الرابحون والخاسرون!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٦ مساءً

 

الرابحون

قد يكون هناك العديد من الرابحين من فوز (ترامب) برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لولاية جديدة، ومنهم دول الاعتدال العربي والدول التي تعاني من نفوذ إيران من خلال أذرعها في اليمن وسوريا والعراق.

يبدو أن (ترامب) يحمل ثأرًا شخصيًا تجاه إيران، حيث يتهمها بمحاولة اغتياله. وبعد إعلانه شخصيًا عن فوزه، أعلن عن نيته إنهاء الحروب في العالم وليس إشعالها. وكانت فلسفته في الرئاسة الأولى القضاء على (قاسم سليماني) قائد فيلق القدس، مما أرسل رسالة واضحة برغبته في إنهاء مشروع إيران وتدخلاتها الإقليمية. 

 

وقد يتكرر ذلك باستهداف قيادات إيرانية أخرى كخامنئي، اعتقادًا منه بأن ذلك سيؤدي إلى تخفيف التوترات في المنطقة. ينبغي على إيران أن تدرك ذلك قبل أن يصل (ترامب) إلى البيت الأبيض وتقع فريسة له.

ذهبت غير مأسوف عليها

انتهت ولاية الإدارة الأمريكية بقيادة الحزب الديمقراطي غير مأسوف عليها، عقابًا لإدارتهم ودعمهم للحرب الظالمة على غزة وتدمير شعبها، وقبولهم لروايات إسرائيل التي دأبوا على ترويجها. 

 

لقد أمضت هذه الإدارة أشهرًا في محاولات غير ناجحة لتبادل الرهائن، بينما تعرضت للإهانة المتكررة من قِبل نتنياهو، مما جعلها تبدو كداعمٍ بلا قوة. حين أصبح استهداف أطفال غزة واقعًا متعمدًا، حاولت الخارجية الأمريكية تحسين صورتها من خلال إجراءات مثل الضغط بالسماح بتلقيح أطفال غزة، لقحوا وتبعهم (نتنياهو) بقنابل أمريكا لخيمهم وقتلهم بها.

كما لم تتخذ أمريكا موقفًا حازمًا ضد (اسرائيبل)، عندما أنهت دور الأونروا والاعتداء على اليونيفيل من قِبل الكتيست وحكومة الكيان ، ما جعلها تبدو خاضعة لسياسات نتنياهو. لقد منحت الإدارة الأمريكية السابقة دعمًا غير مسبوق لإسرائيل، حيث خففت من الضغط الدولي على حكومة نتنياهو، وزودتها بالذخائر واستخدمت الفيتو في مجلس الأمن عدة مرات لمنع وقف العدوان. هذا الموقف كان محرجًا، إذ أعطت أمريكا الظالمين حق الدفاع عن النفس، وساعدت في العدوان على لبنان، مما جعل الحزب الديمقراطي في طليعة الخاسرين، إلى جانب ما قد يلحق على أوروبا وأوكرانيا.

وقد يواجه بعض أثرياء ومسؤولي الدول العربية مخاطر مالية، إذا قرر (ترامب) مصادرة أموالهم في البنوك الأمريكية لإنعاش اقتصاده بحجة الحماية، كما أشيع عن نيته مصادرة أكثر من (500) مليار دولار في حسابات مسؤولين عراقيين جاؤوا على دبابات أمريكية بعد غزو العراق.(ترامب)،بتوجهاته التجارية، قد يلجأ لابتزاز صناديق المنطقة السيادية بحجة الحماية.

الحوثي أكبر "حلّاب" في العالم

في رسالة طريفة لأحد قادة الحوثيين إلى ترامب، أظهرت كيف بدأ الحوثي يشعر بالتهديد. إذ يزعم الحوثي أن اليمن هو "أكبر حلّاب في العالم"، محاولًا ابتزاز الرئيس ترامب بالإشارة إلى استفادة الحوثيين من السفن المارة عبر البحر الأحمر. وطالب القيادي الحوثي ترامب في تغريدة بالدفع مقابل أخطاء الرئيس (بايدن) ضد جماعته، مستبقًا ومبتزًا (ترامب) قبل ان يقدم ترامب على إعادة الحوثي كمنظمة إرهابية، وبالتالي فهذا الحوثي يساومه بالمقاسمة، قائلًا له: "نحن نعرف أنك ستأخذ قيمة موقفك من الإمارات"، وطالبه بالمقاسمة وإعطاء الحوثي حصة كاملة غير منقوصة!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي