من الطرف المستفيد في إتفاقية الهدنة ؟

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ١٤ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ١١:٢٦ مساءً

     مما لاشك فيه أن الهدنة التي أُبرِمـَت بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي جاءت لصالح الطرف الأخير ، فشروط الهدنة الخاصة بمليشيات الحوثي نـُفـِذَت بالكامل أما شروط الحكومة اليمنية لم تـُنـَفـِّذ منها المليشيات الإنقلابية أي شرط وكأن الطرف الأقوى في هذه الهدنة هي مليشيات الحوثي الإنقلابية .

     من ضمن شروط مليشيات الحوثي فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وبالفعل تم فتح المطار وبالمقابل حينما طولـِبـَت مليشيات الحوثي الإيفاء بإلتزاماتها وعهودها وأولها فتح المعابر المتفق عليها ذهب بالطرف الحكومي إلى حوارات عقيمة غير مجدية ستؤول نهاياتها إلى رفض قاطع من قـِبـَل مليشيات الحوثي الإنقلابية بفتح المعابر . 

     نحن كشعب يمني لا نعترض على هذه الخطوة *فتح المطار* طالما وأنا أخوتنا اليمنيين في مناطق الحوثي سيستفيدوا من فتح مطار صنعاء بدلاً من عناء السفر وشد الرحال إلى مطار عدن ، ولكن حينما يتم الموافقة على صرف جوازات من مناطق الحوثي المسيطر عليها وإعتمادها رسمياً في الدول المسموح السفر لها من مطار صنعاء فهذا خطأ كبير كان لا ينبغي السماح فيه وقد تكون مؤامرة على الحكومة اليمنية لصالح المليشيات بصرف الجوازات . 

     هنا نستطيع القول أنه يسمى بداية شرعنة لشروط أخرى قد تشترطها مليشيات الحوثي الإنقلابية لتمنحها شرعية ، ومن ضمن هذه الشروط عودة البنك المركزي إلى صنعاء وهذا شبه مرجح أن يصبح أمراً واقعاً طالما وأن المجتمع الدولي والدول الراعية للملف اليمني إتخذت مواقف متراخية جداً منذُ بداية الأزمة اليمنية أو على الأحرى منذُ اليوم الأول لإنقلاب المليشيات الحوثية على الشرعية اليمنية وعلى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .

     ثمة أخبار مفادها أن مليشيات الحوثي صرفت 400 جواز يمني لمواطنين أو مسؤولين أو مرتزقة من إيران وسوريا ولبنان والعراق ، طبعاً حكومتنا الرشيدة نائمة في سبات عميق أو ربما مدركة لهذا الأمر وغـَضـَّت طرفها عنه أو غير مبالية لكل ما يجري من تجاوزات خطيرة ترجح كفة مليشيات الحوثي فتمنحها زخم وقوة في موقفها . 

     لو إستمر هذا التراخي والدعم الخارجي لمليشيات الحوثي فبالتأكيد سنستيقظ يوماً وقد البنك المركزي اليمني في صنعاء تحت قبضة المليشيات ومن ثم ستنتهي الشرعية اليمنية وسيتحول إبن كهوف مران الحاكم الفعلي لليمن ، وكل مسؤولي السلطة والحكومة اليمنية مطالب تسليمهم عبر الأنتربول الدولي لطفل كهوف مران ، وحتى ذلك الحين نحن كشعب يمني سنتعلم من الآن كيفية إطلاق الصرخة الحوثية .. ملاحظة : الواقع يقول أن ظاهر الهدنة بين مليشيات الحوثي والحكومة اليمنية وباطنها يؤكد أنها بين تلك المليشيات الإنقلابية وتحالف دعم الشرعية .

علي هيثم الميسري

الحجر الصحفي في زمن الحوثي