تأثير الحرب بين العدو الاسرائيلي وإيران على العلاقات السعودية/الإيرانية

موسى المقطري
الاثنين ، ١٦ يونيو ٢٠٢٥ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً

 

شهدت العلاقات السعودية/ الايرانية مرحلة تحسن طفيف وحذر خلال السنوات الاخيرة وخاصة بعد الجهود الصينية في هذا الشأن ، لكن قد تعيد الحرب خلط الأوراق بشكل جذري ، وهاهي اهم السيناريوهات المحتملة لهذا التأثير مرتبة بحسب مستوى التصعيد واتجاهات المصالح من جهة المملكة العربية الشقيقة .

 

1- في حال اندلاع حرب محدودة بين إسرائيل وإيران فالمتوقع أن الحذر السعودي سيزداد ، وستتبنى الرياض على الأرجح موقفا رماديا يحاول تجنب الانحياز العلني لأي طرف ، أما الحوار مع إيران فقد يتباطأ دون أن يتوقف كلياً، خصوصاً إذا لم تُستهدف مصالح سعودية بشكل مباشر ، وستعود الوساطة الصينية أو العمانية للواجهة لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة ، وهذه هي الحالة القائمة حالياً .

 

2- في حال اندلاع حرب شاملة ومباشرة فسنكون أمام انهيار محتمل للتهدئة الحالية وخاصة إذا استخدمت إيران الحرب ذريعة لإطلاق هجمات على أهداف سعودية مباشرة أو عبر الحوثيين ، فستعتبر الرياض ذلك نكثا بالاتفاقات الأخيرة ، وسنصل إلى احتمال تجميد أو إنهاء العلاقات الدبلوماسية مجدداً ، والاسوأ أن السعودية ستجد نفسها في خندق غير معلن مع إسرائيل وأمريكا لمواجهة التهديد الإيراني في حال تعرضت منشآتها الحيوية للخطر ، وقد تقتصر الامور على تنسيق استخباراتي أو لوجستي قد يحدث عبر طرف ثالث كالإمارات، والأردن او واشنطن ، كما ستقوم السعودية بإعادة إحياء التحالفات الخليجية ضد إيران ، عبر مجلس التعاون الخليجي ، وإذا استخدم الحوثيون الحرب كذريعة لاستهداف مدن سعوديةستتجه السعودية لإعادة تشكيل الجبهة اليمنية وسيشمل ذلك تصعيد عسكري ضد الحوثيين .

 

3 - اقتصاديا فإن أي تهديد للأمن الداخلي للسعودية أو تعطيل لصادرات النفط سيؤثر على استثمارات ومشاريع تنموية كبرى وخاصة المرتبطة لرؤية 2030 ، وفي هذه الحالة ستدفع السعودية لتدخل الصين بقوة للجم إيران ، وستكون العلاقات الصينية السعودية في مرحلة اختبار حقيقي ، واذا لم تنجح الصين فقد تفقد السعودية ثقتها بها ، وهذا سيعزز العلاقات السعودية الأمريكية اكثر من اي وقت مضى .

 

الوضع الحالي أن السعودية تسعى لتجنب الانزلاق في الصراع بأي ثمن ، وستعتمد على أدواتها الدبلوماسية لتثبيت الحياد ، قد تفعل قنوات الوساطة عبر واشنطن وعمان ، وفي المجمل فإن الحرب بين إيران والعدو الإسرائيلي قد تكون لحظة مفصلية في علاقة السعودية بإيران ، فإذا شعرت الرياض بأن إيران تستخدم الحرب لتوسيع نفوذها أو تهديد الأمن السعودي ، فإن مرحلة "الهدؤ الحذر" ستنتهي بسرعة بين البلدين ، لكن في المقابل إن حافظت إيران على التهدئة تجاه السعودية فقد تسعى الرياض لاستثمار الأزمة لتعزيز حيادها وتوسيع نفوذها كقوة توازن إقليمية .

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي