إلا الخضوع تحت رحمة من لا يرحم!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٣١ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:١٥ مساءً

شمّاعة الحوثي في استهداف المنشآت النفطية للتخلي عن دفع رواتب الموظفين، والنازحين منهم بوجه خاص، والتي كانت منتظمة إلى حد ما، تلك الشمّاعة لا تفيد الشرعية بل تُدينها، كونها قبلت أن تخضع لرحمة من لا يرحم، الحوثي اللئيم الذي يريد يهبش كل شيء، ولا يعطي شيء، فالاستسلام وعدم حماية المنشآت النفطية، وضمان استمرار تدفق النفط  وتصديره، وعدم التفكير الجدي بالحماية وترك هذا الملف للاستعطاف، وكذلك عدم تحمل المسؤولية رغم التصريح بذلك في ايجاد مصادر تمويلات أخرى لتستمر السلطة الشرعية بشرعيتها، لا أن تسمح للحوثي أن يعمل على تأكلها، فها نحن بتنا نسمع عن تضجر بعض الوزراء من الوضع القائم، ويشكون تأخر رواتبهم، والدبلوماسيون والعسكريّون كذلك، أما عامة الموظفين الذين رواتبهم لم تعد تكفي لأسبوع زمان فحدث ولا حرج..؛ إن نقص السيولة نتيجة الاستهداف الحوثي، والأخبار عن إغلاق مؤسسات فاعلة كالملحقيات، والمبرر دوماً استهداف الحوثي للنفط، وقطع تدفق العائدات على الشرعية باعتبارها شريان حياة السلطة الشرعية.. إن كنتم دولة وتدّعون الشرعية، فلا تغلقوا تلفوناتكم وتواصلكم مع شعبكم بشبكات التواصل الاجتماعي، بل طمئنوه بأنكم قادرون على  حماية موارد الجمهورية اليمنية، وأن استهداف الحوثي الارهابي قد عجل باتخاذ قرار التحرير، وكان دافعا لكم، لا سلاحا عليكم؛ مطلوب انهاء هذا الفصل الارهابي، أما جعل الحوثي شمّاعة لتعليق عليها تقصيركم، وتضخيمه، وهو أهون من ببت العنكبوت، وانتم من يكبره بعدم ردكم على معظم تصرفاته الرعناء الحمقاء، احموا مواني حضرموت وشبوة قبل ان يصل اليها الحوثي برخاوتكم ، وأوجدوا بدائل لاستمرار الحياة، فالناس تريد أن تعيش يا شرعية وبلاش تعلقوا شماعاتكم على الحوثي، لا تضعفوا أمامه وتمنحوه سلاح النفط، فالناس في كل اليمن تنتظر دفع الرواتب المتأخرة، لا تأخير ما كان يدفع؟!؛ بتأخركم حماية المنشآت النفطية، جعلتم الحوثي يكبر ويقوى ويتحدى، وانتم تستجدون الضغط ولا تجدوه، فقرروا التحرير إن كنتم شرعية حقا، أو سلموا للحوثي ودعوا الشعب يقرر اسلوب مقاومته وانهاء غروره وكبرياءه وانقلابه  ومشروعه التدميري.. جمعة مباركة على الجميع، ورمضانكم خير وبركة..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي