجر نفسها إلى الآن ، محاولين من خلال هذا التحالف رسم ملامح لنظام جديد هم من يصنعوه ، يعيد لهما أمجاد وهمية، فالإمامة والزعامة والحكم الفردي الشمولي لن يعود شاءوا أم أبوا ومهما يعقدوا من تحالفات شيطانية  لكتم  أنفاس الشعب الصابر وإفشال حكم الرئيس الوطني المتزن عبدربه منصور هادي ليعيدوا حكم الثعابين -التي لم تتعظ من لدغ بعضها البعض عندما تنتهي المصالح بينها وتبدأ احقادها- بتحالفات غير معلنة سيفشلها الرئيس والشعب وقواه النزيهة الحية  بكل إرادة وعزيمة  .
ما يجري من صراع ظاهر هو تزييف لحقيقة  الأطراف الخفية  التي تشعل فتيل الصراع كلما خمد ،لان المعركة ليست بين السلطة وبين الحوثين  فحسب ،ولكن المعركة الحقيقية هي  بين الشعب اليمني الثائر بقواه الحية وبين الثعابين  بكل رؤوسها التي مازلت تعاني من عقلية متكلسة جامدة لا تؤمن بسنن الكون التغييرية  وقانون التداول الالهي .                                                                                         
   فأصحاب النفود  ، و القوى المتفيدة  وأصحاب الأجندات الخارجية  مازلت تبث سمومها في أجسادنا لتعيق مسيرتنا بحقد وطغينة على القوى الشعبية والشبابية التي ثارت عليها ، تعتقد أن حكم اليوم كحكم الأمس تحاول أن تعيد صناعة العدو بصور خفية لتعيد صناعة نفسها .
ولكن ومن خلال الوعي الجمعي والإرادة السياسية الحاضرة اليوم ، والذي ترجمه الاصطفاف الشعبي الذي خرج به ملايين المواطنين في أنحاء اليمن ملتحمون شعبا وقيادة بإرادة الحياة ، فأن القيادة  المعهودة بدعوتها للسلم للقوى اليمنية كافة ، والمتعهدة بالحرب مع القوى الإرهابية مهما كانت ، ستتعامل بكل توازن مع مرحلية المخاطر ، ورؤوس الثعابين ستقطع بسيف السلم وبالقوة الناعمة التي ستوجه كسلاح سياسي عسكري يفكك القوى المتحالفة المتمردة على الوطن وستعيدها إلى الوطن  ، دون أن يزج بجيشنا الوطني في حرب خشنة ستفقدنا الوطن ، فقد قتل الكثير من أبناء اليمن في حروب كثيرة  .
لذا لن نسمح لأحد أن يفقدنا كرامتنا وسيادتنا ، ويجعلنا بلا وطن مشردين وسنتمكن شعبا وقيادة بسلاحنا هذا أن نبني اليمن ، ونعيد أمجاده.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي