واقع إنساني مأساوي يستوجب خارطة طريق للخروج منه!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ١١ ديسمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٧ مساءً

 

اليمن يعيش في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، تفاقمت منذ اندلاع الحرب في عام 2014. مع استمرار النزاع، بات الشعب اليمني يعاني من أوضاع مأساوية تهدد بقاءه على قيد الحياة، بينما تبدو التحذيرات من عودة الصراع الشامل قائمة في الأفق. الحاجة ملحّة لوضع حد للحرب واستعادة الدولة، مع استنهاض الطاقات الوطنية ودعم الجيران والدول المانحة لإعادة الإعمار وإطلاق عجلة التنمية.

 

الواقع الإنساني المأساوي

 

التقارير والبيانات تؤكد عمق الأزمة الإنسانية التي تواجه اليمن:

 

الحرب المستمرة منذ عام 2014 أودت بحياة 377 ألف شخص بين قتيل وجريح حتى نهاية عام 2022.

 

نزوح داخلي لما يقارب 4.56 مليون شخص، 80% منهم من النساء والأطفال.

 

خسائر اقتصادية فاقت 90 مليار دولار، مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 50%.

 

أكثر من 21 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

 

يعاني حوالي 17.8 مليون شخص من الجوع، بينهم 2.7 مليون امرأة حامل أو مرضعة تعاني من سوء التغذية الحاد.

 

70% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وهو ما يعكس انهيار الاقتصاد وغياب فرص العيش الكريم.

 

 

خارطة الطريق للخروج من الأزمة

 

خارطة الطريق المطلوبة ليست مجرد وثيقة تحمل نصوصًا سياسية جامدة، بل ينبغي أن تكون خطة شاملة تركز على بناء السلام والتنمية المستدامة. لتحقيق ذلك، يجب أن تتضمن الخطة المحاور التالية:

 

- إيقاف الحرب فورًا: فرض هدنة دائمة تضمن وقف جميع الأعمال العدائية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.

-استعادة مؤسسات الدولة: إعادة بناء مؤسسات الدولة بما يضمن توحيد القرار السياسي والعسكري، مع دعم الحلول السياسية العادلة.

-إطلاق عملية إعادة الإعمار: تخصيص مساعدات سخية لإعادة بناء البنية التحتية، وتحفيز الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل للشباب.

-تحقيق العدالة الاجتماعية: وضع برامج تنموية تستهدف المناطق الأكثر تضررًا وتهميشًا، بما يساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي.

- التزام دولي وعربي: توفير الدعم الفني والمالي من الدول المانحة والمجاورة لضمان تنفيذ خارطة الطريق.

 

 

 

ختامًا

 

خارطة الطريق ليست مجرد خطة عابرة، بل فرصة تاريخية لإعادة الأمل للشعب اليمني. نجاحها يعتمد على التزام الأطراف اليمنية والدولية بالتنفيذ الفعّال. فالتراخي أو الإهمال يعني انزلاقًا نحو حرب جديدة كارثية، لا تخدم سوى استمرار المعاناة الإنسانية. إنها لحظة تاريخية يجب على الجميع استغلالها لبناء يمن جديد يعمه السلام والتنمية.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي