اعلن المبعوث الاممي هانس جروندبرغ خارطة طريق جديدة للسلام في اليمن، تقوم على ثلاث مراحل: هدنة، تسويات اقتصادية، ثم مفاوضات لحل سياسي شامل.
يأتي هذا الإعلان كمحاولة لإحياء مسار السلام المتعثر منذ اكتوبر 2023 وسط مؤشرات على تخفيف واشنطن لقيودها السابقة التي ربطت التقدم في الملف اليمني بوقف العمليات الداعمة لغزة مما انعش الآمال بتحرك سياسي اكثر جدية.
اليوم، تشير التفاهمات غير المعلنة بين صنعاء وواشنطن، خصوصا حول البحر الاحمر الى امكانية استئناف الحوار. لكن الواقع الشعبي والسياسي في اليمن اكثر تعقيدًا، ومعاناة اليمنيين بلغت ذروتها من فقر وجوع ومرض وانهيار للخدمات.
الهدنة كما تُطرح الآن، قد تُستخدم كفرصة لإعادة تموضع الحوثيين وتعزيز قوتهم العسكرية كما حدث في هدن سابقة. لذا، فإن اي خارطة طريق للسلام يجب أن تبدأ بتلبية مطالب الناس الاساسية: تصدير النفط، دفع الرواتب، إعادة الكهرباء، توفير الرعاية الصحية، وقف تجنيد الاطفال، واستعادة المناهج الوطنية. هذه الإجراءات يجب أن تنطلق من المناطق المحررة، بضمانات دولية واضحة للتنفيذ.
تقارير صحفية تحدثت عن قرب استئناف المفاوضات بين صنعاء والرياض بدعم امريكي، لكن نجاح هذه الخطوة يتطلب التزامًا حقيقيًا من جميع الاطراف بما فيهم التحالف والحكومة الشرعية بعملية إعادة الاعمار وتلبية الاحتياجات العاجلة للمواطنين.
مبادرات السلام، رغم أهميتها، يجب أن تكون واقعية وتعكس نبض اليمنيين، فخارطة الطريق الجديدة قد تكون فرصة لكنها لن تجدي إذا لم تُبنَ على اسس انسانية صلبة.
المطلوب اليوم هو سلام يعيد الأمل من اجل سلام حقيقي دائم، لا هدنة تُرحّل الانفجار، فالشعب لم يعد يقبل المزيد من الوعود بل يطالب بحلول عملية تُحترم فيها كرامته وتُصان فيها حقوقه.
-->