كُتَّاب الإفك وجريمتهم الوطنية

د. عبده مغلس
الأحد ، ١١ أغسطس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٥ صباحاً

 

فعل (أَفَكَ) يدل على قلب الشي وصرفه عن جهته، وكُتَّاب الإفك، هم أدوات الباطل، الذين يصرفون الناس عن الحق، إلى الاعتقاد في الباطل، ومن الصدق في المقال إلى الكذب، ومن الجميل في الفعل إلى القبيح، وهو يندرج في باب الكذب، والخوض في الأعراض والتشهير، ونكران الجميل، والجُحد، ولكنه أشد قبحاً.

والإفك ارتبط في المدلول القرآني بالإثم لخطورته على المجتمعات.

اليمن يواجه انقلاب إمامي ضد شرعية الدولة اليمنية، ونظامها الجمهوري، قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من المشروع الإيراني، ولا طريق للشعب اليمن، بكل مكوناته السياسية والمجتمعية، لاستعادة دولته، وجمهوريته، وثورته، ووطنه، غير الشرعية اليمنية، ومن يتجاوز هذه الحقيقة، فهو قطعاً إما مع مشروع الإمامة، أو مع مشروع تدمير اليمن وتمزيقه.

يطلع علينا بين الفينة والأخرى كتاب الإفك، تتحكم فيهم ثقافة الفيد والغنيمة، أجروا عقولهم وأقلامهم، لغير صالح اليمن، الدولة، والجمهورية، والشرعية، والمشروع، يقومون بحملة لا أخلاقية تهاجم الشرعية اليمنية، ممثلة بقيادتها السياسية الدكتور رشاد محمد العليمي، هذه الشرعية التي تُمَثِّل طوق الخلاص لمعاناة اليمنيين، متذرعين بالوطنية، والحرص على الوطن، بينما هم يمارسون الدعارة الوطنية، فهم يتاجرون بالوطن، وأرضه، وشعبه، ودولته، وجمهوريته، وثورته، وشرعيته، عارضين إفكهم في أسواق النخاسة، لمن يدفع لهم.

دعارة الجسد ضررها محدود، على بائعة الهوى، بينما دعارة الكلمة، ضررها مدمر يشمل الوطن وشعبه.

ممارسي دعارة الكلمة، يُسَوِقُون أنفسهم بأحاديث الإفك، عن الشرعية اليمنية، أحاديث تقوم على باطل الإفك، فهدفهم النيل من الشرعية اليمنية، وقيادتها السياسية، وهم هنا يصطفون مع الإنقلاب الإمامي ومليشياته الإرهابية، ومع المستهدفين لليمن، وأرضه، وثرواته، وموقعه.

ما يمارسونه ليس نقداً، فالنقد له طرقه وأدواته، وكلماته وبراهينه، إن ما يمارسونه هو جريمة وطنية، تستوجب العقاب، فلا علاقة تجمع بين ادعاء الوطنية، وممارسة دعارة الكلمة وإفكها، ضد اليمن بشرعيته ومشروعه.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي