الرئيسية > تقارير وحوارات > مقالات العوذلي و الحمزة تحظى باهتمام عدد من الكتاب والقراء

ضمن سلسلة مقالات "صرخة وعي" ..

مقالات العوذلي و الحمزة تحظى باهتمام عدد من الكتاب والقراء

" class="main-news-image img

كتب الصحفي عبدالناصر حماد العوذلي سلسلة مقالات بعنوان صراع السرديات ومصير الدولة، حيث لقي اهتماما واسعا من قبل القراء والكتاب في الداخل والخارج، 

 

 

 

 

ونسرد لكم مقال العوذلي، على النحو التالي:

 

 

متابعة وقراءة في مقال الأستاذ عبدالعزيز الحمزة وكيل محافظة أبين،

وأقول مستعينا بالله

 

قد يكون عدم الوعي للحقائق التاريخية جهلا بالواقع وخروجا عن الوعي الذي ينطلق الكاتب من خلاله، 

 

والمقارنة بين نظامَين ملكٍيَيَن سابقين اجحاف ونقل خاطىء إذ أن الحكم الإمامي ليس حكما ملكيا فقط بل هو حكم ثيوقراطي ينطلق من مسوقات عقدية تدعي الوكالة الإلهية واستحقاقات ربانية وهو نظام كهنوتي يتغلف بالدين ويفرض الوصاية المطلقة على الأمة حيث أنه يضع نفسه وكيلا حصريا لله ولا بلوغ لجنته إلا من خلاله، 

 

وأما النظام السلاطيني في الجنوب بشكل عام فهو نظام ملكي أسري متوارث شأنه شأن الأنظمة الملكية التي توارثت الحكم لكنها من نفس الطبقة المجتمعية ولا تدعي قداسة ولا تتجلبب بالدين بل تمارس العقيدة الوسطية عقيدة المجتمع الإسلام الوسطي غير المتطرف ..

والمقارنة بين النظامين مقارنة غير عادلة وتقفز على الواقع وتتجاوز الوعي .

 

ومن خلال ماذكر آنفا نرى أن الكاتب ركز أيضا على الجمهورية كهوية وطنية وهذا لعمري قفزا على الحقائق وعدم فهم للواقع فالجمهورية نظام شعبي انبثق عقب سقوط السلطنات والهوية الحقيقة هي هوية الأرض وليس هوية النظام، 

 

وهذا النظام الجمهوري أثبت فشله في إدارة الدولة بل لقد وصل الى مرحلة العقم والعجز في أحداث اي نهضه على كافة المستويات على مدى 23 عام هي عمر جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل أن يسلمها الرفاق هدية ولقمة سائغة للشمال الذي لاتقل الجمهورية فيه فشلا عن جارتها الجنوب..

 

بل إن الجمهورية في الشمال كانت هجينة وهي خليط من بقايا الأئمة والجمهوريين بعد صلح حرض 1968 والذي اوجد جمهورية مشتركة بين الإمامة والثوار وكانت الجمهورية العربية اليمنية بعمامة الأئمة وبدلة وكرافت الثوار ..

 

ثم جاءت الجمهورية اليمنية 90 ولم تصنع الا الفشل وكرست الشمولية بمفاهيم زيدية وليست جمهورية حقيقية بل لقد اُختِزِلَت دولة الوحدة وتحولت الى حكم جبري مارسته الطائفة الزيدية على اليمن بشطريه ولم تكن هناك جمهورية بل حكم ملكي في إطار جمهوري والدليل أن الرئيس صالح وحزب المؤتمر حكموا اليمن منذ العام 90 الى 21 فبراير 2012 عندما سلمها للرئيس هادي على مضض وهو يتحين للعودة بعد عامين من تأمين وتزمين المبادرة الخليجية ..

 

 وعندما حاول هادي صنع جمهورية حقيقية على نمط النظام الفيدرالي انقلبت عليه أساطين الزيدية والمركز المقدس ووأدوا الجمهورية الوليدة والتي كانت حلما تاق الشعب إليه ..

 

ومن ثم تم اعلان سقوط صنعاء بيد الحوثيين وهم جزء من النظام الإمامي السابق وعادت صنعاء سلالية إمامية واختزلت الجمهورية بل ذابت وانتهت وهي التي لم تكن اصلا موجودة وانتهى النظام الجمهوري في شمال اليمن لكنه لم يزل وميضا في الجنوب .

 

اعتقد ان الأنظمة الملكية الأسرية أكثر نجاحا ونهوضا وعدالة والدليل قائم في دول الجوار. 

وأما الجمهوريات فقد أثبت العام 2011 مدى تآكلها وهشاشتها والأمر بسيط أن زعماءها نتوءات من الشارع وليسوا من ذوي الأهلية الاجتماعية والسياسية بل افرازات الشارع .

 

 ولقد كان الجنوب في عهد السلطنات يعيش حالة الاستقرار خصوصا بعد قيام دولة الإتحاد الفيدرالي التي كانت تجربة رائدة ولكن عناصر الشمال في الجنوب هم من احدث الصدع وعصفوا بالبلاد ..

 

تحياتي للجمهورية التي لم تكن إلا في الكتاب المدرسي .

 

 

وخلال متابعاته، نشر العوذلي مقالا للكاتب عبدالعزيز محمد الحمزة، جاء نسرده لكم كما جاء على النحو التالي: 

 

المقال الخامس:"صراع السرديات ومصير الدولة: بين أوهام الإئمة وترهات السلاطين"

ضمن سلسلة مقالات: صرخة وعي: قراءة في استراتيجية التحفيز

بقلم: عبدالعزيز الحمزة

باحث سياسي

تمهيد:

في خضم العواصف التي تضرب اليمن سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا، تتجاوز الأزمة حدود الجبهات المسلحة لتصل إلى صراع عميق على الهوية والمصير.

 يعود خطاب "الإمامة" في الشمال، و"السلطنات" في الجنوب، ليتسلل إلى الوعي الجمعي، لا بوصفه حنينًا بريئًا بل كأداة لإعادة تشكيل الحكم على أنقاض مشروع الدولة الوطنية.

في هذا المقال التحليلي، نعالج ، من منظور استراتيجي، جذور هذا الاستقطاب الخطير، ونستعرض بعمق تحديات الوعي اليمني في مواجهة مشاريع الحنين المسموم، في لحظة فارقة من تاريخ البلاد.

 و السؤال اليوم ليس فقط من يحكم، بل بأي منطق نحكم اليمن؟

 هل نعود إلى منطق "الحق الإلهي" و"السلطنة الوراثية"، أم نستكمل مسار الدولة المدنية التي بشّرت بها ثورتي سبتمبر وأكتوبر؟

هنا، لا يدور الحديث عن التاريخ كتأمل، بل كأداة صراع سياسي. فـ"الحنين إلى الماضي" لم يعد عاطفة محايدة، بل مشروعًا يستهدف إجهاض كل ما تبقى من روح الجمهورية.

الاستقطاب المزدوج: الإمامة في الشمال والسلطنات في الجنوب

ينبع التهديد الراهن من استقطاب سياسي مزدوج يعيد تقسيم اليمن إلى مربعين:

في الشمال، مشروع إعادة إنتاج الإمامة تحت لافتة "الولاية" و"الحق السلالي في الحكم".

وفي الجنوب، محاولات لإحياء سرديات السلطنة والمشيخات، بمرجعيات استعمارية لا تعترف بتحول المواطن إلى شريك في القرار.

كلا المشروعين يعيدان اليمن إلى ما قبل مفهوم الدولة، عبر إحياء هياكل ما قبل الوطنية، وإعادة تدوير خطاب الوصاية والامتيازات الطبقية والمناطقية.

الجمهورية كهوية جمعيّة لا تزال تقاوم

رغم هذا الانحدار، لا تزال الجمهورية، لا بوصفها نظامًا فقط بل كهوية وطنية مقاومة، حاضرة في الوجدان الجمعي اليمني. 

لقد رسخت الثورتان الكبريان – سبتمبر وأكتوبر – مفهوم الحرية والمواطنة المتساوية، وزرعتا في ضمير الشعب قناعة بأن السيادة لا تُمنح لسلالة، ولا تُشترى في قصور السلاطي.

الحنين كأداة للهيمنة والاستبداد

ليس كل حنين بريئًا. ففي الحالة اليمنية، يتم تسويق الحنين كغطاء لعودة الاستبداد، مستخدمين شعارات "الهوية التاريخية" و"الخصوصية الثقافية" لإعادة إنتاج مشاريع السيطرة على حساب مفهوم الدولة.

إنها محاولة لإقناع اليمني بأن التبعية قدر، وأن الماضي القهري كان جنة مفقودة. لكن هذه الرواية تتجاهل أن من يترحم على "زمن الإمامة" عليه أن يترحم على طوابير الجوع، وعلى سجون الجهل، وعلى الحتمية المصنوعة لتكريس الطاعة.

معركة الجمهورية: معركة وعي الشعب

المعركة اليوم لم تعد فقط في الجبهات أو طاولات التفاوض. إنها معركة على وعي الشعب، على قدرته في استيعاب اللحظة، ومواجهتها بمشروع بديل متجذر في التاريخ وممتد نحو المستقبل.

 إن إعادة تعريف الجمهورية ليس ترفًا سياسيًا، بل ضرورة استراتيجية لمواجهة الردة التاريخية والانقسام الجغرافي.

الجمهورية لا تعني فقط رفض الإمام والسلطان، بل تعني ترسيخ دولة المواطنة، وإعادة بناء مؤسسات عادلة، تحمي التنوع وتحكم بالدستور والقانون الشرعي.

واخيرا: نحو مشروع وطني جامع لا رجعي ولا انقسامي

إن أخطر ما يواجه اليمن اليوم ليس الحرب فقط، بل القبول التدريجي بمشاريع الاستسلام للذاكرة المهزومة. لهذا، فإن الخطوة الأولى نحو إنقاذ الوطن، هي في تجديد مشروع الجمهورية، كإطار جامع تتلاقى فيه كل الهويات ضمن دولة القانون والعدالة.

لن يعود اليمن إلى الكهف، ولن يُختصر تاريخه في سردية سيد أو سلطان.

 إنه شعب عصي في كل منعطف تاريخي تعلم كيف ينهض رغم الخيبات، وكيف يحمي هويته رغم الحصار والجوع.

فلتُرفع رايات الشعب، لا رايات السادة، ولتُكتب الملاحم من جديد، لا بمداد الخرافة، بل بنور الوعي.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي