"لا ماء، لا كهرباء لا غاز، لا خدمات، والأسعار تشتعل!".. هذه الجملة لم تعد مجرّد تعبير عابر على ألسنة سكان تعز، بل أصبحت صرخة يومية تخرج من كل بيت، ومن كل شارع، ومن قلب مدينة كانت تُعرف يوماً بعاصمة الثقافة اليمنية، وأصبحت اليوم عنواناً للمعاناة والصبر والصمت المفروض.
غياب الخدمات الأساسية
منذ سنوات، تعيش مدينة تعز وضعاً مأساوياً بفعل الحرب والحصار الجزئي المفروض عليها. والان اشتد عليها بعد ان الماء أصبح حلماً لا يأتي إلا بصهاريج متنقلة بأسعار باهظة، والكهرباء الحكومية غائبة تماماً، والغاز اصبح البحث عنه عملة صعبة بينما يعتمد المواطنون على منظومات شمسية بدائية لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.
وفي الوقت الذي تعاني فيه المدينة من هذا الشلل التام في الخدمات، ترتفع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. لم يعد المواطن قادراً على شراء ما يكفيه من الغذاء أو الدواء، وسط غياب تام للرقابة أو أي دور فعّال للسلطات المحلية.
السؤال الذي يؤرق الجميع
وسط هذا الوضع الكارثي، يظل سؤال واحد يتردد في أذهان كل مواطن في تعز:
"من المسؤول؟ ومن وراء كل هذا الخراب؟
هل هي أطراف الحرب؟ أم الفساد المستشري؟ أم غياب الدولة؟ أم تواطؤ الجميع في إهمال مدينة لم تطلب سوى الحياة الكريمة؟
تقاذف المسؤوليات
السلطات المحلية الجميع يلومها بفشل ذريع ، الأطراف المتواجده في تعز كلٌّ منها يتهم الآخر. لكنّ الحقيقة الواضحة للجميع أن المواطن هو وحده من يدفع الثمن. الثمن من صحته، ومن راحته، ومن مستقبله.
بين الأمل والإحباط
رغم كل شيء، ما زال الناس في تعز يتمسكون بالأمل، أمل في أن يأتي يوم تنتهي فيه الحرب، وتعود الخدمات، وتُرفع المعاناة، وتُحاسب كل يد ساهمت في تجويع الناس وتعذيبهم. لكنّ هذا الأمل يتآكل يوماً بعد آخر، ما لم يتحرّك الضمير الوطني والإنساني لإنقاذ هذه المدينة الجريحة.
-->