بُركان البركاني: صواريخ من المخا

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٣ مساءً

 

في الثاني من ديسمبر 2017، استيقظت اليمن على صرخة جمهورية جسّدها الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، حين أعلن موقفًا واضحًا ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، مظهرًا إدراكًا حقيقيًا لخطرها على حاضر اليمن ومستقبله.

 

انتفاضة 2 ديسمبر لم تكن ثورة بالمعنى التقليدي، بل كانت نداءً لأعضاء المؤتمر ومناصريه للعودة إلى المسار الصحيح.

 

وجاء اليوم الذي يصدح فيه قادة المؤتمر الشعبي العام ومحبو الرئيس علي عبد الله صالح، يرحمه الله، من المخا ومناطق اليمن المختلفة في الذكرى السابعة لاستشهاده، حيث ألقى رئيس مجلس النواب، الشيخ سلطان البركاني، خطابًا ناريًا من المخا أطلق فيه صواريخ من كلمات تهز أركان الجمود السياسي وتدعو لمواجهة الحوثي بلا هوادة.

 

كان لقاء المخا الجماهيري السياسي صورة مصغرة للاصطفاف الوطني، خاصة من القوى التي كانت مختلفة سياسيًا قبل 21 سبتمبر 2014.

 

ومن هناك، ألقى النائب عبد الرزاق الهجري كلمة باسم التجمع اليمني للإصلاح، مشيرًا إلى أن انتفاضة 2 ديسمبر تمثل إضافة قوية لمعركة الخلاص الوطني ضد الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، ودعا إلى ترك الخلافات والعمل تحت عنوان "مصير مشترك وقيادة واحدة"، محذرًا من أن الخلافات كانت أحد أسباب سقوط الدولة وعودة الإمامة.

 

أما الشيخ البركاني، فخطابه من المخا كان أشبه ببركان متفجر، حيث استعرض منجزات الرئيس الأسبق صالح، معترفًا بالخسارة الكبيرة التي مُني بها المؤتمر الشعبي العام بفقدان زعيمه ورفيقه الأمين عارف الزوكا، وكان خطابًا مطولًا ربما لأنه الخطاب الأول بعد استشهاد صالح، يقام في مثل هكذا تجمع وموقف.

 

دعا الشيخ سلطان إلى تجاوز الماضي وتوحيد الصف الوطني. ويبدو أن احتفالية المخا كانت صحوة ضمير ووفاءً لتضحيات الرئيس الأسبق، ودليلًا على الجهوزية للثأر. وبعد التحرير واستعادة الدولة يقيمون العزاء والاحتفال بالنصر معًا، ونحن جميعًا سنعزيهم في مصابهم الجلل.

 

أطلق البركاني صواريخ معنوية من المخا، متعهدًا بأنهم ماضون على درب صالح، وأن انتفاضتهم ستستمر في مناطق سيطرة الحوثي، استكمالًا لانتفاضة 2 ديسمبر.

وأكد البركاني أن انتفاضة 2 ديسمبر ليست مجرد ذكرى، بل رمز لمعركة الخلاص الوطني.

 

شدد البركاني على ضرورة نبذ الخلافات بين القوى السياسية التي أدت إلى سقوط الدولة وعودة الإمامة، محذرًا من التراخي أمام مشروع الحوثي. وقال: "قد آن الأوان لنبذ الخلافات وإيقاف التباينات والعمل معًا لإسقاط العصابة الحوثية".

 

وأكد أن قتال الحوثي أصبح ضرورة بعد طغيانهم وتجبرهم على الشعب اليمني، ونهبهم قوت الجائعين، محولًا حياة اليمنيين إلى مأساة مستمرة.

وأطلق البركاني صاروخًا معنويًا آخر بقوله: "الوصول إلى صنعاء ليس مستحيلًا، شرط توفر العزيمة لدى مجلس القيادة الرئاسي والحشد اللازم لهزيمة الحوثي".

 

ووجه صاروخ تنبيه للأشقاء قائلاً: "وثائق الاستسلام أو دعوات السلام التي يطلقها الأشقاء بحسن نية ليس لها مكان لدى الحوثيين". مشيرًا إلى أن التنازلات السابقة اعتبرها الحوثي وثائق استسلام يستغلها لتحقيق مكاسب إضافية.

 

كما أطلق صاروخ العزة والكرامة: "معركة استعادة الدولة والنظام الجمهوري خير من المراهنات الخاسرة".

وأكد أن الحوثيين ليسوا شركاء سلام، بل عصابة جُبلت على العنف والنهب، ولا سبيل للحوار معهم إلا بعد هزيمتهم.

 

وفي صاروخ آخر وجهه لمجلس القيادة الرئاسي دعاهم للنزول الميداني وارتداء البزة العسكرية لمواجهة أذرع إيران، دعاة المذهبية والطائفية، والإسهام في إسقاط مشاريعهم. وفي هذا التمني للشيخ بان يرى مجلس القيادة مرتدين البزات العسكرية في الميدان،في نفس الوقت دعوة لانصار المؤتمر للولاء لمجلس القيادة الرئاسي قيادات وكوادر وانصار. 

 

كذلك أطلق صاروخًا اقتصاديًا وإنسانيًا للأشقاء، وقوده (الأنات والآهات والآلام)، مؤكدًا أن الوضع المعيشي والاقتصادي أصبح مأساويًا، قائلاً: "وإني لأثق أن الشقيق عند الضيق، لن يخذلنا".

 

هذه الكلمات كانت صواريخ مشبعة بالأمل والإصرار على استعادة اليمن من براثن الحوثي.

 

ختامًا

لا بد من تحرك عاجل وحسم لاستعادة الدولة عبر توحيد الصف الوطني وتعزيز الثقة بين القوى السياسية، واستمرار الدعم العربي المشترك حتى النصر.

وجمعتكم جميعًا مباركة.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي