دار التاريخ دورته وعلى الباغي تدور الدوائر، إيران التي كانت السبب في إشعال أطول حرب نظامية في القرن العشرين بينها والعراق.. استمرت لثمان سنوات 1980-1988م أحدثت خسائر مادية وبشرية قتلى وجرحى ولا جئين مهولة تحت مبدأ تصدير ثورة الخميني استهدافت العراق، قياداته الحزبية والأمنية..
في كتابه "الحرب العراقية الإيرانية" أشار المشير عبدالحليم أبو غزالة أن خسارة إيران البشرية 730 الف قتيل مليون ومأتي الف جريح مقابل 340 الف قتيل عراقي و700 الف جريح، ومليوني لاجئ إيراني مقابل 400 الف لاجئ عراقي 45 الف أسير إيراني مقابل 70 الف أسير عراقي..خسرت العراق 159 مليار دولار لشراء أسلحة بمقابل شراء إيران أسلحة ب 69 مليار دولار..
فيما قدرت الموسوعة البريطانية الخسائر البشرية بين الطرفين ب 2 مليون نسمة..وبحسب ما أورده أيريك ديفيس في كتابه مذكرات دولة أن خسائر العراق في حربها ضد إيران كانت غير متوقعة والتي تسببت لا حقًا بنكبة غزو الكويت..ياااا للفاجعة!
أرقام وخسائر حرب كارثية بحق الشعبين العراقي الإيراني، نزق ملالي طهران ودعواتهم اللاهوتية الدينية وتصدير خرابها وخوفها إلى الدول المجاورة لازال قائم، الشعبان يرزحان تحت وطأتها وتحت طائلة الفقر والدمار وهي بلدان غنية حتى اللحظة.. لحظة القصف الإسرائلي على طهران وقتل علماء نويين وقادة عسكريين وتدمير منشأت متعلقة بالبناء الصاروخي والنووي إضافة إلى الضحايا من المدنيين الإيرانيين نساء وأطفال..إيران التي تعاونت مع إسرائيل على ضرب المفاعل النووي العراقي في 7 يونيو 1985م تُضرب مفاعلاتها النووية اليوم بنفس الآلة!!
سترحب غالبية شعوب المنطقة بالضربة لإيران لأن حيازتها للسلاح النووي سيشكل قلقًا وبالاً لها وعليها، وتحلم بإسقاط نظام الملالي كليةً، الحرب في عمومها عمل شيطاني مقيت، ولا يمكن الترحيب بأي حرب سوى الحرب التي ستقطع رأس الأفعى وستنهي ما تبقى من مخالبها الكنوتية في اليمن والعراق..
اعتبرت ايران اليمن جبهتها المتقدمة مخزن سلاح وساحة حرب متقدمة لتصفية حساباتها مع أمريكا، المنطقة، وإسرائيل، في خسائر لم تخسرها اليمن طيلة حروبها من أيام التبابعة وحتى ثورتي 26 من سبتمبر و14 من أكتوبر، حد أنه لم يجد اليهود شيء ذو قيمة ليستهدفونه في مناطق الحوثي..
وصل الأنين إلى كل بيتت وطال الخراب كل شبر في اليمن..قامت بتدريب وتسليح ميليشياتها وأذرعتها حرثت في قلوب اليمنيين وحصدت أرواحهم وفي لبنان سوريا والعراق، تحقيقًا لفوضويتها إشاعة الخراب وإهراق الدم العربي ومن ثم السيطرة على السواحل والأراضي لتصبح مملكة الموانئ المضايق والبحار في الشرق الأوسط..
اعتبرت تلك الجبهات حصون حصينة لوقايتها، لتبقى في منأى عن الخراب والدمار والأشلاء التي تجرعها عرب المنطقة بسببها وبسبب هوسها التوسعي، صنعت من نفسها عند عملاءها إمبراطورية الأمن والاستخبارات والقوة العابرة التي لا تقهر، ومدنها مكشوفة بل عبارة عن خلايا وأعشاش لجهاز الموساد والاستخبارات الأمريكية الإسرائيلية التي تفتك بين حين وآخر بالخبراء والقادة وحتى ضيوف الدولة "اسماعيل هنية" في سابقة لم تعهدها قواعد الدبلومسية والعلاقات الدولية من قبل..
تشرب إيران اليوم من كأس المهانة والخراب والذل الذي جرعته للعرب واليمن تحديدًا، سابقة استخباراتية اسرائيلية خطيرة بعد عملية بيجر قتل ودمار حزب الشيطان في لبنان، الغرض ليس التشفي أو دعم انتصار ملاعين الصهيونية العالمية، بل التوقف عند قدرات الخالق وتحقيق عدالته في الأرض، أغوتها أمريكا ترمب بتصريحاتها أنها لن تتدخل في أي عملية عسكرية ضدها ولن تجنح إلى استخدام القوة ضدها لنزع مخالب برنامجها النووي ستسعى بكل الطرق لتجنب الحرب وهي تنسق تلعب تحت الطاولة مع إسرائيل لتنفيذ الضربة.. وحتى لا تظهر في الصورة وتستهدف قواعدها في المنطقة وتطال الصواريخ الايرانية ابراج حلفائها في الخليج..
وفود التفاوض النووية تعمل والخطط الأمريكية الإسرائيلة تُرسم والطيران يجهز والاستخبارات تعمل لتنفيذ الضربة العسكرية القاتلة ضدها، لن تجد ما تمسح به تعرق وجهها المتورم كبرياء وغرور جراء العملية، عند مقتل قاسم سليماني ترجَّت أمريكا بحسب تصريح ترمب أن تسمح لها بضرب سور القاعدة العسكرية الأمريكية في العراق، لخلع ندوب الحياء وتبيض وجهها أما أذرعتها الموهومين بجلالة قوتها التي لن تقهر..
المستهدف الرئيس اليوم ليس برنامج الرعب والخوف فحسب، وإنما رأس نظام الملالي الكهنوتي المجرم ، كل ما افتُعِلَ من حروب وخوف وتطبيع مع إسرائيل في المنطقة كان سببه الرئيس والأوحد شياطين التدليس الشيعي الديني والطموح التوسعي الفارسي في المنطقة..
النظام الذي أجاع أخاف وقهر الشعب الإيراني بالتوازي مع باقي الشعوب التي طالتها يدها الفارسية..
ضاقت المنطقة والعالم بهم ذرعًا، مزيج من القذارة المذهبية والشوفينية والانتهازية ونبش قبور القومية الفارسية والخداع الساقط..حولت الشرق الأوسط إلى مذبح واسعٍ للقتل للدموع وتفكيك الدول..
سيسقط نظام العمائم السود وباقي أذرعته في المنطقة لأن شروط السقوط قد تجمعت ولأن دولة الظلم ساعة ودولة الحق باقية إلى قيام الساعة..
-->