القيادي الحوثي مهدي المشاط يطالب السعودية بالمضي في إجراءات اتفاقية السلام، لكن في الواقع تقوم عصابته بتعبئة وتحريض الشعب اليمني ضد النظام السعودي تحت شعار "معركة وعد الآخرة" ووصف نظام الحكم في السعودية بالعميل لأمريكا وإسرائيل وخيانة القضية الفلسطينية وهو ذات المبرر الذي استخدموه لإسقاط الدولة في اليمن. ولهذا نرى -هذه الأيام- مغردين حوثيين يقومون بمهمة تحريض الشعب والجيش السعودي ضد قيادته.
من يقرأ أدبيات ومفاهيم هذه الجماعة، يعرف جيدا بأن دوافع الحوثيين لاستهداف النظام الجمهوري في اليمن هي نفس دوافع استهدافهم لنظام الحكم في السعودية. فهم ينظرون لمن يحكمون اليمن والسعودية على أنهم غير شرعيين كونهم لا ينتمون لـ "آل البيت" أما حديثهم عن القدس وفلسطين مجرد شعارات ووسائل تساعدهم على تضليل عامة الناس.
تعتبر دعوة أحقية "آل البيت" في الحكم دعوة قديمة وليست جديدة وبسببها اندلعت أغلب الفتن والحروب بين المسلمين، لكنها اليوم أكثر خطورة لأن لديها داعم إقليمي متمثل بالنظام الخميني والذي ألزم نفسه -في الدستور- بدعم جماعات تابعة له في الدول العربية لإسقاط الأنظمة العربية ومن ثم السيطرة على الدول كما حدث في اليمن والعراق ولبنان. إضافة لذلك، فهذا المحور مسنود من دول عظمى ترى النظام الخميني وأذرعته فرصة حقيقية لإضعاف دول عظمى أخرى.
في السابق كانت هذه الجماعات السلالية منفصلة ومتباعدة وتحول كثير منها إلى حالة اجتماعية لا تطمح للسلطة والحكم، لكنها اليوم في تواصل وتنسيق وتكامل وبسبب سرعة الاتصال والتواصل، كما أن النظام الخميني يعمل بدأب على نشر ونقل فيروسه الفكري إلى العائلات التي تعتقد بأنها من آل البيت بحيث تخرجها من سباتها ومن حالتها الاجتماعية، إلى دائرة المواجهة للحصول على حقها السياسي في الحكم كما تعتقد.
وقد نجحت الخمينية في اليمن وتحولت كثير من هذه العائلات إلى أدوات تستهدف الدولة الوطنية بعدما كانت قد نست طموحها السياسي.
أمام هذا الخطر المحدق على الدول العربية والإسلامية أن تتنبه لهذا التحدي والذي لا يمكن إيقافه بإحسان النوايا وتقديم العطايا والتنازلات.
لا يمكن الحد من إيقاف هذا النوع من الفيروسات الفكرية، نجاح الحوثي في البقاء وتمكينه من المال والسلطة والقوة بمثابة ضوء أخضر للنسخ الأخرى في الدول العربية الأخرى التي ستجد ذلك دافعا لها لتسير في ذات الطريق ولن يجدوا أفضل من شعار "الدفاع عن غزة والقدس والعمالة لإسرائيل" ليتم استخدامه كوسيلة لإستهداف الأنظمة العربية.
-->