الجبهة الداخلية لم يعكر صفوها غير نكبة الحوثي الممتدة منذ الواحد والعشرين من سبتمبر 2014.
نكبتهم أضرت بالنسيج المجتمعي كله، لكنه بفعل الصمود والتضحيات والإصرار على إنهاء تمرد واغتصاب الحوثي لبعض أجزاء اليمن، بالتأكيد يتعافى اليمن!
نكبتهم أفقرت الشعب، لكن على الرغم من ذلك، فشعبنا متمسك بسلطته الشرعية وبالثوابت الوطنية؛ المتمثلة بالجمهورية وأهداف الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) الخالدتين.. وهنا تتجلى تضحية وعظمة هذا الشعب الواعي!
لكن من المؤسف جدًا تصرفات بعض قادة مؤتمريين، كانوا لردح من الزمن مسؤولين وقيادة حزبية رفيعة، وكانوا يحتفلون ويحتفون بأعياد سبتمبر من كل عام.. تراهم في هذا العيد يُصدر باسمهم من غرف الحوثة بيانٌ مشبوهٌ مشوّهٌ باسم المؤتمر الشعبي العام يدعو المنتمين لعدم الاحتفال، وإذا ما خرجوا واحتفلوا، فهم لا يمثلون المؤتمر!؛ آسف أن يتزحلق أولئك النفر من المؤتمريين إلى كهوف الحوثي فيختنقون ويموتون ويموت معهم تاريخهم ونضالهم!
وأعتقد أنه لن يزيل هذا العار والانبطاح والخضوع إلا أن يُستفز المؤتمريين والمؤتمريات ليخرجوا ويحتفلوا ويعبروا!! وأظنهم بعد سماعهم للبيان (المسخ) باسم أمانتهم العامة في العاصمة صنعاء، لن يترددوا، بل سيخرجون ويفرحون ويحتفلون مع شعبهم، وقد يُواجهون!!
آسف حقًا أن يصل بعض قادة المؤتمر إلى هذا الحال الذي يستكينون ويقبلون أن يُستخدموا كأبواق بالضد من قناعاتهم وميثاقهم الوطني وتاريخهم النضالي وانتمائهم السبتمبري الجمهوري!
لماذا كل هذا الانبطاح؟ أوَصل بكم الذل والهوان إلى دعوة أعضائكم لعدم الاحتفال بعيد سبتمبر العظيم! بالتأكيد وصلتهم الرسالة "من أنكم مغصوبون ووجب عليهم تحرير كم"، بخروج كبير يعكس ما أخفيتم من قناعاتكم في هذا البيان المفروض عليكم! ولربما ستكون دعوتكم لهم دافعًا قويًا للخروج والاحتفال، ومن ثمّ تحريركم وعاصمتهم المغتصبة من هذا الحوثي الإرهابي!!
إذ لا يُقبل ولا يعقل منكم أن تنجروا لاتهام كل من يحتفل أو يدعو للاحتفال بسبتمبر بأنه سيزعزع الأمن والاستقرار وسيضر بالجبهة الداخلية!
إن الجبهة الداخلية والاستقرار والسكينة العامة يا ناطقي الحوثي باسم المؤتمر لا يزعزعها أبدًا الاحتفاء والاحتفال بثورة السادس والعشرين من سبتمبر. فكم من تجمعات في المناسبات، وتجمعات أسبوعية شبه دائمة في السبعين في العاصمة صنعاء تُقام؟! بيانكم المشبوه يظهر كره وضيق الحوثة من سبتمبر وكل أهدافها ومفاهيمها ومضامينها!
ثم.. منذ متى كان عضو المؤتمر الشعبي العام مخربًا ومزعزعًا للأمن والاستقرار؟ ومعلوم أن المؤتمر وأدبياته وأعضاؤه ليسوا متطرفين، بل وسطيين ومعتدلين كما يتفاخرون بذلك باستمرار!
ألا تخجلون يا الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام في العاصمة صنعاء من التحذير لمن يحتفل بثورة سبتمبر من أنه لا يمثل المؤتمر ومن أنه سيُصنّف على أنه منجر وراء الدعايات والدعوات والتجمعات المشبوهة؟! فالمشبوه هو من دعا، وليس من سيتجمع ويحتفل رغم أنفكم وبيانكم المشوّه والمشبوه!
بيانكم هذا المشبوه يمثل الحوثي ولا يمثل المؤتمريين. فالحوثي يريد محو كل ما يتصل بــ 26 سبتمبر، لا لحفظ الأمن والاستقرار، فهو من زعزع الأمن والاستقرار ولا غيره، وهو من أوصل اليمن واليمنيين إلى هذا الوضع السيء!
إن محاولة منع الاحتفال وحملة الاعتقالات الواسعة على خلفية الدعوة للاحتفال بثورة الـــ26 من سبتمبر المجيدة؛ ليؤكد على صمود الثورة وتعملقها وبقائها حيّة في عقل ووجدان الشعب اليمني. وفي الوقت ذاته، ويدل على مدى سخافة وبلادة وحقد جماعة الحوثي ضد ثورة الـــ26 من سبتمبر العظيمة؛ ويدلّ على مدى هشاشة هذه الجماعة أمام هذه الثورة العظيمة وعجزها عن محوها من وعي الشعب اليمني.
ويدلّ كذلك على انعدام الحرية والتنكيل والاستخدام السيء للأحزاب في المناطق المغتصبة، وهو وربي لكشف للقناع الذي كانت تحاول العصابة الحوثية الاختفاء ورائه بالتمسك بالدولة والجمهورية والثورة!
منعهم شاهد عليهم من أنهم أعداء للثورة السبتمبرية الخالدة ولرجالاتها ولكل المتمسكين بها..
ولنكن حسني النية.. ونفترض أنه على قاعدة "نفي النفي إثبات"، من أن بيانهم كتبوه بأيديهم وبرضاهم، لكن بغرض الاستفزاز والتحريض للمؤتمريين للخروج والاحتفال وحتى المواجهة، من أجل التخفيف عنهم مما يعانون. إذ يوحي البيان بمدى التضييق الذي لحق بهم.
لنعتبر أن كل المفردات التي صيغت في البيان والمرفوضة من قبل المؤتمريين قبل غيرهم، هي بيان استغاثة ومناشدة منهم إلى المؤتمريين والمؤتمريات لتحريرهم مما يعانون من الضغط والاستخدام لمواقفهم بالقوة، بعكس قناعاتهم.. فبادروا يا مؤتمريين ويا كل الشعب اليمني بسرعة التحرك والاحتفال بثورتكم وصولاً لتحرير ما تبقى من قيادات الأحزاب الخاضعة لابتزاز وإهانة الحوثي الإرهابي في العاصمة صنعاء!!
أختم
سيبقى عيد ثورة 26 سبتمبر للاحتفال والاحتفاء به كل عام شئتم أم أبيتم يا حوثة إيران!
سيبقى عيد ثورة 26 سبتمبر عيدًا للأجيال، جيلاً بعد جيل!
احتفالنا بسبتمبر عرفانٌ ووفاءٌ للشهداء وضوءٌ يصل إلى علياهم!
دماء الثوار تستوجب منّا اليقظة للدفاع عن الثورة وضمان تنفيذ أهدافها كما أرادوها!
ثوار سبتمبر دفعوا أرواحهم رخيصةً، لنكون بعدهم جيلاً رشيدًا لا يضلّ!
جيلاً يرى أن واجبًا عليه فداء ثورة 26 سبتمبر وأهدافها بمهجه! وقد هيأوا أنفسهم لذلك!
جيلاً بعد جيل يرى أن أمجاد ماضي ثورة 26 سبتمبر ناصع البياض والنقاء؛ هو إرثهم ومكسبهم ولا يستبدلونه أو يتخلون عنه أو يفرطون بأهدافه!
جيلاً بعد جيل متعهد بقطع اليد التي ستمتد إلى ثورتهم لتشويهها أو مصادرتها أو محوها بسيوفهم البتّارة!
سبتمبر سيبقى نبض اليمنيين النابض بالحياة والعلم والثقافة!
سبتمبر العظيم لا يقبل الوصاية الفارسية أو غيرها!
سبتمبر والسبتمبريّون صاحون وسيسحقون الباغي والظلم ويستعيدون يمنهم ودولتهم لا محالة!
سبتمبر جيلنا ورثه، وثواره هم هو ورثة شعب حمير، لا يقبل الظلم ويسحقه ويهزم المتمردين والمنقلبين!
لا سجود بعد ثورة 26 سبتمبر إلا لله وحده.. ولا وكر للمجرمين الإرهابيين في بلاد السعيدة!
مطلوب من الجميع الاحتفال والاحتفاء والتعبير بكل أشكال الفرح بثورة سبتمبر، والدفاع عن النظام الجمهوري وثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، وعن وحدة اليمن أرضًا وإنسانًا، بالخروج والتعبير عن فرحتهم بعيد ثورة الـ 26 سبتمبر الخالدة في عيدها الـ 62!
وكل عام والجميع بألف خير وتهانينا للسلطة الشرعية والشعب اليمني، ونكبة 21 منه حتمًا إلى زوال.
-->