تحليل لبعض محاور برنامج "بُعد الحدث" ! (1)

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٩ مساءً

بدعوة كريمة من الأخ العزيز (منصور الفقيه)، كانت استضافتي في قناة عدن الفضائية

ببرنامج (بُعد الحدث)، الثلاثاء الماضي، بإدارة المذيع الرائع (أكرم صالح) وبمشاركة الأخ الكريم (عبد الكريم المدي)، والدكتور (فيصل العواضي)، المستشار في وزارة الاعلام.. وقد تم مناقشة اجتماع الرئيس بالمبعوث الأممي بالعاصمة المؤقتة عدن ودور الأمم المتحدة ومستقبل السلام وقضايا أخرى متعلقة بالأمر، ولأن البرنامج كان محدداً بزمن، فأشعر أن لدي مازال الكثير من التحليل، فأحببت عرضه عليكم هنا، وبحسب ترتيب محاور البرنامج المعدّ، وكما هو آت.

لقاء المبعوث الاممي بالرئيس العليمي

نعم! اجتمع الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، ومعه عضو المجلس الشيخ عثمان مجلي يوم الخميس الماضي بقصر المعاشيق، وبحضور وزير النقل والعديد من المسؤولين المعنيين بالخطوط الجوية اليمنية-مما يعني ان الحوثي حنث بتعهداته والتزاماته، ولم يتراجع عن إجراءاته التعسفية-؛

التقى الرئيس بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة (هانس غروندبرغ)، بعدن. واستمع منه فحوى اتصالاته الأخيرة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية؛ حيث أبدى أولوياته في الفترة المقبلة في التركيز على استمرار خفض التصعيد، والرغبة في إحياء العملية السياسية في اليمن.

والحقيقة أنه ما من أحد لا يريد خفض التصعيد، وتقليل خسارة الأرواح والمعاناة لليمنيين-غير الحوثي الموجد لها-، لا بل فالمبتغى إنهاء الحرب والانقلاب والذهاب لصندوق الانتخاب؛ وليختار الشعب اليمني من يحكمه.

وكما لاح في الأفق، فإن الحوثي لم يرغب بالسلام وغير جاد في الوصول إليه؛ بل وواقع الحال أنه مُمعن في التصعيد؛ فقد شكل مؤخراً حكومة له في المناطق المغتصبة لديه، ولم يطلق المختطفين والمعتقلين من الأكاديميين والنشطاء وموظفي الأمم المتحدة والبعثات الدولية والمنظمات المدنية القابعين في سجونه ،بل وأظهر مؤخراً فيديوهات انتزاع اعترافات بالإكراه، فما على العالم إلا أن يرى همجية الحوثي ويتدخل بسرعة لإيقاف هذا العبث الحوثي المتخلف، فجرائمه يوثقها هو بنفسه بالصوت والصورة، فها هي موثقة لديكم كجرائم مشهودة وهو مستمر في ملحقاته للناس، ولا بتوقف!

وعندما وجد الحوثي أن الاعتقالات، كمرتزقة و خلايا تتبع العدوان أو للمطالبين بالرواتب ؛ لم تعد تتطلي على الشعب اليمني ولا يقبلها.. تحوّل الحوثي لاعتقال وتعذيب الناس الرافضين له، باسم أنهم خلايا تجسسيه لصالح أمريكا و(إسرائيل).. ولعلكم جميعا قد رأيتم فيديو الاعترافات المزعوم والمنشور من قبل الحوثة، وفيهم زملاء أعزاء دكاترة علماء اسهموا في انتاج مناهج علمية عصرية للمرحلة الابتدائية؛

 أطالب من هذا المقام المجتمع الدولي سرعة الضغط على الحوثي الإرهابي بالأفراح الفوري عنهم؛ وكفاية أنهم يدرسون بدون رواتب.. أيستحقون الإهانة واستبدال ألقابهم العلمية، الدكتور-الذي حصل عليه بشقاء السنين وبالجهد وبالسهر- بالجاسوس؟؛ إنها لسخرية الاقدار أن يحاكم المُتَخلِّف العَالِم!!؛

ومن تصعيد هذا المتوحش الحوثي ايضاً، استهداف موانئ النفط اليمنية ومنصات التصدير، ولا يزال يمنع الحكومة من التصدير، اخر استهداف له كان بثلاث مسيرات على منشأة صافر قبل ايام؛

 وكما تعلمون بأن الحوثي قد لوث عقول النشء وغسلها بخزعبلاته وشعوذاته، ولوث بالألغام البراري والصحاري والبحار، كما يلوثها-مناسباتياً- باستحداثاته وصوره ومجسماته في شوارع العاصمة وغيرها من المدن؛

 فالحوثي شجاع في التصعيد والاستهداف على الداخل اليمني ، أما الكيان الصهيوني، فقد نسي الحوثي ربما ذلكم العدوان الذي كان مشهوداً على الحديدة؛

 نعم! هو فقط شديد وقوي على الداخل اليمني فعدوانه لا يتوقف -رغم الهدن القائمة- على مختلف الجبهات، ومُسيراته لا تزال تستفز مدينة تعز الحالمة وتحوم فوقها خصوصاً بعد ذلكم الاستقبال الكبير للرئيس وعودة الدولة إلى تعز.

  وكنت أتمنى لو أن الأخ الرئيس استقبل واجتمع بالمبعوث الأممي في تعز ، كي يذكره بأن الحوثي لم يقوم بتنفيذ اتفاق ستوكهولم، والاتفاقات والتفاهمات والهُدن اللاحقة، وحتى خارطة الطريق الجديدة التي صرح بموافقته عليها كأحدث نسخة - تعز خارجها جميعاً-.. ولربما ، كانت ستكون زيارته فرصة، كي يرى المبعوث أن تعز لم تنل من كل تلكم الاتفاقات والتفاهمات شيء حتى الآن؛ وربما مما سيشاهده، كان سيستيقظ ضميره، وقد يخصص مساحة معتبرة من احاطته القادمة لمجلس الأمن الدولي عن تعز وحصارها ومعاناتها.. لكن ذلك لم يحصل، وأرجو أن تصل رسالتي هذه للمبعوث، ويلبيها في احاطته القادمة.

حقاً وصدقاً أن عصابة الحوثي عصابة جهل وتجهيل وشعوذة، وحدود ثقافتهم عند ملازم سيدهم !؛ مستمرين باحتجاز العلماء والأساتذة وانتزاع اعترافات منهم أقل ما يوصف عنها بالهمجية؛

مستمرون باحتجازهم وموظفو المفوضية السامية لحقوق الانسان ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة(اليونسكو)، وقاموا بإغلاق مكتب المفوضية السامية لحقوق الانسان في صنعاء، واقتحموا المكتب ونهبوا محتوياته.. يقومون بارتكاب الجرم المحرم، ثم يقبلوا التفاوض مع مفاوضيهم للتخفيف من اجراءاتهم، كي يحصلوا على الاعتراف والتعامل معهم. أساليب خبيثة. أساليب عصابات.. ترى.. هل يستطيع المبعوث فيما طلبه من لقائه بالأخ الرئيس من الشرعية أن ينتزعه من الحوثي، وخصوصاً تخفيض التصعيد الاقتصادي والإنساني والسياسي والتوقف عن استهداف وملاحقة العلماء والأساتذة واتهامهم بالباطل؟!

أيستطيع المبعوث أن ينتصر لمصلحة اليمن العليا؟؛ أما استجداء الحوثي بالأفراج عن الموظفين وبالرأفة بالمواطنين والمواطنات اليمنين من الحوثي المجرم؛ فيفضل أن تصمت أفضل أيها المبعوث!؛ ولا تظهر بهذا الضعف وعدم القدرة على لجم المجرم.. مطلوب منك يا أيها المبعوث عدم الاستجداء من الحوثي، والانتصار بحزم لموظفي ومكاتب الأمم المتحدة!؛ فإذ لم تسطع!؛ فكيف بالله عليك.. ستنتصر لكل اليمنيين وتجد السبيل لتسوية سياسية عادلة!

فيا أيها المبعوث إن لرجا والتوسل للحوثي، هو علامة هزال وضعف، ويجعل الحوثي يتكبر، مطلوب فضحه وكشفه وإدانته، وطلب العقوبة على قياداته؛ لا الاستمرار في الضغط على الشرعية ثم بعد ذلك شكرها لاستجابتها، فمصطلح "الرجاء للحوثي"، و " الضغط والشكر للشرعية"، مصطلحان يطيلان الأزمة ويزيدان من معاناة اليمنيين، ويضران بالمصلحة العليا لليمن.. وبالنتيجة الآنية لن يمنعان استئناف الحرب، بل استئنافها بدرجة أشد من جديد. فالمطالبة بعملية سياسة قبل التأصيل وتوصيف المفاهيم بشكل صحيح، وقبل إعلان الحوثي قبوله واستعداده بالتخلي عن القوة والقبول كمكون في الفسيفساء اليمينة..فإن لم يتم ذلك.. فمساعيكم كمن يطحن في الهواء!؛

ومعلوم أن الحوثي يوافق ويتنصل عن التزاماته وهذا ليس بغريب عليه.. لكن الغريب حقاً والمدهش هو على من يصدقه!؛

ويبدوا شبه مؤكد أن الحوثي لم يقابل قرار التراجع الرئاسي أو التعليق أو التجميد لقرار نقل البنوك بما ألتزم به بالتراجع عن إجراءاته التعسفية بحق شركة الخطوط الجوية اليمنية التي من شأنها مفاقمة المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، والأضرار بأصول الشركة وسمعتها الملاحية. أظنكم سمعتم بعودة طائرة اليمنية إلى صنعاء صباح اليوم، لأن الحوثي لم يراعي المواعيد واخذ التصريحات اللازمة المسبقة.. وجمعة مباركة.. يتبع-2-

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي