لم يعد لدى أحد موقف من الشعارات وطريقة أداء الصلوات، عَبَرَ اليمنيون الخرافات ورأوا ما لدى العالم وإلى أين وصلت الأمم والشعوب، شُغِلَ اليمنيون بقضايا تافهة بالضم والسربلة والحوقلة والحوعلة، يا قوم ضموا سربلوا ضعوا أيديكم على رؤسكم، صلوا لا تصلوا أحوال لم يعد لدى الناس معاها مشكلة..
اصنع لنفسك صومعه أذن فيها تعبد أو اعبد الشيطان البس فيها تعرى افعل ما تريد، واترك للناس حياتهم لا تتدخل فيها لا تنحشر في شؤون دنياهم، بات الناس يبحثون عن دولة عن الكرامة الإنسانية عن الأمان عن لقمة العيش عن العبور في مطارات الدنيا دون إهانة دون تهم بالارهاب دون توقف والدخول في غرف خاصة للتفتيش والاستجواب..
سافروا أيها المهوسون بالسلطنة والديوله وانظروا ما لدى الدول الكافرة، المجتمعات التي لا تعرف الأديان إلا رمزا انظروا إلى مطاراتهم عند الولوج إليها توقفوا التفتوا إلى العالم المرتاد لبلدانهم بالملايين للسياحة للراحة للاستجمام للمتعة في شواطئهم الذهبية في شوارعهم النظيفة في مشافيهم زوروا مدارسهم جامعاتهم قفوا على أبوابها..
انظروا إلى الطلاب والطالبات وهم يمرون أفواجاً كالسحاب من وإلى قاعات المحاضرات إلى المكتبات الضخمة، وإلى المعامل التي لا تفتقر إلى شيء من أدوات البحث العلمي..زوروا مساكنهم وسائل مواصلاتهم تحصيلهم العلمي تنافسهم على المراتب العلمية الأولى وقارنوها بأوضاعكم..
مصيبة أن يحكم الأمة شخص أربعين سنة ك يحي حميد الدين لم يعرف البحر لم يقف على شاطئ! أو عسكري يعبث بها ثلاثين سنة لم يقرأ في حياته كتاب أو مقال صحفي حتى النهاية، أو كالحوثي الذي لم يدخل مدرسة ولم يرتاد ساحات جامعة لم يكتب مقالًا في صحيفة أو تغريدة تُقرأ للفائدة، أو كالذي يريد أن يسلخ جلده يبده ويتحرر من هُويته وذاته أو أو أو..
لا يُعقل أن يمتدح شعب رجل لا يعرف معنى استراتيجية البناء، أهمية التعليم وضرورة الاقتصاد، لم يدرك أهمية التكنولوجيا استخدامًا وممارسة، من الجنون أن ترى أناس مرضى يطحنهم الجوع يحتمون من الرمضاء بالنارِ يتعشمون الآمال من شخص يدِّعي التألُه في قعر جُبٍ يهذي بأن له وحيًا من السماء وسلمًا يرتقي إليها لمخاطبة الرب حين يشاء..
أن تُطلق الرجل لحيته يقصر ثوبه يُحكم العمامة يخطب طويلاً يصلي الصبح جماعة يقوم الليل هذا شأنه سيدخل الجنة منفردًا أو من واردي النار لوحده، الميوعة أن يُتبع مثل هؤلاء دون عقل، تمذهب كن زيدي حنفي شافعي مالكي اثنى عشري، اعتنق من الاديان ما شئت كن مسلم مسحي يهودي صابئي هندوسي، ولا تتعدى على حقوق الغير ولا تسطو على الوظيفة العامة، الحكم والوظيفة العامة معيارها التأهيل والإخلاص، النزاهية، الكفاءة تلك معايرها ليس للمذهبية والتدين بها شأن.. أن تتمظهر بالدين والغشامة تملأك تمارس الوظيفة بعين حمراء ويد طويلة، وجوف لا يملأه إلا التراب مصيبة..
لم يعد لدى الناس مع أصحاب المنابر مُشكل، يعتليها من يريد ينشر من عليها جنونه كيف يشاء يتهم الشباب بالاختلاط، ينعت من يجلس مع زوجه على رصيف الشارع، من يمارس السباحة في البحر، تجاوزهم شباب اليمن، صاروا طلاب علمٍ علماء في مجالات شتى في أصقاع الارض، تغير فَهم المغتربين الحرفيين عمال ورجال أعمال رأوا ما لدى الناس عرفوا معنى الحياة صار لهم أثر على قرارت الدول ورسم سياساتها ما حدث مع ترمب واليمنيين في أمريكا مؤخرًا دليلًا وافي..
تسببوا بنزوح الكوادرا حملة الشهائد العليا والقدرات العلمية من بلدان الإسلام تركوا بلدانهم أهلهم أرواحهم خلفهم، شدوا رحالهم إلى بلدان الكفر بحسب توصيف المحنطين ليشعروا بالأمان، ليحصلوا على حق اللجوء حق الإقامة الدائمة حقوق العدل والمساواة، على التأمين الصحي والحق في التعليم المجاني..
تركوا بلدانهم للمشعوذين للانتهازيين للجهلة وذهبوا ليساهموا في بناء المجتمعات الأخرى تركوا الخراب للمعطَلين، والتيه للتائهين عقلاً ووجدان، بسبب تولي الجهلة تركوا أرصفة الشوارع المتهالكة للمجانين واصحاب الحالات النفسية، للعابثين للشحاتين تركوها هناك في جنوب الجزيرة تئن تتحسر لأنهم شعروا بأن لا فائدة مع القوم، تقوم ثورة لتهدم الطغيان فيتآمروا عليها يسرقوها يعدوها إلى مربعها الأول ويعيدوا الإمامة إلى مآسيها..
ختامًا، كل يمني في الداخل والخارج والمنكفئ على نفسه حزنًا على اليمن تواق إلى استعادة اليمن التاريخي العظيم، كبلد محترم يذكره الناس بالحسنى بالمعروف ولا يتهكم عليهم راعي إبل أو صاحب شياه مشقق القدمين مرتاد الصحاري وخريج الخيام..
-->