نظرية المؤامرة

تيسير السامعي
الجمعة ، ١٧ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ٠٦:٥٩ مساءً

المستبدون والتيارات الإقصائية دائما يعتبرون أي معارضة أو نقد لهم تآمرا على الوطن والشعب. عندما تسمعون شخصاً يتهم الآخرين بالتآمر على الشعب والوطن لمجرد الاختلاف معه في الرأي فاعلموا أنه مستبد وإقصائي، لا يؤمن بالتعايش ولا بالقبول بالآخر، لأنه ينطلق من نظرية المؤامرة، التي ليس لها أصل ولا سند، إنما هي نظرية استبدادية ابتدعها المستبدون والحكام الظلمة من أجل الهيمنة والاستحواذ، ومصادرة حقوق الشعوب، ونهب ثرواتها، والقضاء على أي معارضة وطنية قد تقف في طريقهم، قدوتهم في ذلك أستاذهم ومعلمهم الأول زعيمهم "فرعون"، الذي أراد أن يقتل موسى بحجة التآمر، كما حكى لنا القرآن الكريم [وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد].

- نهج الفاشلين 

الفاشلون غير القادرين على العمل يبررون فشلهم بنظرية المؤامرة، يرددون دائما "تآمروا علينا"، يفسرون كل شيء  على أنه مؤامرة، يعتبرون العالم كله متآمرا عليهم، لا يريدون البحث عن أسباب فشلهم، ليس لديهم إيمان بسنن الله الكونية، التي منها سنة السببية وسنة التدافع. جمَّدوا عقولهم، عطَّلوا تفكيرهم، أرجعوا كل المشاكل، التي تواجههم، إلى نظرية المؤامرة، اكتفوا بذلك، ولم يكلفوا أنفسهم حتى مجرد التفكير فى كيفية مواجهة هذه المؤامرة. لن نتقدَّم، لن نتطوَّر، لن نرتقي، لن ننتصر إلا إذا حررنا عقولنا وأفكارنا من نظرية المؤامرة، وبحثنا عن سبب فشلنا وتخلَّفنا، الذي هو بالتأكيد من عند أنفسنا؛ لأننا لم نجارِ سنن الله فى الكون، ونواميسه التي وضعها لكل الناس، فمن أخذ بها انتصر. سنة التدافع من سنن الله في الخلق  [وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ]. العالم يبحث عن مصالحه، ويسعى إلى تحقيقها بكل الطُّرق، ولو على حساب مصالحك، فعليك أنت أن تعمل من أجل أن تحمي مصالحك، وتدافع عنها، ولا تبرر فشلك بالمؤامرة، فالمؤامرة مهما كانت قوَّتها ستفشل عندما تعمل أنت على إفشالها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي