ما أقوله لن يعجب الكثيرين، لكننا كأمة نعيش في واقع يستوجب أن يكون للحق رجال، لا يخشون في قوله لوم لائم، ولا سهام جاهل.
نحن أمة تعيش الوهم والزيف لا الحق والحقائق والواقع المُرْ، وقول الحق في هذا الواقع، لا يقبله الكثيرون فهم كما وصف الله أكثرهم للحق كارهون.
﴿أَمۡ یَقُولُونَ بِهِۦ جِنَّةُۢۚ بَلۡ جَاۤءَهُم بِٱلۡحَقِّ وَأَكۡثَرُهُمۡ لِلۡحَقِّ كَـٰرِهُونَ﴾ [المؤمنون ٧٠]
﴿لَقَدۡ جِئۡنَـٰكُم بِٱلۡحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَكُمۡ لِلۡحَقِّ كَـٰرِهُونَ﴾ [الزخرف ٧٨]
وأكثرهم في كتاب الله تصف الواهمين الذين يستبعدون حواسهم وأفئدتهم وعقولهم، وفكرهم وتدبرهم، حين قراءتهم لواقعهم وحالهم، وبهذا التغييب يعيشون حياة الضلالة والجهل، فهم فيها أضل من الأنعام، كما وصف الله.
﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولࣰا﴾ [الإسراء ٣٦]
﴿وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبࣱ لَّا یَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡیُنࣱ لَّا یُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانࣱ لَّا یَسۡمَعُونَ بِهَاۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَٱلۡأَنۡعَـٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡغَـٰفِلُونَ﴾ [الأعراف ١٧٩]
﴿أَمۡ تَحۡسَبُ أَنَّ أَكۡثَرَهُمۡ یَسۡمَعُونَ أَوۡ یَعۡقِلُونَۚ إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَـٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِیلًا﴾ [الفرقان ٤٤]
أمة دُمِّرَتْ أراضيها، وقتلت شعوبها وشُرِّدَتْ، واحتل العدو أراضيها، وتصف ما حدث ويحدث لها من هزائم ونكبات نصراً وانتصار.
أمة في تاريخها المعاصر فقدت الرؤية والبصر والبصيرة، تسمي هزائمها واحتلال أراضيها، نكبات وانتصارات، هي أمة تعيش الوهم وزيف النصر.
عودوا لمنهج كتاب دينكم، تخرجون به من أوهامكم، وهزائمكم واحتلال أرضكم، ونهب ثرواتكم، به وحده تستعيدون دوركم ومكانتكم، دعاة لدين الحق، ومنهج الله في السلم والتعايش، شاهدين على الناس.
د عبده سعيد المغلس
١٨-١-٢٠٢٥
-->