يوم الوعل.. والجناح الديني اليابس!

د. محمد شداد
الاربعاء ، ٢٢ يناير ٢٠٢٥ الساعة ٠٦:٥٨ مساءً

 

سيدفع خطاب الجناح الديني الجاف المتكئ على مفاهيم الإمامة وثقافتها العقيمة سيدفع بالناس إلى مراجعة وقراءة ما كتبه فلاسفة الشيوعية والعلمانية ك " كارل ماركس" الفيلسوف والاقتصادي الألماني في أواخر القرن التاسع عشر..

 

وما قاله عن رجال الدين إذ وصف بسببهم الأديان "بأفيون الشعوب" في الحقيقة تملكني الفضول أن أعرف لماذا قالها أو ما هي الأسباب التي دفعته لقول تلك العبارة التي استفزت الكثيرين، وأخذتُ أقلب حياته وفكره، وجدتُ أن ماركس اعتقد أن للدين ورجاله بعض الوظائف العملية في المجتمع تشبه وظيفة مادة الأفيون بالنسبة للمريض أو المصاب بمرض مزمن سعيًا للتقليل من معاناة الناس المباشرة ويزودهم بأوهام الصحة، ويقلل أيضا من طاقتهم الساعية للتحرر والانعتاق..

 

أجاب على نظريته الكاتب والمفكر العربي الشهير عباس محمود العقاد بكتاب " أفيون الشعوب والمذاهب الهدامة" لاستعار الحمى الثقافية في عصره بين الموروث العربي الديني وحركات التحرر الوطنية التي وجدت في أفكار ماركس المتنفس عن ظلمهم ومعاناتهم من قبل دول الاستعمار والداعم السوفيتي العسكري الرئيس لنضالاتهم بغية التحرر من طغيان أرووبا الاستعمارية..

 

الهدف من تلك التوطئة هو الخطاب الديني لبعض الخطباء المتصخرين المستعصية عقولهم عن تحديث خطابهم وفقًا لمقتضات العصر وتطور مفاهيم الأمة، المشتغلين نيابة عن أدوات الإمامة والاستعمار في محاربة حركة الأقيال التحررية في اليمن، ومحاولة إحياء رموزها الثقافية التي تهدف بالأساس إلى إحياء الذات اليمنية وهويتها العربية..

 

بمقابل الهُويات الاستعمارية الدخيلة كالهاشمية والفارسية وحركات التغريب وغيرها من الحركات التي ما انفكت تهدم بالشخصية العربية واليمنية لسلخها عن تاريخها وامتدادها الحضاري الذي يشد عصب الانتماء للأوطان ويستفزها للدفاع عن الأرض والعرض ويسخرها لتمرير مشاريعها الاستعماريه بصورها الناعمة وما تفعله إيران الفارسية وأذنابها في المنطقة خير دليل..

 

وكما سعت إيران الفارسية لسحق العروبة ودين الحق من سوريا قبيل الثورة المباركة ... وإنفاقها المليارات ودعوة روسيا للتدخل وحشد عصابات التشيع التخريبية من مناحي الأرض لدعم نظام العصابة العلوية وتحويلها كأرض وشعب امتدادًا لامبراطوية فارس..

 

وهي تسعى اليوم لتكرار المحاولة واستمرار الفعل ذاته في اليمن بما تبقى لها من حلم عن طريق أدواتها الامامية الشيعة والسلالية في اليمن وابراز الهوية الإيمانية على إثر الهوية الوطنية والتاريخية لليمن..

 

المحزن والمثير للسخرية في آن، أنَّ من يقف مع تلك الأهداف بعمى وجهالة بعض خطباء المساجد "المتزنبلين" من اليمنيين للدفاع عن الاسلام وعدم عودة الناس لعبادة الأوثان والوعول والاصنام كما يدعون، علمًا بأنه لم يُعرف عن اليمني تاريخيًا منذو الجد قحطان بن هود علية السلام حتى الساعة أن اليمني عبد صنماً حيوانًا أو وثن..باستثنا من آتى مؤخرًا يدعو إلى عبادة القبور والأشجار وتقديس الشخوص وحباب الركب..

 

اتخذ اليمنيون رموزًا كالشمس والقمر والوعل والأسد كرموز ترمز إلى القوة ومواسم الخير والانتصارات والنظم، وتتميز بها أي اليمن عن باقي الحضارات، كما قال النبي علية الصلاة والسلام عن اليمنيين "وعول الناس أشرافهم" أو كما قال..في السياق تأتي للدلالة عن القوة والشموخ الذي رمز إليه الوعول..

 

وما تبنِّي القيادة السياسة ممثلة بالدكتور رشاد العليمي والقيادات المحلية في المحافظات المحررة لفعاليات إحياء ذكرى يوم الوعل في 22 من يناير في كل عام إلا دليل على الصحوة والسير الحضاري الوطني في المسار الصحيح.. 

 

ختامًا ستستمر الحركة الثقافية التنويرية من خلال الجمهورية وكل حركات التحرر الوطنية الواسعة وعلى راسها حركة أقيال ومعهم كل نجوم اليمن وأحرارها المعرفية، الشعرية، الأدبية، التاريخية، والفلسفية حتى تحرير آخر عقل لمدعي مثبط، متورد، دخيلٍ، أو عقيم..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي