الرئيسية > جولة الفن > هل مسلسل "تاج" مقتبس من فيلم "أوغاد مجهولون"؟

هل مسلسل "تاج" مقتبس من فيلم "أوغاد مجهولون"؟

" class="main-news-image img

تعرض مسلسل "تاج"، الذي يقوم ببطولته الفنان السوري تيم حسن، لجملة من الانتقادات والاتهامات، وعلى رأسها أن العمل، الذي يأتي من تأليف عمر أبو سعدة، وإخراج سامر البرقاوي، مستنسخ عن فيلم "أوغاد مجهولون"، بحسب منتقديه.

 

 

 

ويرى منتقدو العمل أن مشاهد الملاكمة وأداء الممثل تيم حسن تكاد تكون مطابقة لمثيلتها في فيلم "الثور الهائج/Raging Bull"، الذي لعب بطولته الممثل روبيرت دي نيرو، وأخرجه مارتن سكورسيزي عن سيرة حياة الملاكم جاك لاموتا/ وذلك العام 1980.

 

واتهموا مؤلف العمل "أبو سعدة" بأنه يقوم بما يشبه استنساخ أعمال المخرج الشهير "كوينتين تارانتينو" عبر "اقتباس بنيوي"، وإعادة تدويره ليصبح سوريًا.

 

 

ويقول منتقدون إن مسلسل "تاج" هو نسخة سورية عن فيلم "أوغاد مجهولون"، في حين كان "عاصي الزند"، الذي اشترك فيه أيضًا كل من أبو سعدة والبرقاوي، مأخوذًا عن فيلم "جانغو الحر".

 

وأضافوا "أن الكاتب في كل عام يأتي بفيلم لتارانتينو، يفككه، ثم يعيد بناءه من جديد على شكل مسلسل"، لافتين إلى أن ذلك يظهر على مستوى الحبكة والحدث، وحتى على مستوى بناء الشخصيات، إنه نسخ لصق، ولمن يريد التأكد فليشاهد الفيلم من بطولة براد بيت، وللصدفة أنه يحكي عن نفس المرحلة التاريخية".

 

وأوضحوا أن الفيلم يتحدث بمجمله عن خطة يضعها الأمريكيون اليهود لاغتيال القادة النازيين المحتلين لفرنسا في الحرب العالمية الثانية، بعد قيام الأخيرين بأفعال وحشية تهدف إلى طرد اليهود وقتلهم، ومنهم القناص السادي "العقيد هانز لاندا".

 

 

ومن أجل تحقيق ذلك يُشكّل الجيش الأمريكي وحدة من 8 أشخاص يهود يقودهم الملازم "ألدو راين" مهمتها قتل أكبر عدد ممكن من النازيين، ويتزامن ذلك مع عرض فيلم "فخر الأمة" لوزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز في سينما ميميو الباريسيية، ويكون لاندا رئيسًا للأمن خلال العرض، فيسعى الأمريكيون لتفجير السينما بمساعدة "بريدجيت فون هامرسمارك" الممثلة الألمانية التي تعمل كجاسوسة للبريطانيين، ويواجهون الكثير من المشاكل والمعيقات.

 

أما مسلسل "تاج" فهو يقتص من الفرنسيين الذين أجرموا بحق الشعب السوري وعلى رأسهم الكولونيل "جول" وذلك منذ الحلقة الأولى، لكن ظروفًا خاصة تجعل تاج متهمًا بالخيانة والتحالف مع الفرنسيين، فيسعى طيلة العمل لإثبات براءته، وبأنه ما زال على وطنيته التي كان عليه منذ انتسابه لجماعة "القمصان الحديدية"، ويتعرض في سبيل ذلك للكثير من الأزمات والتعذيب والضغوط.

 

 

وفي موازاة ذلك يحمل ثأرًا شخصيًا من الخياط "رياض" عميل الفرنسيين، ليقينه بأنه ذئب بثوب حمل، ومدعٍ للوطنية، وبأنه كان السبب وراء مقتل أصدقائه في مقر الجماعة، يضاف إلى ذلك حقده من أنه تزوج من طليقته "نوران" وأجبره بمكيدة خسيسة على جعل ابنته تتربى في بيت غريمه.

 

وعلى الرغم أن الحقبة التاريخية للفيلم والمسلسل واحدة، لكن رسائل كل منهما مختلفة، فالأمريكيون اليهود يسعون لأخذ الثأر من النازيين في فرنسا، وليس في بلدهم، بينما تاج وجماعته فاقتصاصهم من الفرنسيين هو عمل وطني لأنه على الأرض السورية المحتلة من قبل جنود فرنسا، فضلاً عن أن التركيز لم يعد في إطار الثأر وإنما محاولة كشف الحقائق، وإثبات براءة تاج من التهم الموجهة إليه.

 

أما المقارنة بين الرؤية السينمائية لتارانتينو والرؤية التلفزيونية للبرقاوي، فهي غير جائزة البتة، فكلا الفنين التلفزيوني والسينمائي مختلف عن الآخر، وفي حال كان ثمة تشابه بين ما يشتغل عليه المخرج السوري على صعيد الصورة وزوايا التصوير وتقطيع المشهد وما إلى ذلك فإن ذلك يصب في مصلحة البرقاوي وليس ضده.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي