أسئلتنا في هذا الزمن

د. أحمد عتيق
الخميس ، ٣١ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٥٧ مساءً

 

نعرف أن العالم يتعامل مع أزمان تأتي وتتجدد أو تمضي بذكرياتٍ تترك في النفوس السعادة أو الفرح. لذا فالجميع يتذكرها، ويتحدث عنها بشوقٍ متصل، أو حزنٍ منفصل بلحظته عما يأتي، أو قد سبق. أما نحن في السعيدة فنعيش منذ العام 2014 زمناً واحداً متصلاً بآلامه، وأثقاله، وويلاته، وانكساراته، وعمقه في التدمير للنفس اليمنية وبلدنا الجميل. إذ كان تاريخ 21 سبتمبر؛ من ذات العام يُعد مفصلياً، فقد انتهى عهد دولة القانون والسلام الاجتماعي، وحل بدلاً عنه الخوف، الرعب، الفوضى، والتدمير لكل شيء جميلٍ، وحتى القبيح، إذ جاء ذلك متلبساً عباءة الحرب، و ممتطياً قوانينها، وسلاحها البغيض إلى أرواح اليمنيين؛ الذين لا يؤمنون إلا بالحب، والسلام. تُرى إلى متى تستمر حُلكة ليل هذا الزمن؟، وإلى متى يظل الحاقدون يعيشون بغيّهم؟، إلى متى تظل قوى الشعب الحية مستكينة، ومستسلمة لهذا العبث؟، وإلى متى يظل الشعب معتمداً على قواه التي نُسميها بالحية، وهي في حقيقة الأمر قوى خائرة؟. سؤال آخر: يطرح نفسه بقوة على كل ذي لُب، وعقل؛ وهو متى يُحسن الصديق تعامله معنا بإخلاص؟، ومتى يُدرك العدو أننا لا نقبل العيش باستمرار تحت نير الظلم، والقهر، والمرض، والموت الذي يُريده لنا الآخرون، وأن لصبرنا حدود؟. والأهم متى يتفلت اليمنيون من عقال هذا الزمن الخبيث، ليعودوا إلى سابق مجدهم، وعنفوان حضارتهم ،وفاعليتهم محلياً، وعالمياً؛ بما حباهم الله من عظيم الحُب، والسلام، الذي نشروه في أرجاء المعمورة ،عبر اليد البناءة، وعقولهم، وقلوبهم ذو الآفاق الواسعة، والرحبة، لتعمل بصفاء في تنقية الأرض من أرجاسها، وأتعابها، وآلمها. وها هي الليالي، والأيام تنقضي، ونحن في أفراحنا، وأتراحنا، وأحلامنا، نسبح ونهيم في سعاداتنا، أو أوهامنا، والوطن لعظمته؛ يستوعب كل هذا يحتضننا، يأوينا، ويتحمّل الجراح، والآلام بل أنه يمن علينا بكل الخير.  الا يستحق منا العمل على اعماره، وتطويره، وحمايته، وإيقاف الخلافات والحروب التي لا يستفيد منها إلا المتآمرون من الدخل، والخارج. فنهدي وطننا الإخلاص، والعمل الجاد المُعبر عن صدق النوايا، والبعد عن الاتفاقات غير المسؤولة التي لا تُمثل للمواطن إلا الخوف، والرعب؛ لأنه يُدرك مآلاتها الفادحة. وما التوقيع عليها، ليس إلا مجرد لذر الرماد في العيون، كما يعُدها (أي الاتفاقات) المواطن استراحة للمخادعين. أخيراً متى ينتهي هذا الزمن الغريب، ليُبادل الجميع بعضهم البعض بابتهاج التهاني، والتبريكات، بارتحال زمن، وقدوم آخر، وتعلو شعاراتهم كلمات مثل عام سعيد، وكل عام وأنتم بخير، و ليتهادوا القبلات، والورود بدلاً من نظرات الحقد، والرصاص.

*أكاديمي وسياسي يمني.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي