كشفت الأبحاث الحديثة أن الرجال يتفوقون عادة على النساء في القدرات الملاحية، لأسباب مردها إلى العوامل الثقافية أكثر من القدرات الكامنة، بحسب تقرير لموقع (arstechnica).
وقال الموقع إن المجتمعات التي تكون فيها المساواة بين الجنسين أكثر وضوحا، مثل بلدان الشمال الأوروبي، تضيق الفجوة بين الجنسين بشكل كبير في مجال القدرات الملاحية.
وتؤكد الأبحاث التي تجري بين قبيلة تسيماني، وهي مجتمع من السكان الأصليين في منطقة الأمازون البوليفية، تأثير الثقافة والخبرة على الملاحة، حيث يُظهر كل من الرجال والنساء من هذا المجتمع مهارات ملاحية بارعة، تُعزى إلى الثقافة التي تشجع على الاستكشاف منذ الصغر
وتلعب سمات الشخصية أيضًا دورًا في التنقل، حيث يظهر الأفراد الذين يميلون نحو الاستكشاف قدرات ملاحية أفضل. وقد ارتبطت الأنشطة مثل الأنشطة الخارجية وألعاب الفيديو بتعزيز الوعي المكاني ومهارات الملاحة.
ويسلط الموقع الضوء على وجود تناقض في القدرات الملاحية للأفراد، بحسب عالمة النفس المعرفي في جامعة تمبل، نورا نيوكومب، التي أشارت إلى الدقة المذهلة التي حققها البعض في مقابل الافتقار التام للتوجيه الذي أظهره الآخرون.
تقليديًا، تم اكتشاف العنصر الجيني للملاحة، لكن الأبحاث الحديثة تسلط الضوء على التأثير السائد للبيئة، وتشير إلى الدراسات التي تقارن التوائم المتطابقة وغير المتطابقة التي تتنقل عبر البيئات الافتراضية.
واستخدمت إحدى التجارب التي طورها الباحثون، لعبة محمولة تسمى (Sea Hero Quest)، لجمع بيانات الملاحة من الملايين حول العالم. وقد ظهرت العوامل الثقافية، مثل التنشئة والموقع الجغرافي، كمحددات مهمة للبراعة الملاحية.
على سبيل المثال، يميل الأفراد من بلدان الشمال الأوروبي والمناطق الريفية إلى إظهار مهارات ملاحية أفضل، ربما بسبب الممارسات الثقافية والعوامل البيئية، بحسب الموقع.
وتشير الأبحاث إلى أن الممارسة يمكن أن تعزز المهارات الملاحية، حيث أظهرت الدراسات التحسينات في البيئات الافتراضية مع مرور الوقت.
ومع ذلك، فإن الاعتماد الكبير على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) قد يقلل من قدرات الملاحة الفطرية، مما يؤكد أهمية الحفاظ على التوازن بين التكنولوجيا والمهارات الفطرية.
أما بالنسبة للأفراد الذين يعانون من صعوبة في التنقل، فيمكن أن تساعد استراتيجيات مثل الاهتمام بالاتجاهات الأساسية والمعالم البارزة في بناء الخرائط الذهنية. وبدلاً من ذلك، فإن ضمان الوصول إلى تقنية نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) يوفر شبكة أمان لأولئك الأقل اهتمامًا بتحسين براعتهم الملاحية.