استعراض حوثي زائف قبيل الإعلان عن حرب أو هدنة جديدة!!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٠ مارس ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٠٠ صباحاً

في مؤتمر صحفي للناطق العسكري الذي كان يدّعي أنه باسم القوات المسلحة اليمنية، واصبح من مؤتمره الصحفي الجديد ناطقا باسم المليشيا الحوثية، حيث لغم مؤتمره الصحفي بالاستئناس والاسترشاد بحديث لعبد الملك الحوثي من غير ذي صفة على الجيش، مما يدلّ انه في هذا المؤتمر الصحفي قد دشن فعلا ملشنة من كانوا عسكرين جمهورين و يا للآسف.. فهذا تحدّ إضافي للوضع القائم!؛ إن هذا المؤتمر الصحفي هو استعراض باهت للمحاولة لإثبات أن الاتفاق السعودي الايراني لم ولن يؤثر على الحوثيين باليمن ولا بمعادلتهم التي يظنون أنهم قد فرضوها، ولذلك علام يبدو تعمّد سريع الاساءة للمملكة والامارات وتهديدهما أيضاً؛ لكن القراءة فيما بين ما قيل في المؤتمر تؤكد أن الحوثين بهذا التصعيد هم يهيئون انصارهم فيما لو حدث اتفاقاً أو هدنة في اليمن بعد الاتفاق السعودي الايراني، لتبرير ذلك لقوتهم وتهديدهم، لا لتلقي أوامر أو توجيهات من ايران:  في ظني أن ظهور (يحي سريع)،ما كان له أن يظهر لولا البيان الثلاثي الذي أعلن في ((بيجين)) الاسبوع الماضي، الحامل بشارة اتفاق سعودي-ايراني!؛ أما فيما يخص تجاهل اعطاء ارقام عن قتلى الجماعة والاسهاب الكاذب  بالأرقام الخيالية بالقتل والجرح لألاف من اليمنين والسعوديين والسودانيين والاماراتيين، حد قوله بلغوا في مجموعهم حوالي ((294)) ألف، لهو امر مفهوم،  لرفع معنويات مقاتليهم، وللتمكّن من تحشيد المزيد،  بينما لم  يوضح قتلى الحوثين، ذلك مقصوداً، لتفادي الشعور بالإحباط واليأس  والانهزام النفسي عند مقاتليهم، وبالتالي اللجوء للفرار من ساحة المعركة، وحتى لا  يصبح الحوثي عاجزاً على التحشيد إلى  الجبهات، لكنهم من غير ما يدركون، فبمبالغتهم بقتلى الأخر من دون تحديد قتلاهم بالضبط،  سيجعل اليمنيين يتوقعون قتلى الحوثين بأرقام كبيرة في المقابل!؛ وسيكون ذلك دافعاً لمعظمهم بعدم الذهاب للجبهات والقتال مع الحوثي مستقبلاً!  إن كل الأرقام لأعداد القتلى وللعمليات والمعدات، ماهي إلا محاولة زائفة لإعطاء انطباع ما، بأن النصر على الشرعية والتحالف قد تحقق، وهو مالم ولن يحدث!؛ ولو كانوا منصفين لكانوا استشهدوا كيف كانت المملكة قبل ثمان سنوات وكيف اصبحت اليوم؟؛ حيث حققت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى بين دول مجموعة العشرين في معدل نمو إنتاجية العامل لعام 2022، وذلك حسب منظمة العمل الدولية (ILO )؛ وكيف ستكون في عشرين ثلاثين!؛ وما لفت انتباهي هو فصل السنة الثامنة بعدد القتلى والعمليات على الشرعية والتحالف عن باقي السنين، وكأنهم يقولون أنهم لم يعيروا الهُدن الانسانية اعتبارا والتي اعلنت في العام الماضي،  في تحد صارخ لكل الاتفاقات والتعهدات، وهم بهذا يحرجون الوسيط العماني، وما يدللّ على ذلك الارقام والعمليات التي استشهدوا بها للعام الثامن في مؤتمرهم الصحفي اليوم بشكل منفرد؟!  ولقد تبخرت مقولة مواجهة العدوان(العطوان)، وها هي الجماعة مهما هددت وتوعدت، اصبحت في احضانهم اليوم، ويتوسلون المملكة الحل، بالابتزاز والتهديد أو بالرجاء!؛  ولا داعي لـــ "سريع" الذي يلبس البزة العسكرية ويضع خلفه القوات  المسلحة اليمنية، وهو يقدس عبد الملك الحوثي، لا داعي له  أن يبذل جهداً لإقناع اليمنين بالنصر المؤزر، فقد خبروه وعرفوه هو وجماعته، وخصوصا من صدقهم وذهب بأولاده للجبهات وعادوا جثثاً هامدة!؛   وللحقيقة فإن عصابة الحوثي لا دافعت عن اليمن، ولا أعادت اسعار النفط إلى الوراء، ولا أزالت الفساد، ولا نفذت مخرجات الحوار الوطني،  ولا اقامت ثورة ربانية عادلة، ولا بانقلابها حافظت على اليمن كدولة واحدة،  حيث لم يكملوا انقلابهم، بل تراجعوا فيه إلى أقل من عشرين في المائة من الارض اليمنية!؛ فهم اثبتوا أنهم وكلاء ايران في المنطقة ليس إلا.. قبحتم، وقبحت أفعالكم وتصرفاتكم وادعاءاتكم. لقد مكنتم قُطّاع الطرق والمجرمين والسُرّاق،  والفاسدين، ولقد تاجرتم بالدين فشرّعتم تجارة السوق السوداء والاتجار بالحشيش والمخدرات والممنوعات كلها، ولقد سفكتم دماء اليمنيين، وصاحبتم اليهود والامريكان، وشعاركم طبق على اليمنيين لا غير!، لقد رفعتم اسعار المحروقات عشرات الاضعاف، وجرعتم الشعب جرعاً مستمرة؛  الموت قتلاً وتلغيماً وتجويعاً، ونهبتم ممتلكات وعقارات الناس والاوقاف،  وغيرتم التركيبة السكانية بدافع سلالي،  ونهبتم رواتب الموظفين،  وأنهيتم العادات والتقاليد اليمنية الأصيلة ولبستموها الاثناعشرية الجعفرية، وغيرتم الشوارع برموزكم وأزلتم الرموز الوطنية والمعالم التاريخية والسياحية، ومنعتم الناس من الصلاة احراراً، وقلبتم بعض المستجد لوكندات، والبعض الاخر فجرتموها او أغلقتموها، وانهيتم مدارس تحفيظ القرآن يا اصحاب المسيرة اللاقرآنية..  فأي انتصار ستحاولون تسويقه أيها المجرمون الإرهابيون القتلة؟!؛ وأي ثبات وصمود واستمرار تبشرنا به يا "سريع"؟!؛  إن انقلابكم في ذلكم اليوم الأسود في الواحد والعشرين من سبتمبر، قد أتى بالموت بعد الحياة، والخوف بعد الأمن، والتخلف بعد الولوج في عصر التحضر والديمقراطية، ولقد تفننتم بتهريب الاسلحة المحرّمة، وافتتحتم مقابر لا تحصى، ووصل بعهدكم كل اليمنيين جوعى وفقراء  ومرضى، والعالم كله اليوم يتدعى لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وانتم لم تبالوا!؛ أنتم لستم عزّة ولا كرامة، أنتم دمار وتخلّف!؛أبعد أكثر من ثمان سنوات حرب على اليمنين ؟ لازلتم تتجرؤون بالحديث عن صمود وانتصار واستمرار؟؛  لقد قدمت مبادرات تلو المبادرات من قبل المملكة العربية السعودية ولم تلتفتوا اليها، بل قلتم أنه ببنادقكم  ستحررون مكة وستعتمرون وتحجون فيها حاملين البندقية وفاتحين مكة، فأين اذاً الانتصار أيها الحوثي (العديم)، موافقتك على إنهاء الحرب  أو الهدن أو افتعال حرباً جديدة لن يعفيك من المسؤولية الجنائية والقانونية والاخلاقية عمّا حلّ باليمنيين!؛ من سفكك للدماء وتدمير للبنى، فكل ما تحاول أن  تخرج به كأنه نصر، هو في الحقيقة يُعد هزيمةً لا انتصاراً!؛ لقد هزمتم اليمن،  فقسمتموه وجوعتموه، وصادرتم رواتب موظفيه، وفتحتم اليمن لكل طامع!؛  اختم فأقول اتمنى صادقاً من أن الحوثي قد أقتنع  بأنه؛ لا انتصار في اليمن بالبندقية، ولا حل باليمن إلا بالجنوح للسلم والحوار حتى لا يتسبب في إزهاق المزيد من الدماء اليمنية الزكية!؛ و مهما ادعى أو هلوس! فإن الوضع القائم  في اليمن اليوم، هو وضع بائس، هو وضع شاذ، هو وضع مبتعد جداً عن الدولة وعن الجمهورية  وعن الديمقراطية، وهو وضع لا يحتمل التذاكي والمقامرة والمغامرة، ولا الادعاء؛ وبالتالي فإن الشعب اليمني بعد تضحياته لن يقبل أن يستمر يستنزف لمغامرات غير محسوبة ولمصلحة دولة أجنبية!؛وليكن في معلوم الحوثي أن الشعب اليمني لن يقبل أبدا التخلي عن مكتسباته وكل الثوابت الوطنية والقومية، وعلى مرجعيات الحل، ولا عن اليمن الاتحادي الديمقراطي بديلاً!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي