قمة المأساة في وطنك أن تنتظر دورك بالموت جوعًا.
لا ندري إلى اي مدى ستتفاقم نتائج هذه الأزمات المتلاحقة والأوضاع المعيشية والسياسية والاجتماعية المتردية، التي التهمت بلادنا وقضت على كل أركانها، وباتت تتجه لمجاعة حتمية.
فمن الطبيعي جدا ان تحدث ارهاصات مدمرة لهذا الوضع الكارثي إن استمر وطال أمده، ارهاصات لن تكون متوقعة للجميع طالما وليس هناك أي بارقة لحلول وشيكة من الحكومة.
ها هي الحرب اليوم وبعد ان حصدت عشرات الآلاف من الأرواح اليمنية واحرقت المدن، ها هي تمد مخالبها للقمة عيش المواطن حتى بات غير قادر على شراء قوت يومه في ظل واقع مزرٍ، و ارتفاع جنوني للاسعار، وانهيار للعملة ، وبالتالي انهيار الاقتصاد الوطني، و بات مهددا بالانقراض.
إن كنا في بلد يعترف بآدمية البشر لكان رغيف الخبز في منأى و بعيدًا عن اوكار ولؤم السياسة والسياسين وبعيدًا عن ضغائنهم،
ولكانوا تركوا له ما يقتات به على مائدة انعدم فيها كل القوت الضروري.
ولكن إلى متى سيظل المواطن الضعيف البائس كبش فداء، وكرة يتقاذفونها كلٌ حسب مقاس أحقاده وأطماعه النرجسية؟
إلى متى سيظل البسطاء الكادحون يدفعون ثمن نزاعاتهم ومصالحهم النتنة والتي وصارت نتيجتها ان الموت من الجوع والحاجة صار يهدد الناس بسبب العجز والشلل التام عن إيجاد حلول تضمن بقاء اليمني محتفظا بقليل من آدميته وكينونته كمواطن يمني على أرض وطنه؟!.
الجوع كافر، هذا ما يجب أن يدركه الساسة، ويحذرون ثورة الجوعى و انتفاضة الخبز التي ستجتث كل الجالسين على جروحهم بمنتهى التوحش..
لا بد للجوعى ان يخرجوا بحثًا عن خبز أولادهم، وليكفروا بكل الساسة، ولينتصروا فقط لرغيف العيش، هو وحده من سيوحد كلمة الشعب اليمني كله على هدف واحد مفاده (عض قلبي ولا تعض رغيفي)..
احذروا ثورة الجياع أيها الحمقى.
-->