للسياسة أدواتها ومهاراتها التي قد يجدها الإنسان عند شخص ولا يجدها عند غيره تحديدًا، السياسي الحامل لقضيته الوطنية المتجشم لهمومها، له مهارات استثنائية أخرى، تناول أقطاب حركة الأقيال منهم الأستاذ القيل عبدالله اسماعيل، والأستاذ القيل همدان العليي وما ورد على لسان الرئيس العليمي حول الهاشمية بانصاف..
جاء ذلك في معرض تصريح للرئيس عندما وضح للعالم أننا في حالة حرب سياسية وصراع طائفي سلالي وليس ديني، وأنه ليس لدى اليمنيين إشكالية دينية أو شخصية مع آل البيت الذين ورد ذكرهم في الآية القرآنية ومخاطبًا نساء الرسول "وأقمن الصلاة" إلى نهايتها "وقرن في بيوتكن" وهم نساءه وابنته وابنيهما دون تجاوز إلى ما قاله المدعون القتلة عبر تاريخ الحروب السياسية السلالية الطائفية وحتى الساعة..
ومع آل إبراهيم وإسماعيل وباقي أنبياء الله ورسله، ليس لدى المؤمنين بكل الديانات أي مشكلةً معهم عدى اليهودية التي تدعي الصفاء العرقي والسيادة لليهود، كما آمن أبناء اليمن قحطان وحمير وسبأ باليهودية والمسيحية وبالشمس والقمر ومن آمن من بعدهم بالاسلام طواعية محبة دون إكراه..
أكد أقيال اليمن موقفهم من تصريح الرئيس العليمي إيجابًا لأنه السياسي الأكاديمي القارئ للتاريخ بعناية والسابر لأغوار معضلة الهاشمية السلالية في اليمن، بمهارةٍ عالية وكونه بات معبرًا عن معاناة الأمة اليمنية الحُرة حاملاً رايتهم الوطنية في المعركة التاريخية الفاصلة..
مدركًا لمعضلة آل البيت وكيف يحتوون على الدوام ولاء القبائل التي أعماها الجهل وصنوف الفقر، ثم تعلموا كيف يخضعون أهل شمال شمال تحديدًا ويجعلوهم تحت هيمنتهم، من خلال متتالية من التجهيل والإفقار المذل والخسف القاهر..
وسيشنق الفكرة الإمامية من خلال معركة الوعي الثوري التحرري من قيود فكرة الكهانة بأنواعها الدينية المذهبية السلالية والعصبية القبلية، سيشنقها على مقاصل الفكر الثوري الوطني بكل احترافية وإخلاص، باتت المعركة الفكرية في أوجها، المعركة التي لم يتح للأوائل استكمالها، استعاد دورتها التجديدية أحفادهم وهو منهم بالانتساب الثوري لأنه شابها النقص ولم تستكمل حتى النهاية عبر البردوني ذلك بقول..
الأُباة الذين بالأمس ثاروا
أيقظوا حولنا الذِئاب وناموا
رُبما أحسنوا البِداياتِ لكن
هل يَحسّون كيف ساء الختامُ؟
فعلاً قامت الثورة على أيدي الأباة قطعوا ثلثي المسافة، غير أن الإمامة كمنت في أزقة الثلث الأخير تحوصلت الفكرة القاتلة فيها، عادت بالتصالح وحُسن نوايا اليمنيين، فحماها التعصب المذهبي القبلي ساعدها نعومة المصاهرة والتناسب مع كبار السياسة والمجتمع لتكون "بيجرات" الإختراق لتوجية صناعة القرار لصالحهم، تبعه وتوزيع النواعم على أصحاب الهوى والمرح..
لم يعِ أنصاف الثوار معناها فكرتها العميقة ومدى خطورة تركها في حالة الانتهاب الحاقد، تآمروا على محركات استكمال أشواط الثورة الباقية المتمثلة بالثوار الخُلَّص قوميين يمينًا ويسار، أسكرتهم نشوة النصر، وضنوا أنهم منها ناجون فوقعوا في شراك الخديعة، الدرس التاريخي الاكبر الذي سيكون نهاية الدروس وآخر محطات النضال، والتوجه لبناء اليمن الإتحادي الجديد..
-->