كنت اظن (وبعض الظن اثم) ان الدكتور رشاد العليمي والدكتور عبد الوهاب الروحاني لا يزالان ينتميان لحزب واحد، هو المؤتمر الشعبي العام، الذي أسسه زعيمهما الرئيس الراحل علي عبد الله صالح-يرحمه الله-
وأنا متأكد أن كلاهما عملا مع الرئيس السابق مسؤولان ووزيران وقياديان في حزب المؤتمر الشعب العام!؛
وأعتقد أن انقلاب الحوثي على كل شيء في اليمن، لا يسحب نفسه على الالتزام الأدبي والتنظيمي للمنتمي بالأنظمة واللوائح .. ومعروف أن الميثاق الوطني هو الدليل النظري والعملي للمؤتمر الشعبي، والمفروض أن الدكتورين الفاضلين يحتكمون إليه عند الاختلاف أو في مسائل الحقوق والواجبات.. هذا من باب النصح مني؛ إذ لا أسمح لنفسي بالغوص أكثر، والتدخل بالشأن الداخلي لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي أحترمه!
مقال الدكتور عبد الوهاب الروحاني الأخير الذي حمل العنوان التالي: ((العليمي.. زيارة الفتح الكبير..!!))، هذا العنوان لمن يريد الاطلاع على تفاصيله.. وقصد الروحاني بالزيارة طبعاً، زيارة الأخ الرئيس إلى تعز، وبالعليمي، الأستاذ الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي للجمهورية اليمنية، والذي هو بحسب الميثاق الوطني انه عندما يكون رئيس الجمهورية من أعضاء المؤتمر؛ فإنه يكون رئيسا للمؤتمر الشعبي العام.. هذا هم.. وهذا نظامهم الأساسي!؛
وأظن أن الرئيس العليمي والدكتور عبد الوهاب الروحاني لا يزالان فيه، إذ لم نسمع عن أحدهما بأنه قد انشق أو انتقل إلى حرَب أخر!؛
وقد يكون الروحاني قصد "بالفتح الكبير" أن الرئيس العليمي لم يأتي عبر صندوق الانتخاب، وإنما فرض عبر المدرعة الأجنبية، كحاكم لليمن.. وإن كان هذا هو القصد.. فهذا تجني لا مبرر له، واعتراض ليس في محله، إذ أن الرئيس العليمي هو وإخوانه منقذين لإخراج اليمن من عنق الزجاجة، ومهمتهم إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية بموجب قرار الرئيس الشرعي بنقل صلاحياته إليهم، استجابة للمشاورات والتوافقات اليمنية؛
ثمّ.. انتا لسنا بظروف طبيعية، فبلدنا انقلب الحوثي الكهنوتي على السلطة الشرعية، ومعلوم انه جرت تسوية سياسية وانتقل الحكم في الفترة الانتقالية بناءً على التوافق ومرجعيته كانت المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومؤخراً نقل الأخ الرئيس المنتخب صلاحياته لمجلس القيادة الراسي لإدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية، ومرجعية ذلك، مؤتمر المشاورات اليمنية-اليمنية الذي عقد بالرياض. .. فهل الأخ الدكتور الروحاني غائب عن هذا ؟؛ لا اظن ذلك؟!
ثمّ.. لا يغيب عن الأخ الفاضل الدكتور الروحاني، بأننا لا زلنا في حالة حرب مستمرة ،وأن الحوثي على بعد كيلومترات من مدينة تعز ومُسيراته تحوم سماء الحالمة كل الوقت!؛
إن مقالة الدكتور الروحاني لا تخلو من اتهامات صريحة، وإيماءات ليست بالمطلق في محلّها، ويبدو انه يستجر بعض الماضي الذي حدث له شخصياً، ولم يغادر بعد، بعض الحقد على تعز وأبنائها؛ فقد استخدم ذات مرّة أوصاف مناطقية، استخدم لفظة "برغلي" ضد منافسه، الذي كان من تعز، في الدائرة 16في أمانة بالعاصمة بغية الفوز، فحصل العكس. ويبدو أنها لا تزال عالقة في ذهنه.. أظنكم تذكرون ذلك؟!
مقالة الدكتور الروحاني مملوءة بنعت الرئيس بتهم شتى؛ منها الخوف والاستغباء والاستعراض وبأنه كحاكم جاء على مدرعة أجنبية، وكذا استغباء واستهزاء؛ وكأن كل الشعب الذي راءه العالم كله، فقط كان مستأجراً من قبل الأخ الرئيس العليمي، وفي هذا إساءة لتعز كلها، على الروحاني الاعتذار..؟!؛
وقلّل الدكتور الروحاني من الزيارة وأهميتها وأستغبى المشاريع السعودية المقدمة، ووصف العليمي بأنه وكأنه مقوداً من قبل الخارج وليس قائداً لليمن وهنا اساءة لليمن كلها، ووجب على الروحاني الاعتذار ..؟!
لقد خط بقلمه الروحاني الكثير من الاساءات، وبإمكانكم العودة للمقالة إن أردتم رغم أنها ليست منصفة، ومضمونها ليس بحقيقي.. من سيقرأها سيرى كم كان الروحاني مخطئًا، وكم كان متجنّياً على الأخ الرئيس أكثر من اللزوم...!!
ما خطه الروحاني.. يوحي بأنه لا يزال كما كان قبل حصوله على الدكتوراه، وقبل تأسيس وترأس مركز الوحدة للدراسات الاستراتيجية. لقد عاد في مقاله هذا إلى زمان ترأسه لصحيفة 22مايو وكتاباته وتمجيده وتغطيته لزيارات الرئيس صالح –يرحمه الله- واستحسانها آنذاك؛ أما اليوم لحاجة في نفسه، يستكثرها على رئيسه الدكتور رشاد العليمي؟!؛
وحينها كان يُنقد بحدّة من معارضه، حيث كانوا يصفونه بـــ "وطواط مايو"؛ ترى على مقاله هذا ماذا سيصفونه؟!؛
هل الروحاني الفجور بالخصومة لقادته في حزبه؟ ؛ أم الروحاني الحامل البقايا حقد على تعز وأبنائها؟؛ أم الإثنين معاً؟!!
.. أيجوز للروحاني المؤتمري أن يوجه كل التهم الكيدية للأخ الرئيس؟؛ لماذا كل هذه الخصومة والفجور تجاه زميله ورئيسه (العليمي)؟!؛
أيحق ويصح للروحاني أن يقرر بأن خارطة الطريق طبخت بين الحوثي والمملكة، ومن أن الرئيس لا يعلم عنها شيئاً؟! ألا يعد ذلك استخفافاً بالقارئ، وإقراراً بانتصار الحوثي على الشرعية، واتهاماً للمملكة بالتخلي عن السلطة الشرعية؟؛ من خلال هذا الطرح، يظهر الاخ الروحاني - مع كل آسف-، شديد التأثر بإعلام الحوثي، فيردد قولهم بأن الأخ الريس مغيب، ولا يعلم شيئا عن خريطة الطريق؟!
ففي كل سطور المقالة، تحامل على الرئيس .. الله أعلم ما هي الأسباب؟؛
غير أنه في جميع الأحوال.. ما كان ينبغي أن يُظهر (الروحاني) حقده على العليمي، ليشوّه معه تلك الجماهير التي تدفقت-كأنها مستأجرة-، وهي الباحثة عن الدولة، قبل الاحتفاء بالأخ الرئيس المستحق، باعتباره رمزاً للجمهورية والدولة؟!؛
وما كان ينبغي حرف الوقائع والحقائق واتهام الرئيس بالخوف والجبن وهو من وصل إلى مقدمات الجبهات مع الحوثي المنقلب؟!؛
إن كل الشهادات والكتابات، قد انصفت الرئيس وزيارته، وقيّمتها بأنها كانت من أنجح الزيارات، وحملت عدة رسائل، ولعدة جهات!؛
أما الحديث عن المدرعة التي لفتت انتباه الدكتور الروحاني.. فلم يكن موفقاً فيما ذهب إليه.. لأنه لو كان الجيش الوطني واسلحته لم تسلم للحوثي لما امتطى الأخ الرئيس المدرعة التي علّق عليها الروحاني، ولما كان الحوثي اصلاً مستمرا في اغتصابه لجزء من أراضي الجمهورية اليمنية؛
ولأننا لا نزال نعيش حربا مفتوحة مع الحوثي المنقلب، وبما ان الشرعية قد استعانت بالإخوة في التحالف، فركوبه المدرعة، فيه رسالة للحوثي المنقلب، مفادها.. إن لم ترعويّ، فالقوة موجودة والاستعداد تام، والمملكة والتحالف حاضران بقوة، ولا أظن الأخ الدكتور الروحاني يجهل هذا أبداً!؛
غير أن الملفت حقاً، هو ما لم يلتفت إليه الدكتور الروحاني، ذلك التأثر البالغ للأخ الرئيس باستقباله من قبل تلكم الجماهير المشبّعة بحب الدولة والوطن، والتي اصطفت لتقول بالروح بالدم نفديك يا يمن.. فما كان من الأخ الرئيس إلا أن يتجاوز المحظورات، ويخرج من المدرعة ملوحاً بيده كرئيس وقائد مسؤول، للسلام على الشعب المصطف للترحيب به والاحتفاء به كرئيس لليمن، وليس فقط لأنه من تعز.. ويبدو أنك لم تلحظ أيضا ذلكم التصفيق المدوّي للأخ المناضل الفريق محمود الصبيحي، ذلك يفند اشاراتك وإيماءتك!؛
أخي الدكتور عبد الوهاب الروحاني، الفجور في الخصومة ليست من شيم المثقفين، وتصغير وتقزيم وتسطيح قيمة وأهمية ونتائج الزيارة يشي بشيء بالنفس..
فانت كما نحن نعلم بأن زيارة تعز من قبل الرئيس ليست هي أولى زياراته، فقد سبقتها زيارات لمأرب والمهرة وحضرموت وعدن طبعا كرئيس وليس زائراً لمدينته ومسقط رأسه وإلى الحنين والشوق وحسب.. فانت تعلم أن أم الرئيس ليست تعز وإنما اليمن، وهو كبيراً بكبرها، وليس صغيرا ولا قروياً يا صديقي!
والعلمي لم يطل برأسه من فتحة المدرعة مرعوباً خائفاً كما زعمت بل كان رئيساً قوياً متماسكاً متأثراً، ومن استقبله ليس كما زعمت ابنائه واحفاده من الموظفين، وتلامذة وتلميذات المدارس، بل استقبله شعب تعز الذي تعرفه عزّ المعرفة !؛
ومعيب يا دكتورنا الروحاني أن تصف أكثر من 260 مشروعا تعليمياً وصحياً وزراعياً وخدمياً هي مشاريع سعودية غبية؛ فما هي بنظرك المشاريع الذكية لتعز وهي المحرومة في عهدكم الميمون منها!!
فهل المشاريع الذكية تتمثل في : الحصار والتجويع وحرمانهم من كل المشاريع والخدمات..؟ أظن هذه هي المشاريع التي تستحقها في نظرك تعز، وليست المشاريع التنموية التي قدمتها المملكة ووصفتها بالغبية!!
أكتفي بهذا.. وأختم:
الفجور الكبير:
اخي لا تفجر في الخصومة يا صديقي على رئيسك رئيس المؤتمر الشعبي العام ورئيس الجمهورية اليمنية.. مقالك فيه فجور كبير!؛ فراجع نفسك ولمصلحتك؛ أما الرئيس فيكفيه ذلك الاستقبال والاحتفاء الكبير الذي لم يكن صناعة أبداً.. مقالك هذا أظهر عكس ما كنت تخطه بيمينك أيام الزعيم؛ فلماذا الحب لذاك والكره لهذا، إن هذا لفجور كبير تجاه الرئيس العليمي؟!؛
نصيحة.. نحن في مرحلة نحتاج لرص الصفوف والاصطفاف بين كل المكونات، وليس خلق خصومات وتباينات وتمزق داخل أي مكوّن.. فإن استمرينا بمثل هذا لخطاب الذي كتبت، فلن نخدم سوى الحوثي وسنتضرر جميعنا.. ارجو مغادرة هذا الفجور في الخصومة..
والتحية كل التحية للرئيس العليمي ولزيارته الناجحة التي اثلجت الصدور، وادمعت العيون، وتنفس الجميع تنفساً عميقاً من زيارة الأخ الرئيس إلى تعز بالحرية والعزة والكرامة والثورة والدولة..
-->