ليلة عاصفة مع الدكتور أحمد عطية 

د. محمد شداد
الثلاثاء ، ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٣ مساءً

كما للجيوش العسكرية قادتها ورجالها للمعارك الثقافية الوطنية قادتها ومفكريها، كانت ليلة فكرية سياسية قومية عاصفة، بقادة القيل الدكتور أحمد عطية..

كانت دفقًا شلالاً أروى به الأرواح الضامئة بعد توقف الجبهات وجمود المواقف، عرض الأحداث التي تعصف بالوطن ومسارات الحرب والسياسة ضد المشروع السلالي الحوثي، محاضرة امتد رواها من شغاف القلب إلى أقاصي الجسد..

 

أحداث هزت أركان الدولة بتراخي متعمد من قبل بعض القوى اليمنية وبأمال واهمة وقراءة ساذجة من قبل أخرى، امتد ذلك إلى تقييم خاطئ للدول الإقليمية وحتى الدولية..

لم يكن لحديث القيل الدكتور عطية حدود تطواف بلغ أعالي الشأن السياسي المعقد، تفسيرات واضحة الشفافية لما يجري على كافة الصُعُد السياسية والعسكرية الداخلية والخارجية داعيًا إلى التمسك بالثوابت الوطنية، حرصًا على تماسك الشرعية وعدم التعدي عليها والإساءة إليها..

 

كان للمؤامرات السلالية باختلاف مشاربها الشيعية الصوفية السنية الزيدية الاثنى عشرية الحض الأوفر من الحديث مشيرًا أن لا فرق بينها كَفِرقْ متعددة الوجوه عند ظهور الصرخة واستفزاز العرقية تتوحد، يتبعها العنف لتثبيت الدعاوى الإليهية تنفجر العصبية وتُعقد التحالفات ويبدأ شبق السلطة وشياطينها تلعب في عباءاتهم مستحلين على إثرها الدم والمال والعرض لمن خالفهم أو أنكر ما يعتبرونه حقًا إليها واجب النفاذ..

مؤكدًا أنه لا سلام ولا تعايش ولا اتفاق مع سلالة إرهابية عابرة للزمان والمكان لا تعترف للشعب اليمني بأي حق، تدعي القداسة وامتلاك سُلمًا ترقى به إلى السماء لتلقي الوحي وآيات التألُه على العباد كونهم ينوبون عن لله في الأرض، محتكرين وهم الأساطير مخازن الخرافات العرقية، لم يعد لهم حاضنة ولا قبول تعافهم الأنفس الصحيحة ولا يستسيغها إلا عقل أنهكه المرض وأقعده الفقر..

طموحات مهووسة تصطدم مع مقتضيات العصر في مطلع القرن الواحد والعشرين، مع أبناء اليمن المنتشرين كقامات وكوادر علمية تطبيقية وإنسانيةفي بقاع الأرض، ثورة اليمن العلمية والسياسية والثقافية بلغت أعاليها ولا سماع أو انحناء لمدعي بعدها أو دخيل..

كما كان للجيش اليمني الذي يرابط في الجبهات شأنه المتفرد إذ أفاد القاضي عطية أنه ومن خلال زيارته للجبهات رغم الصعوبات تتسامي المعنويات لديهم حد أنهم باتوا مصدرًا غنياً يُصدِّر المعنويات لوثوق العُرى بينهم والوطن والنصر القريب الآتي..

محطةُ قومية باذخة "أنا جد العرب ولكل هؤلاء الحاضرين" قالها في شموخ وطني وامتلاء حضاري واعتداد بالنفس وثقة بالقدرات الجينية والتاريخية، كانت القصة أخر محطات المحاضرة حادثة رواها عند انعقاد القمة في القاهرة التي تتعلق بالشأن الفلسطيني...

حُذفت كلمة الوفد اليمني في المؤتمر، "جد العرب أنا" قالها وأصر أن يشارك باسم اليمن قائلاً اليمن هي اليمن تمرض لكنها لا تموت تتعثر لكن مسرتها التاريخية لا تقف، رضخت اللجان المنظمة وقدم الكلمة عن اليمن التي كانت ناريةً مدويةً أيقضت القاعة، وطغت بصدقها على كل الكلمات..

شكرًا للجالية اليمنية في ماليزيا لضيوفها للدكتور أحمد الخضمي والدكتور أحمد عطية للحاضرين مصابيح لهدى أقيال اليمن وسادتها الأماجد..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي