رحل صديقي قبل أن نتمكن من وداعه

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١١ صباحاً

فجعت ليلة أمس بخبرٍ صاعق كتبه أخي وصديقي، الصحفي القدير والكاتب الكبير والمثقف الملتزم سامي غالب، عبر صفحته على "فيسبوك"، يُخبرنا عن رحيل زميلنا وأخينا وصديقنا المهندس فاروق درهم العبسي، الذي غادر هذه الدنيا الفانية.

أصبت برعشة ورجفة غير مسبوقة. تمالكت نفسي، وبعد لحظات بدأت الذكريات تتدفق في ذهني. كان الراحل فاروق ذا مواقف سياسية، وتنظيمية، وإنسانية، واجتماعية لا تُنسى.

تذكرت حضوره القوي في مؤتمرات اتحاد الطلاب اليمنيين في حلب، كان دليلًا ماهرًا وذكيًا، حاد الذكاء، وصاحب كاريزما نادرة في الحضور والتأثير. تذكرت ابتسامته التي لم تفارق وجهه أبدًا، وشاله المربوط حول عنقه، رمزًا للنشاط والحيوية التي كان يعبّر بها عن انتمائه للحركة الناصرية.

أتذكر أمسياتنا الخاصة بالاحتفال بمن تخرج، أو استقبال الطلاب الجدد، أو اللقاءات الاجتماعية والوطنية، وكلماته الملتزمة التي أثرت فينا، ولحنه العذب الجميل. كان هو والمهندس عبد الناصر خالد ثنائيًا رائعًا، بمشاركة ضابط الإيقاع محمد العيشاوي.

لا أنسى موقفه عندما كان يتفقدنا دومًا، يطرق بابنا كلما شعر أننا بحاجة إلى مساعدة مالية، يقدم ما لديه دون أن نطلب، شعورًا منه بالمسؤولية والتكافل. وأتذكر معه زميلنا الراحل عبد الباسط عبد الرب القدسي، فقد كانا ثنائيًا مميزًا في الإنسانية والتواصل، رحمهما الله.

عزائي لنفسي ولزملائي من خريجي حلب، وأعزي ابنه قتيبة وجميع إخوته، وأخص بالذكر زوجته، أم أولاده. وأعزي كذلك شقيقه الدكتور عبد الجليل درهم، زميلي في كلية الزراعة في جامعة صنعاء.

حزني شديد، إذ فارقناه منذ أن رحل زميلنا عبد الباسط القدسي، ودون تواصل منذ ذلك الحين. وفوجئت اليوم برحيل فاروق وفراقه لدنيانا.

أنصح جميع زملائي وأصدقائي وأحبتي ألا يهملوا التواصل، ولو بكلمة "صباح الخير"، فلا ندري متى سيغادرنا عزيز، فنندم على لحظات قُدر لنا فيها أن نكون قريبين منهم.

على روحك الطاهرة يا فاروق، الرحمة والغفران.

اللهم ارحمه وارحم معه آباءنا وأمهاتنا وجميع من فقدناهم.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي