الرئيسية > عربية ودولية > هل تستغل إسرائيل انشغال العالم بمقتل "رئيسي" لـ"اجتياح" رفح؟

هل تستغل إسرائيل انشغال العالم بمقتل "رئيسي" لـ"اجتياح" رفح؟

" class="main-news-image img

في خطوة مفاجئة، أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الإثنين، عن تقدمه في عمق رفح واحتلال ثلثي محور فيلادليفا، تزامنا مع مقتل الرئيس الإيراني وقيادات في الصف الأول لحكومته، فيما بدا أنه تصعيد إسرائيلي لافت في رفح يهدف إلى "اقتناص الفرصة".

 

 

 

هذه الخطوة الإسرائيلية وإن كانت بنظر عدد من المراقبين متوقعة، ولا سيما أن إسرائيل ظلت تلوح بها يوميًّا، إلا أن تزامنها مع مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته واثنين آخرين من القيادات، أثار تكهنات واسعة بوجود نوايا إسرائيلية مبيتة لاستغلال انشغال العالم بالحدث الإيراني من أجل تحقيق خططها في بدء عملية السيطرة الكاملة على رفح، آخر معاقل حماس، كما وصفت حكومة نتنياهو.

 

فرصة ذهبية لإسرائيل

 

في تحليله للمشهد، قال الباحث بمركز الحبتور للأبحاث في القاهرة، مصطفى أحمد، إن الكارثة التي حلت في طهران سيكون لها تأثير كبير على مجريات الأحداث في رفح، خاصة مع وفاة الرئيس الإيراني المفاجئة ووزير خارجيته عراب السياسة أمير عبد اللهيان.

 

وأضاف أحمد، في تصريحات لـ"إرم نيوز": "ستكون أمام إسرائيل فرصة ذهبية؛ بسبب انشغال القيادة الإيرانية بإعادة ترتيب البيت الإيراني داخليا، وغياب الرئيس الإيراني عن المشهد للأبد، لوضع الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية".

 

وخلال ما يقرب من 3 سنوات في السلطة، يقول الخبير المصري: "قام رئيسي بنقل السياسة الداخلية والسياسة الاجتماعية في إيران باتجاه أكثر تحفظا، دفع فيها البلاد إلى دور الخصم الواضح مع تل أبيب وواشنطن".

 

مواصلة الدعم الإيراني للميليشيات

 

ويشير هنا أحمد، إلى أن إيران، التي دعمت في عهد "رئيسي" زيادة الهجمات التي تشنها الميليشيات الإقليمية الموالية لها في المنطقة بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023 على إسرائيل، قامت بتصرف غير مسبوق قبل شهر واحد من وفاة الرئيس الإيراني بشنها هجوما ضخما بطائرات دون طيار وبصواريخ وصلت إلى العمق في إسرائيل.

 

ولفت الخبير المصري إلى أن طهران ستكون حريصة على مواصلة دعمها للميليشيات في المنطقة، مردفا: "بغض النظر عمن حل مكان رئيسي، فمن غير المرجح أن تتغير الاستراتيجية التي تتبعها طهران، بعد أن تم ترسيخها بين المستويات العليا في القيادة السياسية والدينية في إيران".

 

وأوضح: "مع رئيسي أو بدونه.. النظام راضٍ تماما عن الطريقة التي اتبعتها القيادة السياسية في إيران بعد أكتوبر 2023".

 

وضع مرتبك في طهران

 

من جهته، أكد الخبير الأمني سيف رعد طالب، أن إسرائيل ستستغل هذه الفرصة، المتمثلة بانشغال الحكومة الإيرانية في تغيير القيادات من الصف الأول وتغيير المشهد السياسي كله؛ لأن رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية كانا جزءا أساسيا في تحريك المفاوضات بين حماس وإسرائيل والضغط على الاتجاهات السياسية كافة في الداخل الإيراني.

 

وأشار طالب في تصريحات أدلى بها، لـ"إرم نيوز"، إلى أن الوضع في طهران الآن مرتبك، وسيحتاج النظام الإيراني لعدة أشهر لإعادة تنظيم قواته وقدراته السياسية والعسكرية، وفق قوله.

 

وحول الهجوم البري الإسرائيلي على رفح، أكد الخبير العراقي أن إسرائيل استفادت بمقتل الرئيس الإيراني من خلال استكمال مشروع السيطرة الكاملة على رفح في هذا الوقت، مشيرًا إلى أن معبر رفح مهم جدًّا، وقد يكون المعبر الأخير الذي لم تسيطر عليه القوات الإسرائيلية، والآن بات لإسرائيل الكلمة العليا لغلق جميع المعابر، على حد تعبيره.

 

زيادة وتيرة هجمات أذرع إيران

 

وحول رد فعل الميليشيات العراقية الموالية لإيران، على التصعيد الإسرائيلي في رفح، توقع طالب أن تزيد وتيرته حاليًّا، وهي خطة وضعها النظام الإيراني، ستستمر حتى بعد مقتل رئيسي.

 

وأشار طالب إلى أن "جميع أذرع إيران القابعة في العراق قد تكون في حالة استنفار، وهي لم تتوقف يوما عن محاولات استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات".

 

وفي وقت سابق من يوم الإثنين، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن قوات الجيش تقدمت في عمق رفح، وأصبحت في حي البرازيل، واحتلت ثلثي محور فيلادلفيا.

 

ويأتي ذلك تزامنًا مع وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وستة آخرين بعد تحطم مروحية رئاسية تقلهم في منطقة جبلية قرب حدود أذربيجان، أمس الأحد.

 

 

إرم نيوز 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي