هذا هو اليوم الوطني الثامن الذي اعيشه في المملكة العربية السعودية التي لجأتُ اليها في ظل الصراع الطاحن الذي يأكل الأرض الطيبة اليمن الحبيب، وفي خلال كل تلك السنوات الثمان التي عشتها في ضيافة قيادةٍ معطاءةٍ تمتلك الحكمة، وشعبٍ عربيٍ عريقٍ مضياف كريم، وجدت ان هناك فرحة تنطلق من أعماق الناس في هذا اليوم، فرحةً تشعرك بالبهجةِ والسرور، لان هناك إيمان عميق بعظمة ذلك اليوم في قلوب الناس على العموم وبدون استثناء.
كبار السن من عايشوا الفترات السابقة والذين يعرفون حقيقة الوضع كأن أعينهم تحكي بفيضٍ من دموع البهجة كيف كانوا، وأين أصبحوا اليوم، في قفزاتٍ مهولةٍ لا يتصورها الإنسان العادي، ومن دُونَهم في العمر يتحدثون عن تاريخٍ ما عرفوه الا مشرقاً قوياً، بل والأروع من ذلك هي تلك الصورة التي يرسمها من هم دون ذلك السن من الصغار والشباب، فقد شدني كثيراً أن أرى فرحةً مرسومةً بوجوهٍ تملؤها البراءة والسعادة وهم أيضا يرسمون في وجه اليوم الوطني إشراقة عمرهم الذي ينسج خيوطه من شروق كل يوم يعيشون فيه أحراراً سعداء يعيشون الأمن بكل تفاصيله الدقيقة ويحيون أماناً قل ما تجد نظيراً له على وجه الأرض. أتحدث عن أمان شامل مكتمل بفضل الله ورحمته ثم بفضل قيادتهم الحكيمة التي جعلت نصب عينيها مصلحة الأرض والإنسان، أمان متنوع في النفس وفي الجوانب الحياتية والاجتماعية، تجد أن سلوك الافراد يترجم مشاعر فياضة بفخرٍ صنعه حكامهم وخطته حروف القدر بأحرفٍ من ذهب ما أثار انتباهي أيضا هو فرحة المقيمين في المملكة العربية السعودية، يفرحون لفرح الأرض والإنسان لماذا؟ وهذا رد مني على كل أولئك الحمقى والحاقدين وقاصري النظر لأقول لهم بأن فرح المقيمين يأتي امتداداً لبهجة الأرض التي حملت على ظهرها الجنسيات المختلفة فمنحتهم الامن والأمان متساوين مع أبناء الأرض فما ميزت بهذا الأمن أحداً عن أحد، كما ان هناك من يستشعر نعمة الأمن يستشعر أيضا نعمة الأمان الغذائي والاجتماعي وغيره، فكثير بل ملايين من المقيمين هم أركان حياة بالنسبة لأسرهم في دولهم في مختلف الدول العربية والإسلامية، وغيرها من دول العالم ، مئات من المليارات تتدفق لترفد اقتصادات دول والسبب هو المغترب المقيم في أرض الخير والبركة المملكة العربية السعودية وملايين من الأسر والأرواح تحيا بسعادة واستقرار مالي في أوطانها لأن هناك من وفقه الله ويسر له فرص العمل على ارض المملكة العربية السعودية التي أصبحت ملاذاً لملايين من البشر.
فإذا فقط تحدثت عن اليمنيين وهي رسالة مني الى كل أعمى أو حاقد يتحدث بقبحٍ عن هذه الأرض أؤكد بأن هناك أكثر من مليون يعيشون زائرين لا ينقصهم شيء يتمتعون بكل الخدمات التي يتمتع بها اخوتهم السعوديين وبكل ما يتمتع بها المقيم، فكيف بالله عليكم بعد هذا كله لا يشعر الأجنبي بفرحة هذا اليوم وهو يعيش كل تفاصيل الحياة الآمنة السعيدة المستقرة. أنا اتحدث عن نفسي كوني ممن أكرمهم الله بأن الجأني وأكرمني باللجوء الى هذه الأرض فما وجدت خلال كل تلك السنوات الا الترحاب والمحبة والإخاء، بل ان الله رزقني إخوة من أبناء هذه الأرض والله ما كانوا الا عوناً عظيماً بطهر قلوبهم وطبيتها، منهم المدرسين والمحامين ورجال الأعمال فكانوا خير أهلٍ وأصدقاء بعد أن فقدنا الأهل والأصدقاء، فكيف لنا لا نفرح لفرحهم ونسعد بقربهم وهم الكرام بنو الكرام.
هنيئاً لأشقائنا في المملكة العربية السعودية أفراحهم أسأل الله العظيم أن يديمها عليهم وان يزيدهم من فضله، هنيئاً لهم ولاة أمر حملوا هم المواطن والوطن قادةً حكماء قريبين من منهم يصغون إليهم ويبذلون جهدهم لأجل الأرض في زمن قل ما تجد فيها حكاماً مخلصين بنوا دولةً عظيمةً كريمةً عزيزةً كمملكة الخير المملكة العربية السعودية.
-->