رسائل من "المشاط" ملغومة.. وخارطة طريق مبلولة !

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٥ مساءً

 

أي سلام يمني سيعقد مع الحوثي، وهو قد ترك ومنع الاحتفال بعيد الوحدة، وسافر بروحه لتحلق خمسة أيام بمكان طائرة رئيس جمهورية إيران، حزناً على الفقيد الرئيس الايراني (رئيسي) وصحبه .. الولاء عند هذه الجماعة لطهران قبل يكون لليمن وللوحدة وللمناسبات الوطنية.

ثمّ.. إن صناعة السلام لا تتم إلا بين الفرقاء المتصارعين المتخاصمين داخل اليمن، ولن يتم ذلك، إلا إذ أعلن الحوثة الإستعداد التام لإنهاء الإنقلاب، وبالتالي إعادة المؤسسات والمعسكرات وتسليم الأسلحة للدولة الشرعية، وليس بالكلام المعسول بالرغبة الصادقة الجادة بالإنخراط... وما إلى ذلك من مصطلحات، استخدمها "المشاط" بغير سياقاتها.

فإن لم تكن هناك إرادة حقيقية بالتخلّي عن السلاح؛ فلا يمكن تحقيق سلام مع هذه الجماعة إلا بعد انتزاعه منها، بعدها يمكن بناء يمن أكثر سعادة يتسع للجميع، ويُدار بقيادة شرعية بيدها القرار والسلاح حصرياً، وتدير السياسة العامة الداخلية والخارجية.

دعوة "المشاط" للتحالف في الإنخراط والتوقيع والتتفيذ على خارطة الطريق، هروب من الإلتزام والإستحقاق الداخلي.

وعليه.. فالدعوة ليست صادقة ومشكوك فيها؛ إذ أن الدعوة الصادقة لا تأتي مشروطة؛ وبشروط غير منطقية، كالتوقيع مع قبل دول التحالف وبمسؤوليها الأوائل، وبرسائل تهديد مبطنةّ.. إن لم توقعوا.. فلا تصفير للأزمات بالمنطقة، ولا أمن ولا سلام ولا ازدهار فيها.

فيا أيها "المشاط" .. ما علاقة دول التحالف بتوقيع خارطة طريق بين مكونات يمنية لحل مشكلات داخلية ؟؛ أو ما أسميتهم بالفرقاء في الداخل، والذي أوردتهم مضافين إضافة للتحالف وهم شركائك الفعليين، لو أنت حقاً تؤمن بالسلام!؛

 فدعوتك إن قُبِل بها، فهي ملغومة، وتهدف لتحقيق شيئين اثنين: أن يُعترف بك شخصياً كمسؤول أول، تريد أن تشرعن لحالك قبل أن يغيروك حماعتك لا أكثر!؛ والثاني إقرار التحالف بالتوقيع معك على أنهم كانوا معتدين، وستوقع معهم على إقامة سلام، بحيث ينهون عدوانهم، ويدفعون تكاليفه بالتعويض وإعادة الإعمار؛ وإعفائك وجماعتك من مسؤولية الانقلاب وتبعاته التدميرية الممنهجة!؛ عقلك معك.. هل هم سذِّاج يا هذا؟! فأين إذاً الرغبة الصادقة والجادّة والخيرية فيكم ومنكم في هذا؟!

يا هذا.. طريق السلام معلوم ومعروف، هو إرادة وتنفيذ، يتم بالتوقيع بين المكونات اليمنية في الداخل اليمني، ولا بأس من مباركة ورعاية المحيط كشهود وضامنين!؛

إن إطلاق بعض الأسرى – مثلا -، من جانب واحد، لا يدّل علي الرغبة الصادقة الجادة وحسن النيّة، بل هو دليل على التملّص مما وافقتم عليه سابفاً، وبالتالي يدل على عدم المصداقية والتوجّه لتوقيع وتنفيذ خارطة الطريق؛

إذ في الخارطة تفاصيل، ومراحل مزمنة بما فيها الجوانب الاقتصادية والإنسانية؛ وحتماً فيها مسألة تبادل جميع الأسرى والمختطفين وفق مبدأ إطلاق الكل مقابل الكل!؛

 وليس مائة فرد فقط من جانب واحد. و ياليت كان من بينهم - مثلا- المناضل الاستاذ محمد قحطان الوارد في قرارات مجلس الأمن، لتعطي إشارة عن صدق الخطاب الذي ألقيته، ويدلّ على تجاوب جماعتك معه قبل الأخرين، ومن أنكم قد قررتم تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة!؛

.. ثم.. أن دعوتك يا "مشاط" ، لشطب القراراتِ والعناوينَ المعيقةِ للسلام في اليمن والاضطلاع بدور إيجابي في تعزيز وتشجيع نوايا صنعاء وتوجُهاتِها الخيِّرة.. قول كلام معقول يا راجل.. أترفع العقوبات على جماعتك لمجرد انك القيت خطاباً ملغوماً..؟!؛ قلت فيه؛ تعالوا نوقع وننفذ خارطة الطريق أنا وانتم رأس برأس يا ملوك ويا أمراء ويا رؤساء دول تحالف!؛ فأين هي النوايا والتوجّهات الخيّرة حتى يتم تشجيعكم عليها؟!؛

أيكافؤنكم على عسكرة البحار واستهذَداف السفن التجارية أم على ماذا؟؛

أنسيتم أم تحتاجون للتذكير؟؛ بأن القرارات التي أُتخذت هي لكونكم أعقتم عملية السلام والانتقال السلمي السلس للسلطة، اي اعقتم التسوية السياسية، وقعوا ونفذوا وستشطب تلقائيا!؛

الخارطة المنجزة أصابها البلل في البحار

وأنا اتابع التسريبات والتخمينات والمقابلات واللقاءات والتصريحات من قبل مسؤولين يمنيين والجيران، والبريطانيين والامريكيين والمبعوث الاممي والامريكي، وباقي الدول المهتمة بالشان اليمني؛ بشأن خارطة الطريق.. وجدت أن الجميع يؤيدونها ويدعمونها، ويريدون السلام لليمن أن يتحقق، ولكنهم جميعا قلقون من عدم المضي قدماً للتوقيع والتنفيذ، بسبب أن الحوثي قد تبندق بها واخذها - ربما- معه للبحار، وغطس بها، فبلّلها، ومُحيت بعض بنودها!؛

الكل يؤيد خارطة الطريق السعودية للحل في اليمن بين الفرقاء بحسب المرجعيات الدولية المعتمدة، وقد كانت جاهزة للتوقيع، غير ان الحوثيين انتقلوا إلى البحار واستهدفوا السفن التجارية المارّة، وأضحت الخارطة غير مقرؤة بسبب طمس بعض البنود والفقرات .. ولأجل توقيعها وتنفيذها لابد من الخروج من البحر وتجفيف الخارطة وإعادة كتابة ما مُحي منها، ومن ثمّ التوقيع عليها، والبدء بتنفيذها فوراً بعد ذلك، بين الحوثيين والمكونات اليمنية، وليس بين التحالف والجماعة ؛ كما يحلم "المشاط" وجماعته!..

أختم فأقول.. يا (مشاط) .. لم تكتفي برسائلك الملغومة في ليلة الثاني والعشرين من مايو؛ بل ذهبت بعيداً جداً في رسائلك.. وهذه المرّة أنت من اعترفت بعظمة لسانك من أنك تقف وارء الإفراج عن المبيدات السامة "بروميد الميثيل" ، المنتجة من قبل شركة، تملكها دويلة إسرائيل، وبررت ذلك، بأن العالم كان يستخدمها في فترات سابقة، قبل أن "تقرر الشركة المنتجة التخلص منها، نظرًا لبروتوكول في أوروبا يقول إن له تأثير على طبقة الأوزون".. وأكدت انه من اجل النهوض بالزراعة اليمنية لابد من استخدام ذات المبيد في اليمن، "لأن اليمن ليس لديه تأثير على طبقة الأوزون، وليس لديه احتباس حراري".. وان من يثير هذا الموضوع هو من خلايا التجسس!!؛

يحبِسُنّك الجِنّ.. يا هذا.. المبيد مضر بصحة الإنسان ومسرطن ويؤثر على الجهاز العصبي .. الظاهر ان اليد الطولي والمرحلة الرابعة للتصعيد باستهداف السفن في البحر الأبيض المتوسط، لم تحقق نجاحاً يذكر، وأنت من تبشر بالانتقال للمرحلة الخامسة من التصعيد باستهداف طبقة الأوزون هذه المرّة؛ إذا ما أستمر الأوروبيون في إرسال سفنهم إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة..

عقول ولكن أضلها باريها.. الله يعين القابعين تحت تحكمكم يا حوثة.. لعلّ أعمالكم وتصرفاتكم وأحاديثكم ستقرب من يوم الخلاص منكم ومن مشروعكم المتخلف بإذن واحد أحد!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي