#تعز_صفر_خدمات
تعيش مدينة تعز، ثالث أكبر مدن اليمن، فصولًا متواصلة من المعاناة الخانقة، وسط صمت حكومي مطبق وتجاهل تام من السلطة المحلية، التي لا تكاد تُرى إلا في مواسم الجباية وتقاسم المكاسب.
المدينة التي تُعرف بـ"عاصمة الثقافة"، باتت اليوم تحت وطأة أزمات مركّبة أسعار المواد الغذائية الأساسية تواصل ارتفاعها الجنوني بشكل شبه يومي، فيما بات الحصول على مياه الشرب حلمًا بعيد المنال لآلاف الأسر. الانقطاعات الكهربائية شبه دائمة، والمولدات الخاصة أصبحت تجارة تُثقل كاهل المواطنين، أما طوابير الغاز المنزلي فتختصر ملامح الذل والخذلان اليومي.
العطش... معاناة بلا نهاية
رغم وجود مشاريع مياه حكومية وخاصة، فإن معظم أحياء المدينة تعتمد على صهاريج المياه التي تُباع بأسعار غالية. "نشتري الماء كأننا نشتري ذهبًا"، يقول عمرو سلطان، وهو ينتظر دوره أمام البير في حي العسكري، مضيفاً: "ندفع نصف دخلنا الشهري للماء فقط".
الظلمة القاتلة
الكهرباء، التي غابت منذ سنوات بسبب الحرب، لم تعد حتى ترفًا. الأهالي يتنقلون بين ساعات الظلام الدامس وساعات قليلة من الإنارة القادمة من مولدات خاصة، بأسعار تفوق قدرة كثير من الأسر.
طوابير الغاز... مهانة يومية
في مشهد يتكرر منذ أعوام، تصطف مئات الأسطوانات في طوابير طويلة تنتظر دورها في التعبئة. "نمضي يومين أو أكثر في الانتظار، وأحيانًا يعود الناس بخُفّي حنين"، يقول رائد عبدالكريم، ناشط مدني، ويضيف: "الفساد يلتهم كل شيء، والوساطات تسبق المحتاجين".
سلطة غائبة... حاضرة فقط في الجباية
السلطة المحلية، بحسب مراقبين، تغيب بشكل شبه كامل في الأزمات، لكنها لا تتوانى عن الحضور القوي عند تحصيل الإيرادات. يتحدث ناشطون عن فساد متغلغل داخل مؤسسات المحافظه، وتواطؤ بين المتنفذين لتقاسم الموارد دون أي استجابة تُذكر لمعاناة الناس.
#تعز_صفر_خدمات
هذا الشعار الذي أطلقه ناشطون، يعكس بدقة الحالة المزرية التي وصلت إليها المدينة. لا ماء، لا كهرباء، لا غاز، ومع كل هذا، تواصل تعز الصمود، بجهود أبنائها، في وجه إهمال ممنهج يُراد منه تركيع مدينة طالما كانت عصيّة على الانكسار.
في ظل هذا الوضع المأساوي، يبقى السؤال: إلى متى ستظل تعز ضحية الإهمال والفساد؟ وأين هي الضمائر الحية التي ما زالت تدّعي تمثيل هذه المدينة الجريحة
-->