"جنات".. لم يكن لها من اسمها نصيب ولم تتمتع بجنة طفولتها كما ينبغي أن يكون..
فحين تغيب الأخلاق، ونغدو في غابة ينهش فيها الوحوش براءة الأطفال ، يصبح الاعتداء والتوحش نهجًا وطريقا لعديمي المبادئ ، والقيم والإنسانية .
عبر حقب اليمن ، وأزمنتها ، وعبر تاريخها ، ومن مروا عليها ،
مر على اليمن أشكال ، وأجناس من البشر، لكن لم يمر عليها مثل الحوثيين، ولم تجد اليمن لهم شبيهًا في القبح ، والبشاعة، والفجور ، والطغيان .
فما من جرم إلا وارتكبوه، وما من بشاعة إلا وقاموا بها، وما من ظلم إلا وخاضوا فيه، وما من تجبر إلا وفعلوه..
خاضوا في كل شيء وقلبوا عاليها سافلها انتهكوا ، ونهبوا وفجروا ، وأغرقوا البلاد طغيانًا ، وتجبرًا، حتى الطفولة والأعراض اليمنية لم تسلم منهم، الأعراض التي كانت قبل مجيئهم خطًا أحمرًا" ولا يجرؤ أحد مهما كانت سلطته ، ومنصبه الإقتراب منها لكنهم عاثوا فيها تلطيخًا ودناءةً ، وتوحشا.
الطفلة جنات ومثلها الكثير من الأطفال سواء بنات ، أو صبيان انتهكوهم ولم يراعوا فيهم إلًا ولا ذمة ، ولا عرفًا ولا دينًا أو شريعة، لأن شريعتهم القبح والفجور والحبروت.
ماذنب جنات حتى يلطخوا براءتها ، وواقعها ، ومستقبلها الذي أعدموه بحقاراتهم ، ووضاعة قضاءهم؟ ما ذنب براءتها المنتهكة في واقع حوثي فاسد كفساد نفوسهم ودناءة أفكارهم وتصرفاتهم الوضيعة؟.
قضية جنات ليست قضية والدها المكلوم فقط الذي يناضل بين حفنة من الوحوش بقلب دامع ، وعزيمة لا تنكسر، بل قضية اليمنيين أجمع ، وإن كان بلا ظهر يقويه ويسنده، فاليمنيون كلهم ظهورًا له في مواجهة شرذمة الشواذ ، ومنتهكي الحرمات.
-->