سلام الله على الزعيم ( ١ - ٢ )

علي هيثم الميسري
الأحد ، ٠٥ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤٠ مساءً

 

عندما خرج ثوار 11 فبراير لإسقاط سلطة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وحكومته كانت هناك دولة تفي بكل إلتزاماتها ، ولن أقول جميعها بل على الأقل الحد الأدنى من تلك الإلتزامات ويكفينا قولاً أن الرواتب كانت تـُدفع بشكل شهري قبل أن يبلغ الشهر نهايته ، وكان هناك الأمن والأمان وسلطات الدولة تقوم بمهامها ويكفي شيء واحد ومهم جداً ويحافظ على كرامة الشعب اليمني بأن سيادة الدولة بيد أبنائها وإن كانوا سيئين بسياساتهم وفساد المؤسسات الحكومية التي إن قارناها بما هو حاصل اليوم لقلنا سلام الله على فساد الزعيم وحكومته .

     خرج أولئك الثوار يريدون إسقاط النظام وكان لهم ما أرادوا وحققوا مسعاهم وسقط النظام وسقطت الدولة وسقطت سيادتها وأصبح اليمن الكبير يديره لنا بعران العرب ، وليتهم أداروا البلاد حسب مصلحة اليمن الكبير وشعبه بل أداروه حسب مخطط مـُعـَد من قـِبـَل قوى عظمى يبدأ من سقوط نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ومن ثم حسب ما تقتضيه مصلحة أولئك البعران وتلك القوى العظمى التي ترى اليمن المكنوز بثرواته المتنوعة لقمة سائغة لابد من إبتلاعها حيناً من الزمن ومن ثم لفظها في الوقت المناسب الذي يرونه هم .

     بعد سقوط نظام الرئيس علي عبدالله صالح وكما يعلم الجميع كانت هناك تسوية سياسية بتسليم سلطاته إلى نائبه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي طـَيّـَب الله ذكره وأمده بعمره وألبسه ثوب الصحة والعافية والذي لا زال يـُعتبر الرئيس الشرعي للبلاد دستورياً ، وكانت هناك مبادرة خليجية أعدها مجموعة من رموز البلاد المخضرمين وعلى رأسهم الدكتور عبدالكريم الأرياني طـَيـَّب الله ثراه ، ومن ثم سـُلـِّمـَت تلك المبادرة لمجلس التعاون الخليجي وقدموها كحل للأزمة اليمنية بإسم دول الخليج العربي .

     بعد التسوية وتسليم الرئيس السلف لخلفه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي توالت الأحداث المثيرة للجدل حتى وصلنا إلى هذه اللحظة الذي أصبح فيها الشارع اليمني شمالاً وجنوباً يتألم ويقول سلام الله على عفاش ، ولكن بعد ماذا ؟ بعد خراب مالطا !! بعد أن خربت صنعاء العاصمة التاريخية وتلتها عدن العاصمة المؤقتة ، والسؤال أين تلك الحشود الفبرايرية التي خرجت في ذلك اليوم ؟ هل إكتفوا بإسقاط النظام لمجرد إسقاطه وإسقاط الدولة وسيادتها لمجرد إسقاطهما وهل كانت تلك هي رغبتهم ؟ أم أنهم يرون زمن سيادة البعران على الدولة اليمنية والحالة المعيشية التي يعيشونها أفضل حال من زمن الزعيم الراحل ؟ .

للحديث بقية ،،

الحجر الصحفي في زمن الحوثي