ماذا بعد المؤتمر ؟

علي هيثم الميسري
الأحد ، ٢٧ مارس ٢٠٢٢ الساعة ١١:٤٨ مساءً

 

     ونحن نترقب دخول السنة الثامنة للحرب اليمنية أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليحي عن مشاورات يمنية يمنية لمن حضر ، أو إن صح التعبير مؤتمر يرعاه مجلس التعاون الخليجي في عاصمة الشقيقة الكبرى الرياض ، وسيحضره كما جاء في الإعلان لمن حضر ولا ندري ما مناسبة إطلاق هذه العبارة ، وكل ما نعلمه بأن مؤتمر الرياض سيحضره أناس لم يكتووا بنار الأزمة اليمنية ولم تنقطع عنهم الرواتب ولم يشعروا بالفاقة ليوم واحد فقط خلال السبع السنوات الماضية والتي لم يعيشها الشعب اليمني في أي مرحلة من المراحل على على مدار الأزمنة السابقة .

     خلال السنوات السبع العجاف شاهدنا إنعقاد مباحثات ومؤتمرات ومفاوضات وإتفاقات ولقاءات بعضها كانت بمشاركة مليشيات الحوثي الإنقلابية والبعض الآخر بغياب تلك المليشيات أو بعدم مشاركتها بالمطلق ، أضف إلى ذلك كان هناك إنعقاد جلسات في مجلس الأمن فيما يخص الأزمة اليمنية وإفادات للمبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة المتعاقبين ، وتخللت وتواكبت في ومع كل ما ذكرته إعلانات مغبطة للشعب اليمني من قـِبـَل تحالف دعم الشرعية كعاصفة الحزم ثم إعادة الأمل وأخيراً حرية اليمن السعيد .

     خلال السبع السنوات لم تظهر أي نتائج إيجابية في أي مباحثات أو مفاوضات أو مؤتمرات أو غيرها ، بل الذي حصل بعد كل مفاوضات تزداد الأمور سوءاً وتتسع الفجوة بين الشرعية اليمنية وتحالف دعمها من جانب ومليشيا الحوثي من جانب آخر ، وإتضح جلياً بأن ما أُخـِذَ بالقوة لا ينتزع إلا بالقوة لا سيما مع مليشيات إنقلابية كمليشيات الحوثي وداعمة لها دولة سلالية كدولة فارس الإيرانية ، ولكن هناك قوى خارجية لا تريد الحزم كما جاء في مسمى العاصفة وبالتالي لا تريد الحسم بل سعت بأن تستمر الأزمة والحرب اليمنية ولا تكترث بمعاناة الشعب اليمني وواقع الحال في شعاراتها لا يتوافق مع أفعالها أليس هي من صنعت الأزمة وصاغت سيناريوها ، وصنعت لها أدواتها الإقليمية وجنت أموال طائلة إختزنتها بعد بيعها أسلحة ومعدات عسكرية ضخمة لم تؤتي أُكـُلها مع مليشيات رثة وهشة بحجم مليشيات الحوثي خرجت من جحور وكهوف مران .

     نعود لمؤتمر الرياض المزمع إقامته خلال الفترة القليلة القادمة والذي سيشارك فيه كم هائل من ساسة وإعلاميين يمنيين ونشطاء سياسيين وغيرها من المسميات غالبيتهم شاركوا في مؤتمر الرياض 1 ، نقول لكل أولئك المذكورين يا ترى منذُ إنعقاد مؤتمر الرياض 1 ما الذي تغير في الحرب اليمنية والأزمة الإنسانية في وطنكم ؟ أنا سأقول لكم : شعبكم لم يـَعـُد يرتجي خيراً من هكذا مؤتمرات ومفاوضات ومشاورات ومباحثات وهلم جرا ، ففي السبع السنوات الماضية فقد الأمل بعد سماعه عن إعادة الأمل ويمسي ويصبح وهو يحلم بأسطوانة غاز وراتب منقطع عنه لشهور ، أنتم أياديكم في الماء وشعب اليمن يديه في النار فنرجو منكم هذه المرة وفي مؤتمر الرياض أن تخافوا الله في شعبكم ولو لمرة واحدة فقط حتى ترضون ضمائركم قبل أن ترضون خالقكم ، أما نحن سنترقب ما بعد مؤتمر الرياض ونتمنى أن تكونوا على قدر المسؤولية وإلا سنطلق عليكم عبارة مع الخيل يا شقراء .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي