تعز.. لُحمَةٌ ولَحمّه

سميه الفقيه
الاثنين ، ٠٦ مارس ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٠٧ صباحاً

 

ما لا يستوعبه بعض المستنفعين في تعز من استمرار الحرب، إن قرار المصالحة أُتخذ بين الفرقاء السياسيين واعداء الامس أصدقاء اليوم ولا رجعة فيه مهما حاولوا تعكير تلك الخطوات أو افتعال الأفعال والمشاكل التي ستواجه بحكمه وعقلانية الأطراف المتفقة على طي صفحة الماضي والتوحد نحو التوجه الأوحد لمواجهة المليشيات الانقلابية على الدولة.

لقد كان لزيارة العميد طارق صالح نائب رئيس المجلس الرئاسي - رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية- إلى تعز وقع إستبشار وفرحة عارمة لدى الكثيرين سواء داخل تعز او خارجها، وحتى أولئك القابعين في مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية، ولكنهم لا يستطيعون التعبير العلني عن ذلك. فمقابل ذلك الاستبشار الذي لوح في الأفق بعودة الدولة والنظام الذي يرجوه الشعب، قوبل بانتكاسة واضحة من قبل من يستمرون في العمل على إستمرار الحرب والتفرقة بين المنتمين في خندق المواجهة ضد المليشيات الانقلابية ، فلم يدخروا وقتًا للإفصاح عن تلك النوايا السيئة والتي تعمل زرع الاحقاد والكراهية واثارة النعرات تحت مسمى لن نستسلم ولن نخضع لأي كان.

يا عزيزي ،معول هدم غلب ألف عمّار، وهذا ما حدث ويحدث في تعز وفي السياسة ليس هناك عدو دائم او صديق دائم،هناك مصالح دائمة. والمصلحة الان تدعو إلى لُحمَةٌ وطنية وصف وطني موحد لمواجهة المشروع الانتقامي السلالي وكل من يعمل على اماطة الحرب مستفيدًا من دماء تسيل وجامعًا للأموال من رفات الجماجم المتناثرة على طول الجبهات، وهذا مالم ستسمح به القوى المتفقه مؤخرًا والتي طوت على صفحة الماضي وابتدأت بصفحة جديدة بيضاء كتب بأول سطورها لُحمةٌ وطنية وصف وطني جمهوري موحد يحمل في طياته مشروع المصلحة العامة والحاجة الوطنية لإيقاف كل مشاريع التخريب والحروب.

ولا عزاء لأولئك الناعقين والذين يحسبون الوطن لَحمَةً يتقاسمونها. ولا عزاء أيضا للموتورون المصابين بمرض الحقد والقيح السياسي العفن ممن يواصلون تقاسم اللحمة الوطنية وبيعها تارة لتعزيز أرصدتهم الخارجية ليتبرعوا بها للدول الأخرى بينما وطنهم يحتاجها ،وتارة أخرى يأكلونها وينفخون بطونهم بما يجود به الأبطال من دماء طاهرة وزكية في الجبهات مواجهين أعداء الوطن من المليشيات الانقلابية. يواصل الحاقدون الوقوف ضد كل اتفاق يعزز الالتحام الوطني للصفوف الوطنية في مواجهة المليشيات الانقلابية وينخرون في أحداث ماضيه سُقي مرارها الجميع وأكتوى بنارها المساكين ويتناسون الاعداء من الجماعات الانقلابية وهم متربصون بالوطن ينخرون به ويستعبدون أبناءه. وما على الجميع أن يعيه اليوم أن قطار الصف الجمهوري سيسير للأمام وسيسحق كل من يقف أمام غايته في مواجهة المليشيات الانقلابية ولتعزيز اللُحمة الوطنية برجال ضحوا بالمال والولد، رجال عقدوا العزم على المضي قدمًا في ظل لُحمة وطنية جامعة تُغلق أفواه من يبحثون عن تقاسم اللَحمة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي