الغياب اللافت للشيخ سلطان العرادة عن بعض اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي أثار تساؤلات عديدة، ورغم عدم توفر معلومات مؤكدة عن أسباب ذلك، أرى أنه بعذرٍ مشروع. قد يحمل هذا الغياب دلالات مواقف أو تحفظات على بعض القضايا، ربما أبرزها قضية توريد الإيرادات إلى البنك المركزي، حيث يُلاحظ أن مأرب فقط هي التي تلتزم بذلك. ربما تكون هناك أيضًا قضايا أخرى تحتاج إلى تسوية، وهو ما أرجو أن يتحقق خلال زيارته الحالية إلى الرياض.
تحركات في وقت حساس
زيارة الشيخ العرادة إلى الرياض جاءت في توقيت دقيق، بالتزامن مع أحداث وتحولات إقليمية مثل وصول ثوار سوريا، أو ما كان يُسمى بالمعارضة السورية، إلى دمشق واحتفالاتهم اليوم بدمشق وباقي المحافظات بما أسموه "جمعة النصر". قد تكون لهذه التحركات أبعاد أكبر، وربما تكشف عن ترتيبات تقود إلى تكليفه بمهمة قيادة قوات الشرعية لتحرير صنعاء، وهو السيناريو الذي طالما انتظر اليمنيون تحقيقه.
تأتي زيارة اللواء سلطان العرادة، عضو مجلس القيادة الرئاسي، إلى الرياض في سياق بالغ الحساسية، وقد تعكس ترتيبات سياسية وعسكرية تجري دون إعلان. هذا التوقيت، بالتزامن مع ما يُشاهد في سوريا، يزيد من التكهنات حول إمكانية أن يتولى العرادة قيادة جبهة مأرب-صنعاء.
لقاء في مقر القيادة بالرياض
أول محطة في برنامج زيارته إلى الرياض كان لقاءً رفيع المستوى مع قائد القوات المشتركة للتحالف العربي، الفريق الركن فهد بن حمد السلمان، وبحضور نائب قائد القوات المشتركة، اللواء طيار ركن عبد الله الغامدي، وعدد من القيادات العسكرية. اللقاء يعزز من أهمية هذه الزيارة. تم خلال اللقاء مناقشة أوجه التعاون المشترك بين القيادة الرئاسية والقوات المشتركة.
هذا اللقاء يعكس أهمية خاصة لهذه الزيارة، إذ ركز على الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، في إطار الدعم المستمر الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لليمن على كافة الأصعدة.
رسائل ودلالات
زيارة الشيخ سلطان العرادة للرياض في هذا الظرف قد تحمل رسائل كبيرة:
ترتيب الأولويات: إعادة تنشيط دور التحالف العربي وتوحيد الجهود مع الحكومة الشرعية.
حسم القضايا العالقة: مثل مسألة الإيرادات، إيقاف التدهور الحاصل بالعملة اليمنية، وتنفيذ ما تضمنه إعلان نقل السلطة وتوحيد التشكيلات العسكرية المندمجة في الشرعية والداخلة في مجلس القيادة الرئاسي، ومن ثم الاتفاق على استراتيجية جديدة لتحرير العاصمة صنعاء.
مأرب كمدخل ومفتاح لتحرير صنعاء: موقع مأرب الاستراتيجي يجعلها المدخل الرئيسي لتحرير العاصمة، والعرادة بصفته قائدًا من أبناء مأرب يحمل مسؤولية كبرى في هذا الجانب.
التوقعات: هل نقترب من تحرير صنعاء؟
زيارة الشيخ سلطان العرادة إلى الرياض قد تكون مؤشرًا على حسم قضايا عالقة وتفاهمات جديدة بين الشرعية اليمنية والتحالف العربي بشأن استراتيجيات المرحلة القادمة.
ليس هناك شك أن تحركات العرادة تحمل رسائل قوية، خاصة أن مأرب، التي يتولى مسؤوليتها، تُعدّ بوابة صنعاء الرئيسية. ربما تكون هناك إعادة ترتيب للأولويات وتنشيط لدور التحالف العربي بعد فترة من الجمود. تعليق العمليات والطلعات الجوية في اليمن وعدم التزام الحوثيين ببنود الهدنة الهشة قد يكون مقدمة لإعادة الترتيب العسكري بشكل أكثر دقة وتنظيمًا وحسمًا.
وقد يُفسح المجال الآن لمرحلة جديدة من العمليات، قد تبدأ بتحرير صنعاء. في هذا السياق، قد يلعب عضو مجلس القيادة الرئاسي، محافظ محافظة مأرب، الشيخ سلطان العرادة، دورًا محوريًا كقائد يتمتع بثقة التحالف والشعب اليمني.
الخاتمة: دعوة للتكاتف من أجل استعادة الدولة
التفاؤل الحذر يُخيم على الأجواء، إذ يبدو أن تحركات الشيخ سلطان العرادة قد تُبشر بتحول نوعي في مسار الحرب اليمنية. تحقيق النجاح يتطلب تكاتف جميع الجهود. ولهذا، أدعو مجلس القيادة الرئاسي وأعضاءه، وكافة مؤيدي الشرعية، إلى توحيد الجهود وتنسيق المواقف مع التحالف العربي لتحقيق الهدف المشترك: "إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والمؤسسات، المعسكرات، والقرار السيادي للجمهورية اليمنية".
هذه المرحلة تتطلب روح المبادرة والعمل الجاد لتحقيق ما يطمح إليه الشعب اليمني، واستعادة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن. اليمنيون ينتظرون بفارغ الصبر خطوات حاسمة تعيد لهم وطنهم المسلوب.
جمعة مباركة على الجميع..
-->