الوحدة اليمنية: فكر اشتراكي ودم يمني لا يقبل التزوير

حنين العريقي
الأحد ، ١٨ مايو ٢٠٢٥ الساعة ١٢:٠٥ صباحاً

 

**اقترب الثاني والعشرون من مايو... وها هي الذكرى تلفحنا من جديد**

 

أيام معدودة، ويعود عيد الوحدة اليمنية. الوحدة التي لم تكن نزهة سياسية، ولا صفقة بين متنازعين، بل كانت حلماً عتيقاً، أزهر في قلوب جيلٍ كامل، وتفتّح على دماء وأرواح.

 

وإنْ كانت الذكرى اليوم تُتلى بلحن باهت في نشرات الأخبار، فإن خلفها رواية مضرجة بالشهداء... وبالأمل.

 

الرحمة والخلود للشهيد **إبراهيم الحمدي**، صوت الوطن الصادق الذي حاول أن يوحّد من قلب صنعاء، فرحل قبل أن يُكمل الحلم.

 

والخلود كذلك لـ **سالم ربيع علي (بن سالمين)**، الذي قال "لا" لوصاية الخارج، وقال "نعم" لوطن حر وموحد، فدفع حياته ثمناً للموقف.

 

ولا يمكن أن نغفل **العقل المدبّر**، المفكر والمناضل **عبدالفتاح إسماعيل**، الذي خط بيده طريق الوحدة على أوراق الحزب الاشتراكي، الحزب الذي كان – ولا يزال – حزب الدولة والفكرة، لا حزب التفاهمات تحت الطاولة، ولا حزب الصفقات.

 

الوحدة لم تكن طبخة جاهزة، نزل بها البعض فجأة وكتبوا أسماءهم على الغلاف.

الوحدة لم تُصنع في فندق، ولم توقع على عجل.

ولا هي مجرد ذكرى نلوكها كل سنة في أخبار التلفزيون وننسى من صنعها.

 

من قال إن فلان "جاء بالوحدة على ظهر دبابة"، وفلان "صانع الوحدة"، كان عليه أولاً أن يسأل: **أين كان هؤلاء يوم كان الوطن يتشقق؟**

أين كانوا حين كان الدم يُسكب لتبقى الأرض واحدة؟

 

لا تزوروا التاريخ.

الوحدة ليست شعاراً سياسياً، ولا ورقة في أرشيف مؤتمر.

الوحدة كانت **حلم جيل**، جيل قدم فكره ودمه وعمره، لا ليُستبدل مستبدٌ بآخر، بل ليعيش الناس في وطنٍ واحد، عادل، وحر.

 

**الوحدة صُنعت على أيادي اشتراكية، وتغذت من دم يمني خالص.**

هذه حقيقة ثابتة... لا مفر منها، مهما حاول البعض تشويهها.

 

فلنُحي الذكرى كما يجب...

لا بموكب، ولا بخطاب، بل بصدق الوفاء لأولئك الذين حلموا، وفكروا، وماتوا… ليحيا الوطن.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي