قال حايم وايزمن مخاطباً النخب اليهودية عقب أول حرب عربية إسرائيلية عام 1948م لم تنتصروا بقدراتكم وذكاءكم على العرب وإنما بتفرق أياديهم واختلاف رؤاهم وسوء صنيهعم..
بنفس السياق لم يكن عودة الإمامية السلالية بقدراتها وتفوقها وإنما نتيجةً لوجود اختراق سياسي برجماتي مركب كامن في صلب النظام الجمهوري.. خلافات عصبية، إقصاء لكل وطني مخلص، ممارسات أصابت النظام الجمهوري بمقتل، تمددت من أعالي هرمه حتى قواعده، اجترحها الكهول راكبي عربة الجمهورية والقافزين من قاطرة الإمامة قصص مخيفة انطلت على الأحفاد فضلوا وأضلوا إلا من سلك منهم دروب المعرفة..
حقائق أوردها المحامي محمد المسوري في مقابلة بودكاست مع الصحفي القدير أنور العنسي حول تشضي المؤتمر واستجرارهم لمآسي الماضي وإصرارهم على استمرار الفرقة ووهم التقاسم في ظل وضع انقلابي أفقد الجميع البوصلة والصواب..
أكد المسوري بشفافية مطلقة على غياب الحس الوطني في عقول المعسكر القديم، تخشُب مخيف، أردف وقال نحن فعلاً بحاجة ثورة داخل الحزب كي ترى اليمن النور ويعرف الشعب اليمني بعيدًا عنهم طريقه إلى الخلاص من كارثة الحوثي وطامته..
فيما سنغافورة البلد الذي بكى رئيسه " لي كوان يو" عند انفصالها عن ماليزيا لأنه رئيس لبلد لا توجد فيه ثروات فقيرة حتى في مياه الشرب..!! اليوم يتقدم بلده على اليابان في مستوى دخل الفرد بسبب تجاوز تلك العوامل!! كتب الدكتور فاروق القاسم وقال لا تحدثني عن ثروة أي بلد وأهله مشحونون بالحقد والعنصرية بالمناطقية والجهل والحروب، جمهورية نيجيريا من أكثر الدول غنى بالثروات والمعادن ومن أكبر دول العالم المصدرة للبترول ولكن أنظر إلى حالها ووضعها والسبب أن الإنسان فيها مشبع بالأحقاد العرقية ومحمل بأثقال الصراعات !
عندما أصبح فيه الإنسان هو الثروة الحقيقية والاستثمار الناجح والأكثر ربحاً عند الشعوب المتقدمة، باتت صناعة تلفون جلكسي أو آيفون لا تحتاج كم هائل من الثروات الطبيعية بل ستجده لا يكلف دولاراً واحداً من الثروات الطبيعية!! جرامات بسيطة من الحديد وقطعة زجاج صغيرة وقليل من البلاستيك ولكنك تشتريه بمئات الدولارات تتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز والسبب أنه يحتوي على ثروة فكرية تقنية من إنتاج عقول بشرية..
أما عندنا ستجد الكثير ممن يتحدثون باستفاظة عن الحداثة وأسس الدولة والعولمة والقرية الكونية وصدام الحضارات إلا أنه غير قادر على تجاوز الماضي وتغير نمط تفكيره القديم، برغم الحرب التي عمت اليمن والأحداث المروعة والدماء التي سفكت كما لم تسفك من قبل..
سيكون من المفيد لمن هم تحت سيف الإمامة ولمن نفذوا بجلودهم منها إلى مناطق الشرعية، أن يعيدوا حساباتهم ومعالجة التورمات والتخلص من عفن المعتقدات ومن مرض الأنا وانتفاخ الذات وإزالة المخلفات التي رانت على قلوب اكتساها الظلام..
-->