الرئيسية > منوعات > دراسة: أحداث الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر

دراسة: أحداث الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر

" class="main-news-image img

كشفت دراسة أن التجارب المؤلمة في الحياة المبكرة، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة أو الطلاق، يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة.

 

 

 

وتلقي هذه الدراسة ضوءًا جديدًا على التأثيرات المحتملة طويلة المدى للتوتر على صحة الدماغ.

 

وتضمنت الدراسة، التي نشرها موقع dailymail، تحليل عينات السائل الشوكي من 1290 مشاركا.

 

وأشارت النتائج إلى أن الأفراد الذين عانوا من إجهاد كبير في مرحلة الطفولة أو منتصف العمر أظهروا مستويات أعلى من بروتينات الأميلويد والتاو - وهي مؤشرات حيوية مرتبطة بمرض الزهايمر - مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا لمثل هذا التوتر.

 

وشددت الدكتورة كارول أوبديبيك على أن أحداث الحياة المجهدة يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف؛ مما يعزز الحاجة إلى التدخل المبكر وإدارة الإجهاد.

 

وحير مرض الزهايمر العلماء منذ فترة طويلة، مع عدم قدرتهم على تحديد سببه نهائيا، إلا أنه يتميز بتراكم بروتينات الأميلويد والتاو في الدماغ؛ مما يؤدي إلى التدهور المعرفي وفقدان الذاكرة.

 

وفي حين أن العوامل الوراثية والعوامل البيئية متورطة، فإن هذه الدراسة توفر أدلة دامغة تربط بين الإجهاد في وقت مبكر من الحياة وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

 

واستخدم فريق الدراسة طريقة تم التحقق من صحتها سابقًا من خلال دراسة أجرتها جامعة كولومبيا عام 2018، أظهرت أن المستويات المرتفعة من الأميلويد والتاو في السائل الشوكي يمكن أن تكون مؤشرًا دقيقًا لمرض الزهايمر.

 

ومن خلال توسيع هذه المنهجية، تمكن الباحثون من رسم روابط مهمة بين التوتر ووجود هذه البروتينات.

 

وقد تم اقتراح عدة تفسيرات لهذه النتائج، إذ أوضح الباحثون أن التوتر يؤدي إلى استجابة مناعية تسبب الالتهاب في جميع أنحاء الجسم؛ مما قد يؤدي إلى تسريع الشيخوخة.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن المستويات العالية من الجلايكورتيكويدات – الستيرويدات التي يتم إطلاقها استجابة للتوتر – يمكن أن تلحق الضرر بخلايا الدماغ.

 

علاوة على ذلك، وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن التوتر يضعف قدرة الدماغ على معالجة بروتينات الأميلويد والتاو بشكل فعال.

 

وعلى الرغم من البيانات المقنعة، يعترف الباحثون بالحاجة إلى مزيد من التحقيق لتحديد مدى قابلية تطبيق النتائج التي توصلوا إليها على نطاق أوسع.

 

ويشددون على أن فهم الآليات الكامنة وراء تراكم البروتين الناجم عن الإجهاد في الدماغ يمكن أن يمهد الطريق لاستراتيجيات التدخل المبكر.

 

ويشير الباحثون إلى أن هذه الأفكار يمكن أن تغير نهجنا في الوقاية من الخرف. فمن خلال تحديد الأفراد الأكثر عرضة للخطر بسبب تجاربهم المبكرة في الحياة، قد يقوم مقدمو الرعاية الصحية بتطوير تدخلات مستهدفة للتخفيف من تأثير التوتر وربما تقليل انتشار مرض الزهايمر.

 

وبهذا، تؤكد الدراسة على الآثار العميقة والدائمة للإجهاد في وقت مبكر من الحياة على صحة الدماغ. ومع استمرار الباحثين في كشف تعقيدات مرض الزهايمر، فإن فهم دور التجارب المؤلمة يمكن أن يكون حاسما في تطوير تدابير وقائية وعلاجات فعالة.

 

وتدعو النتائج إلى اتباع نهج شمولي للصحة العقلية، مع التركيز على أهمية معالجة الإجهاد وإدارته منذ سن مبكرة لحماية الوظيفة الإدراكية في وقت لاحق من الحياة.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي