في مدينة عدن القديمة حيث تتعانق الأزقة الضيقة مع التاريخ نشأت رانيا نجيب ابنة هذه المدينة العريقة من بين تلك الشوارع تفتحت رانيا على حياة مليئة بالذكريات التي تمتزج فيها رائحة البحر بنسيم الصباح العليل هذه المدينة التي كانت موطناً لأجدادها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هويتها تجري في عروقها كما يجري ماء الحياة في شرايين المدينة .
رانيا نجيب ليست مجرد اسم عابر في صفحات التاريخ بل هي تجسيد حي للمرأة العدنية الطموحة التي لم تتوقف عند حدود الطموحات الشخصية بل تجاوزتها إلى ميدان العمل العام بعد أن حصلت على شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال أظهرت مهارات لغوية فائقة حيث أتقنت اللغة الإنجليزية كتابةً ونطقاً لم تكن رحلتها سهلة فقد واجهت تحديات وصعوبات لكنها كانت دائماً على استعداد لمواجهتها بثقة وثبات .
منذ بداياتها في قناة عدن بالتواهي كانت رانيا مصدر إلهام للكثيرين كانت تعلم أن مهمتها أكبر من مجرد أداء وظيفي كانت تسعى لتقديم خدمة مجتمعية ترتقي بمستوى الإعلام وتبرز الوجه الحضاري للمدينة مشاركتها في الحوار الوطني واختيارها ضمن اللجنة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني كانت خطوة إضافية في مسيرتها المتميزة حيث أكدت أن المرأة العدنية قادرة على أن تكون في مقدمة العمل الوطني .
لكن هذا النجاح لم يكن ليمر دون أن يثير حفيظة البعض الهجوم اللا أخلاقي الذي تعرضت له رانيا لم يكن سوى محاولة لتشويه سمعة امرأة لم ترتكب أي خطأ سوى أنها تفوقت في مجال عملها . بعض السفهاء الذين يفتقرون إلى الأخلاق سعوا للنيل منها بتلميحات دنيئة متجاهلين كل ما حققته من إنجازات .
رانيا نجيب لم تكن ضحية للظروف بل كانت مستهدفة لأنها تجسد ما يمكن أن تحققه المرأة عندما تتسلح بالعلم والعمل . لم تكن تمتلك قبيلة أو عشيرة تحميها لكنها كانت تحمل في قلبها مدينة عظيمة وشعباً عريقاً وما يميز رانيا أنها لم تنكسر أمام الهجمات بل واصلت مسيرتها بكل قوة وثبات . إن تصفية الحسابات التي حاول البعض من خلالها استهدافها لم تكن موجهة فقط لشخصها بل كانت هجوماً على كل امرأة عدنية تتطلع إلى النجاح هؤلاء الذين لم يتمكنوا من مواجهة الحقائق بشكل مباشر لجأوا إلى الهجمات الشخصية والدناءة معتقدين أن هذا هو السبيل الوحيد لإسكات صوت الحق .
رانيا نجيب ستظل رمزاً للمرأة العدنية الشجاعة التي لا تخاف من مواجهة التحديات ولا تتراجع أمام الأزمات هي اليوم ليست فقط مديرة مكتب مدير مكتب رئاسة الجمهورية بل هي ممثلة لمدينة بأكملها تحمل معها أمانة عدن وتاريخها العريق لقد أثبتت رانيا أن النجاح لا يتطلب دعماً قبلياً أو عشائرياً بل يحتاج إلى إيمان بالذات وإرادة قوية وعمل دؤوب .
في النهاية لا يمكن لمن عاش في بيت من زجاج أن يرمي الآخرين بالحجارة ورانيا نجيب بنت عدن ستظل شامخة كما هي مدينتها وستظل مثالاً للمرأة القوية التي تقف في وجه الرياح بكل ثبات وعزيمة.
-->