لم يقعدها ثقل الحمل، وآلامه الجسدية والنفسية، عن أداء مهمتها الصحفية بمهارة، ومهنية، وبشاشة، وشغف بالغ مع الجمهور ظروفه، واحتياجاته، تلامس فرحة الخريف وأشعة الشمس بابتسامة عريضة تسر ضيوفها في قهوة Klausberger الشهيرة، وتحصل على رأي الناس بأسوب بسيط، ومشاعر القرب عن كثب.
لفت انتباهي تلك الصورة الرائعة لقيمة العمل، ومعناه الإعلامي والصحفي الرائع. لم يكن المظهر الخارجي، وصورته السطحية هي محور اهتمامي، بل ما شدني أكثر، وهز كياني المهني، والوطني هو تلك الصحفية السيدة Inessa ، التي كانت تحمل بداخلها طفلا في الشهر الأخير ، وتتمتع بكل تلك اللياقة الصحفية والبدنية لأداء مهمتها عن كثب وصبر، وبكل طموح لألمانيا رائدة، وواقعية، وقوية من تلمس أوضاع المجتمع، والرأي العام، الذي يحضى باهتمام ساسته، وإعلاميه.
لم تتوقف مهمة Inessa وفريقها الإعلامي عند رواد قهوة كلاوس برجا، بل لامست رأي واهتمام الموظفين في القهوة، وظروف عملهم، وأخذت الصور الجماعية لهم، لتمنحهم سعادة الأهتمام بوظيفتهم، كونهم جزء من قوة العمل الألماني بكل معانيه كلا من زاوية إتقان تخصصه، لا فرق مجتمع يكمل بعضه بعضا. الكل يعمل، ويدفع الظرائب، ويستمتع بحياته. لا تطفل، لا غش للرعية، لا سرقة لا مخالفة للقانون في العمل وبناء الدولة كما هو حال بلداننا العربية. فهل نفهم قيمة العمل عن الآخرين؟ ونثمن التخصصات التي في متناولنا؟ لنبني أوطاننا بمهنية.
التخصص، والمهنية، والكفاءة في ألمانيا تعبئ بأفضل صورها، لتحقيق أهداف الدولة والمجتمع على السواء، وقيمة العمل هو ثقافة المجتمع في القهوة، وعلى القطارات، وموائد الطعام، شعب يعشق العمل، ويعطيه معظم حياته وجهده بكل تفاني وإخلاص، لا تعيقه عن أداء المهمة، ولو كانت المرأة الألمانية على شفا الولادة، كما هو حال السيدة Inessa.
كل التحية لك أيها المرأة المثابرة والمحبة لمهنتك.