مازال الصراع على أشده وما زالت القوات الوطنية والمقاومة تقارع ميليشيا الحوثي التي تستمر في طغيانها واعتدائها الدائم على الأرض والانسان اليمني، وما زالت محاولات المجتمع الدولي العقيمة في إيجاد سلام تقبع في أسفل الطريق.
ما من أحدٍ منا إلا ويسعى للسلام ، ونحن أيضاً غير متشائمين من الجهود الدولية بخصوص اليمن لأنا وصلنا لقناعات أن ذلك المجتمع الدولي يرى للسلام من المنظور الذي لا يحقق السلام بالنسبة لليمن أرضاً وإنسانا، السلام العادل الذي يجعل من الإنسان محور الحياة، الجهود التي لا تسعى لتأخير الصراع أو تأجيله الى فتراتٍ أخرى ، الجهود التي تسعى وبصدق الى إيجاد سلام تحيا في ظله دولة، ويحيا في ظل الدولة الشعب بدون تمييز، لا إيجاد وصناعة قوات متعددة الولاءات الداخلية والخارجية لا تؤمن بالسلام ولا بالحوار ولا بالديمقراطية.
التحركات الأخيرة للقوى الدبلوماسية الأمريكية ممثلة بالمبعوث الأمريكي والمبعوث الدولي الجديد هانس غروندبرغ والتي تزامنت بعدها تحركات عسكرية لقوات الجيش الوطني والمقاومة تؤكد أن ما وصلت اليه قناعات الغرب والتي تحدثنا عنها في بدايات الحرب ان التنازلات للحوثيين لا يمكن أن تقدم سلام، طبعاً انا أتحدث وأنا على يقين أن القوى الدولية تعرف هذا الأمر، رغم ان الصحافة الغربية بدأت الحديث عن أن الضغط العسكري على الحوثيين هو الذي يمكن أن يساهم في تحريك عجلة المفاوضات، التي من وجهة نظري ستبقى عقيمة إذا استمر الغرب ومن بعدهم الشرعية في استخدام الجانب العسكري فقط كفزاعة وليس كأداة حقيقية لإيجاد سلام حقيقي.
المفاوضات السابقة لم تحقق شيء للإنسانية، لم تحقق شيء للوطن او للإنسان، لم تحقق نصراً للحق ، لكنها حققت الكثير لتثبيت الطغيان وتمكينه لفترةٍ أطول على رقاب البشر المستضعفين القابعين تحت قبضته العنيفة. حتى اليوم مازالت مسارات السلام في اليمن بطرقٍ وعرة متعرجة، ليس لأنه لا يوجد طريق سلام آخر ، ولكن لأن القائمين على تلك المسارات لا يريدون السلام الذي يمكن أن يكون مستداماً قائماً على أحقية الإنسان بالكرامة، والحياة الكريمة، ممكن أن نضرب مثلاً بالعراق الشقيق الغني ، قدمت لهم أمريكا الديمقراطية التي تراها مناسبة لشعب عظيم يجب ان يبقى خلف الأغلال والتبعية والفقر والجوع والقهر، ديمقراطية مشوهة لم تستطع ان توجد سلام داخلي حقيقي.
القوات المختلفة والسلاح القائم في أيدي جماعات مختلفة في اليمن هو الذي سيجعل من الوصول الى سلام حقيقي صعب المنال ، خصوصا أن كل فئة ترى أنها صاحبة الحق المطلق، وانه من المستحيل ترك السلاح وتقديم تنازلات لنصل الى طريق مستقيم، كما أن وجود دعم خارجي لتلك القوات هو أيضا أحد اهم العقد في هذه الحرب التي حولت اليمن الى ساحة لاستعراض القوة والمال على حساب شعبٍ كامل.
نعلم يقيناً أن الدعم الخارجي لأي قوة داخلية لا يمكن أن يكون قائماً على الرغبة في الخير، لأنها فكرة شريرة، وإلا لقلنا أن الدعم الإيراني للحوثيين هدفه حماية الشعب والأرض ونحن نرى العكس. كما ان استخدام اليمن أيضا لتحقيق مكاسب على الصعيد الدولي يزيد الأمر سوء.
السلام الذي يرسم حالياً مازال يقف بلا حراك امام عقبات كثيرة أهمها يكمن في جدية المجتمع الدولي في السلام ، كما ان السير في طريق سلام مشبوه لن يحقق السلام، والعبارات التي تطلق دائماً ( لا يوجد حل عسكري في اليمن ) هو من معوقات الحل، وهو من يدخل اليمن في مسارات سلام متعرجة، وهو الذي يعارض أيضا القرارات الدولية بخصوص اليمن، فعدم السماح بحسم المعركة لصالح السلام الحقيقي سيؤدي حتماً في النهاية إلى استمرار الصراع استمرار الحرب واستمرار أيضا تدفق المساعدات المالية من الدول المانحة للمنظمات الدولية التي كانت هي الرابح الأول والأكبر في هذه الحرب ، إضافة الى تجار الحروب من كل الجهات.
إذا أردنا سلاماً حقيقياً يجب أن نسعى اليه بصدق، أو بتعبير أصح إذا رغب المجتمع الدولي (أمريكا وبريطانيا) في سلام حقيقي فإن من أقصر الطرق للوصول اليه هو إطلاق يد قوات الجيش الوطني والمقاومة لإنهاء المعركة لصالح السلام لصالح الإنسانية لصالح البشر لصالح الحق لصالح مكافحة الإرهاب وليس لصالح الشرعية كما يظن البعض.
-->