نتائج الحرب في اليمن مع إطلالة عامها التاسع

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ٢٧ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٠٢ صباحاً

 

     أطـَلـَّت علينا السنة التاسعة لإندلاع شرارة الحرب بين مليشيات الحوثي وتحالف دعم الشرعية بإعلان عاصفة الحزم ومن ثم إعادة الأمل وغيرها من المسميات التي توالت بعدهما ، وعندما نمعن النظر في خلاصة هذه الحرب المفتعلة نجد أن الخاسر الأكبر في هذه الحرب هو الشعب اليمني المتحوقل بالله عز وجل ، ولا ندري هل هذه الحرب كانت عقاب إلـٰهي للشعب اليمني أم أنها نتيجة طبيعية لخروج الشعب عن الحاكم كما يقول بعض الفقهاء والمشائخ ؟ .

     الأزمة اليمنية كان يمكن أن تحتويها أو تقضي عليها في مهدها تلك القوى التي تزعم بأنها تدخلت في اليمن لمساعدة شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وإعادته وكل القوى السياسية إلى العاصمة السياسية صنعاء بعد القضاء على مليشيات الحوثي الإنقلابية ، ولكن القوى العظمى أرادت أن تصل باليمن لهذه الأوضاع الذي يعيشها الشعب اليمني عبر سيناريو مـُعـَد سلفاً وبأيادي محلية وإقليمية إستطاعت أن تقوم بهذا الدور بحنكة درامية وبخبرة مؤامراتية بحتة .

     عندما نتمعن في أفق الأزمة اليمنية ونتائج تدخل تحالف دعم الشرعية نجد أن النتائج كلها كانت عكسية وآلت إلى نهاية مأساوية ، فنرى أن مليشيات الحوثي أصبح طرف قوي جداً معنوياً وعسكرياً وإقتصادياً وبالمقابل نجد أن الشرعية باتت أضعف من بيت العنكبوت ووصلت به الهشاشة مداها ونخرت عظامها ، فمليشيات الحوثي تعيش في موطنها وباسطة قبضتها الحديدية  في مناطق سيطرتها أما الشرعية فتعيش في المنفى ولا تستطيع أن تبسط حتى أناملها في العاصمة المؤقتة عدن ، والسبب أن هناك مليشيات أخرى تتبع المجلس الإنتقالي الذي صنعته دويلة صغيرة حديثة الحد في تحالف دعم الشرعية ليقوِّض جهود الشرعية في إلتزاماتها وتطبيع الأوضاع الطبيعة للشعب اليمني .

     بالإضافة إلى المذكور أعلاه نجد أن الأزمة اليمنية تأزمت أكثر مما ينبغي والحالة المعيشية للمواطن تأزمت أكثر من الحد المعقول والوضع الإقتصادي الذي وصل لقعر الحضيض وإصطحب معه العملة الوطنية التي إنهارت ومسها الضر ، عكس ما تعيشه العملة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي التي حافظت على إتزانها نوعاً ما وإستقرت لمستوى ثابت منذُ سنوات عدة ، أضف إلى ذلك بأن غالبية الموانئ والمنشآت الحيوية كالمطارات وغيرها أصابها الشلل أو بوصف أكثر واقعية شـُلـَّت بإيعاز من القوى العظمى التي أرادت لليمن وشعبه أن يتجرع الويلات والمآسي والكوارث حتى تؤول نهايته لنهاية لا يعلمها الشعب اليمني والكثير من القوى السياسية اليمنية .

     خلاصة الخلاصة أن إنتهاء الحرب والأزمة اليمنية لا يملك قرارها لا الشرعية اليمنية ولا حتى تحالف دعم الشرعية ولا أي قوى أخرى غير بزوغ نهاية السيناريو المـُعـَد سلفاً ، ومن يقول غير ذلك بالتأكيد لديه قصور في النظر إلى الأفق السياسي وتحليل الأزمات وهؤلاء نجدهم الكثير ليس على مستوى الشارع فحسب بل على مستوى النخب السياسية التي لها باع طويل في أروقة وأزقة السياسة ، وحتى لا ننتظر نهاية سيناريو الأزمة اليمنية الطويل الذي قد يصل لعشرات السنين وأراد الشعب اليمني المتضرر من الأزمة التي يعيشها فلابد من إنتفاضة شعبية عارمة أكثر من وطأة تلك الإنتفاضة التي إندلعت ضد الرئيس علي عبدالله صالح وإنتزعت من تحته كرسي السلطة ..  والله أعلم .  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي