هادي على خطى صديقه القذافي الذي أرسل فريقاً لشراء قنبلة ذرية

سامي غالب
الاثنين ، ٠٢ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٠٠ مساءً
من المؤكد ان أي خبير قانوني سيشعر بالفزع جراء هذه الجولة السياحية، وقد يقشعر بدنه ‏حيال التمثيل بفكرة الدستور من قبل حفنة معتوهين يمنيين ساقتهم الصدفة و"دعاء الوالدين" ‏إلى أن يكونوا أعضاء في لجنة لصوغ دستور لليمنيين.‏
 
‏***‏
يذكرني هذا بذلك الوفد الليبي السري الذي مر بالقاهرة للقاء الرئيس المصري الأسبق جمال ‏عبدالناصر، طالبا منه استخدام علاقاته الطيبة بالقيادة الصينية لمساعدة الوفد في مهمته. كانت ‏مهمة الوفد شراء قنبلة ذرية من بكين بأي ثمن ونقدا!‏
 
صعق عبدالناصر -  على ما يروي محمد حسنين هيكل-  وقال للوفد الليبي السري: "انتو ‏فاكرين الصين سوبر ماركت!"‏
 
‏***‏
بعد سنوات من وفاة عبدالناصر كان الرئيس الليبي معمر القذافي يجترح معجزات أخرى من ‏شاكلة تحويل ليبيا من جمهورية إلى جماهيرية، والنظرية العالمية الثالثة، ثم إضافة "العظمى" ‏إلى اسم الدولة، وصولا إلى "ملك ملوك افريقيا".‏
 
‏***‏
هل من الواجب العودة 50 عاما إلى الوراء، إلى منتصف الستينات، لنستكنه أسباب ‏الشطحات الفضائية للرفيقين الليبي معمر القذافي واليمني هادي، اللذين تعارفا ودرسا معا عدة ‏سنوات في بريطانيا.‏
 
هل يتعين على كل من يحار في تفسير "النزوع الفضائي" للرفيقين اللذين صارا رئيسين في ‏بلديهما فقررا تنظيم رحلتين فضائيتين أدت الأولى إلى "انتحار رائد الفضاء"-  وهذا جزء من ‏عنوان العمل الأدبي للأول-  رائد الفضاء الذي صاره الرائد معمر القذافي صاحب الكتاب ‏الأخضر، ويعلم الله أي مصير سيلقاه "رائد الفضاء اليمني" عبدربه منصور هادي!‏
 
‏***‏
كما القذافي، يخرج الرئيس هادي على اليمنيين بشطحات عجيبة من شاكلة نظريته بشأن ‏امراض العظام والاعصاب في اليمن، وهوسه بالنجمات الست، واسترساله في أحاديث ‏الذكريات العسكرية في لقاءاته بالضباط والجنود بمناسبة وبغير مناسبة، وأخيرا في الترنيمة ‏التي يتمتم بها ليل نهار، ومفادها أن اليمن الفدرالي سيعزز الوحدة اليمنية.‏
 
اليمن الفدرالي عند هادي يشبه إلى حد بعيد جماهيرية القذافي، ومن أجل ذلك أنفق هادي ‏الملايين في رحلة إلى "كوكب موفنبيك"، ويرسل الآن بعثاته بحثا عن "فدرالية" في "مولات" ‏‏-  جمع مول-  الغرب الأدنى والغرب الأقصى والجنوب البعيد!‏
 
‏***‏
يحدث ان يشرد رئيس أو يزل أو يتحامق، لكن في المجتمعات المتحضرة سرعان ما يعزل ‏هذا الرئيس أو ينصح بأخذ إجازة طويلة أو رحلة استجمام بعيدا عن الضغوط، وإذا اقتضى ‏الأمر قد يعزل أو يجبر على تلقي العلاج في مصحة.‏
في العالم العربي يحدث العكس، يصير الرئيس المتحامق او المعتوه -  جراء حملة المباخر ‏والمرتزقة والوصوليين والمتربحين من الاكتشافات العظيمة-  زعيما تاريخيا وبناءً عظيما ‏وقائدا استثنائيا ومهندس "الوطن" الأعظم، ويترك له العنان يعبث ويلعب ويخترع المزيد من ‏النظريات إلى أن تشرق "شمس الفدرالية من الغرب"، وتغدو الصين سوبر ماركت لبيع ‏القنابل الذرية.‏
‏......‏
‏. في الصورة يظهر الرائدان الفضائيان واصحاب النظريات العظمي في بناء الدول ‏وأمراض الأعصاب ونشاة الكون، معمر القذافي وعبدربه منصور هادي.‏
 
نشون نيوز
الحجر الصحفي في زمن الحوثي