محمد بن سلمان يزرع الفرح في ربوع سوريا والعالم العربي 

محمد مصطفى الشرعبي
الاربعاء ، ١٤ مايو ٢٠٢٥ الساعة ٠١:٠٤ مساءً

 

في زمن كثرت فيه الصراعات وتلاطمت فيه أمواج التحديات السياسية والاقتصادية، ظهر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، كقائد استثنائي يُجيد قراءة المتغيرات ويملك من الجرأة والرؤية ما يجعله صانع سلامٍ ومهندس نهضةٍ في آنٍ واحد لا في بلده فحسب بل على امتداد رقعة العالم العربي والإسلامي وفي مقدمتها سوريا الجريحة

ولعلّ مشاركة سوريا في القمم العربية مؤخرا وخاصة قمة جدة عام 2023 كانت بمثابة إعلان رسمي عن عودة دمشق إلى الصف العربي وهي خطوة لم تكن لتتحقق لولا رغبة الرياض الحقيقية في إصلاح ما أفسدته السنوات وإعادة تشكيل البيت العربي على أسس جديدة من التعاون المشترك ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والصحية بشكل موحد.

لم تكن جهود ولي العهد السعودي محصورة في الجانب السياسي فحسب بل تجلت إنسانيته العالية من خلال الدعم المقدم للشعب السوري عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حيث تم تنفيذ عشرات المشاريع الإغاثية والطبية والتعليمية، خاصة في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا في أوائل عام 2023 حيث سارعت المملكة إلى إرسال جسر جوي من المساعدات، وأطلقت حملات شعبية ضخمة بقيادة سموه عكست مدى التلاحم الإنساني والاهتمام السعودي العميق بمعاناة الشعوب الشقيقة

الأمير محمد بن سلمان لم ينظر إلى سوريا بمعزل عن محيطها بل عمل على صياغة مشروع متكامل لإعادة الروح للعالمين العربي والإسلامي من خلال إصلاح العلاقات المتوترة ومد جسور الثقة مع مختلف الأطراف. فقد ساهم في تخفيف التوتر بين باكستان والهند، واستضاف مؤتمرات إسلامية جامعة لتعزيز وحدة الصف ورفض الطائفية والتطرف بجميع أشكاله

وركّز سموه على أهمية المصالحة العربية – العربية ولعب دورا محوريا في تهدئة الأوضاع في السودان واليمن وليبيا مستندا إلى رؤية تؤمن بأن استقرار المنطقة لا يتحقق إلا بالحوار والمبادرات الشجاعة التي تتجاوز الخلافات الضيقة.

تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان انطلقت المملكة العربية السعودية نحو مستقبل اقتصادي واجتماعي غير مسبوق ضمن إطار رؤية 2030 التي لم تكن مجرد مشروع داخلي بل دعوة مفتوحة لبقية الدول العربية والإسلامية للاستفادة من النموذج السعودي في تنويع الاقتصاد وتمكين الشباب والمرأة وبناء منظومات مستدامة للتنمية

وقد استثمر سموه في الثقافة والفن والتعليم وفتح أبواب التعاون مع العواصم العربية واحتضن مبادرات فكرية ودينية منفتحة ترفض التشدد وتدعو للاعتدال والحوار بين الأديان والمذاهب.

اليوم تستعيد سوريا شيئًا من عافيتها وتطل من نوافذ الأمل على مستقبل أقل قسوة مما عاشته خلال السنوات الماضية، وذلك بفضل الدعم العربي وعلى رأسه الدور السعودي بقيادة الأمير محمد بن سلمان الذي جعل من قضية وحدة سوريا وكرامة شعبها أولوية إقليمية.

 

لقد شعر السوريون مؤخرًا بفرحٍ طال انتظاره وهم يشاهدون علم بلادهم يُرفع مجددا في المؤتمرات العربية ويشعرون بأن صوتهم عاد ليُسمع في دوائر القرار وأن هناك من يعمل بإخلاص لانتشالهم من ويلات الحرب نحو بوابة التنمية والاستقرار

الأمير محمد بن سلمان لا يكتفي بدوره كرجل دولة يخطط لمستقبل بلاده بل يمثل نموذجا عصريا للقائد العربي الذي يحمل همّ الأمة ويؤمن بأن سعادة الشعوب لا تكون فقط برفاهية الداخل بل بإحياء قيم التضامن والأخوة والمبادرات الجريئة التي تصنع الفرح في أوطان مزّقتها الفتن

من سوريا إلى اليمن ومن السودان إلى العراق ومن الخليج إلى أرجاء العالم الإسلامي يزرع الامير محمد بن سلمان الفرح ويغرس بذور الأمل ويكتب فصولًا جديدة من الحلم العربي المتجدد

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي