الوحدة اليمنية: حلم الحمدي وسالمين الذي اغتاله الرصاص واستثمره الآخرون

حنين العريقي
الأحد ، ١٨ مايو ٢٠٢٥ الساعة ٠٧:٤٥ مساءً

 

في كل عام، ومع حلول ذكرى 22 مايو، تتجدد الاحتفالات الرسمية بذكرى الوحدة اليمنية، وغالبًا ما يُنسب الفضل في تحقيقها للرئيس السابق علي عبدالله صالح. لكن الحقيقة التاريخية تكشف أن جذور هذا الحلم تعود إلى قادة آخرين، وعلى رأسهم الشهيدان إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي (سالمين)، اللذان وضعا اللبنات الأولى لمشروع الوحدة، قبل أن تغتالهما رصاصات الغدر.

 

*لقاء قعطبة: بداية الحلم*

 

في عام 1977، التقى الرئيس إبراهيم الحمدي من الشمال بالرئيس سالمين من الجنوب في منطقة قعطبة، حيث اتفقا على خطوات عملية لتحقيق الوحدة، منها توحيد المناهج الدراسية وتشكيل لجان مشتركة في مجالات متعددة. لكن هذا الحلم لم يكتمل، فقد تم اغتيال الحمدي في 11 أكتوبر 1977، قبل يوم واحد من زيارته المقررة إلى عدن لإعلان الوحدة، وتبع ذلك إعدام سالمين في يونيو 1978.

 

*الوحدة: ثمرة نضال مشترك*

 

رغم هذه الانتكاسات، استمرت الجهود الوحدوية، حيث شهد عام 1979 توقيع اتفاقية وحدوية بين علي عبدالله صالح وعبدالفتاح إسماعيل في قمة الكويت. وفي 22 مايو 1990، تم إعلان قيام الجمهورية اليمنية، ورفع علم الوحدة في عدن

الاعتراف بالرواد الحقيقيين

إن إحياء ذكرى الوحدة اليمنية يجب أن يكون مناسبة لتكريم الرواد الحقيقيين لهذا المشروع والاعتراف بأن الوحدة كانت حلمًا وطنيًا سعى إليه قادة مخلصون قبل أن تتحقق في 22 مايو 1990. فالوحدة لم تكن منجزاً فردياً، بل ثمرة نضال مشترك وتضحيات جسام قدمها اليمنيون شمالًا وجنوباً

إن إعادة قراءة التاريخ بإنصاف تقتضي الاعتراف بالدور الريادي الذي لعبه الحمدي وسالمين في التمهيد للوحدة اليمنية، وتكريم ذكراهما كرمزين للوحدة الوطنية

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي