الزيارة مختلفة.. لأن تعز:
- كانت ولا تزال منبع الثورة والثوار؛ فقد انطلق ثوار سبتمبر، وأكتوبر منها معاً، بمن فيهم قادة النصر في ملحمة السبعين... ولأن تعز فيها يتم تحسيد قيم التلاحم بين الماء كل مناطق اليمن في أفضل صورة… ولذا جاءت هذه الزيارة بوفد يضم أبناء المناضلين وأحفادهم، ليشكلوا صورة ملحمية أسطورية مقاومة، ترعب الإمامين الجدد الحوثين، ومتعهدين على خلق نموذج في بناء الدولة الاتحادية العادلة"!
- تستحق الردّ الجميل، والسعي معها في تحقيق مبتغاها في بدء التحرير الناجز، بحيث تحافظ على مكاناتها، كما كانت على الدوام كمنطلق للخلاص من قوى الاستبداد، والاستعمار، والكهنوت في كل ربوع الوطن.
- آلهة الخصب ومحراب للحب، وكونها المجد، والساحل والميناء العريق، ولأنها كانت عاصمة لدولة القانون في التاريخ الوسيط. فكانت عاصمة الدولة الرسولية التي قدمت النهج والفكرة المثلى لهزيمة العنصرية، والإمامة.
- هي أهم المصادر الرئيسة لاستمرار بقاء السلطة الشرعية؛ وما ذلك خروجها الكبير لاستقبال الرئيس وزميليه في مجلس القيادة الرئاسي، والوفد المرافق لهم، إلا تعبيراً واستفتاءً على خيار الشعب للدولة، وللسلطة الشرعية، وضد كل أنواع الملشنة.
- من داخلها يستطيع الرئيس إرسال الرسائل المختلفة.. ومنها، أنه إذا لم يجنح الحوثي للسلام ويوقع خارطة الطريق السعودية، فإن تعز ستكون الشرارة الأولى هذه المرّة للتحرير، والرسالة الأهم أن القيادة السياسية متحدة ومتفقة على التحرير الناجز لتعز- وما مرافقة القائد البطل الفريق الركن محمود الصبيحي وزير الدفاع السابق والمستشار الحالي لرئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن إلا تأكيداً على ذلك-؛ ومتفقة كذلك على تطوير منظومة التعليم فيها، وكذا الاهتمام باسر الشهداء والاستجابة لنداءات الجرحى ولتوفير الخدمات وتخفيف معاناة أبناء تعز بتوفير فرص العمل مستقبلاً.
- غابت عنها ونسيتها السلطة الشرعية كثيراً، وربما أهملت من قبل التحالف في مساعدتها بما يلزم لتحرير ما تبقى منها.. فهذه الزيارة تعني العودة المحمودة وبقوة ، للمساعدة في تحرير ما تبقى بإذن الله ، ولتقديم المشاريع التنموية والخدماتية المستحقة لها. إذ بلغ عدد المشاريع التي وضع لها الرئيس حجر الأساس هناك تتجاوز (260) مشروعاً تنموياً وخدمياً ممولاً في الغالب من قبل المملكة العربية السعودية؛ وهذا خلافاً لما كان قد روجه الحوثي عن توصله للاتفاق مع الرياض على الخروج من اليمن وتسليمه له ومن ورائه إيران!؛ فكانت المملكة حاضرة بحزمة كبيرة من المشاريع التي تحتاجها المحافظة!؛ والأجمل والأسمى أن المملكة تقدم مشاريعها عبر نافذة الدولة، فلم تأتي متجاوزة للسلطة وإنما كلها بالتنسيق معها وعبرها، فأرادت المملكة ان تكون كل تلك المكرمات بالمشاريع لتعز عبر رأس الدولة، وهي تكريماً له أيضاً.
- يستطيع الرئيس بها وأهلها، وقد ثبت صمودهم وتضحياتهم أن يتحدى، ويدشن بداية التحرير إن لم يرعوي الحوث-إيراني؛ ولقد رأينا بأم العين تحدي الأخ الرئيس وهو يتفقد الجبهات في الخطوط الأمامية، مما قد يدل على قرب ساعة الصفر للتحرير؛ وما الموكب العسكري الذي رافقه، وبمساهمة الأخوة في المملكة يعني استمرار المملكة في تعهداتها في دعم الشرعية حتى استعادة العاصمة وَكل شبر من أيدي الحوث-إيراني، واعقب هذا الوصول والتحدي تعيين قائد جديد للقوات المشتركة للتحالف؛ لتكن تعز البداية في التحرير.
- كانت منسية ربما من مشاريع المملكة، فجاءت المملكة وجاء دعمها، وجاءت بتنسيق ودعم كاملين للرئيس الشرعي الدكتور رشاد العليمي وإخوانه في القيادة. وكما لاحظتم الوفد السعودي والعسكري مع الرئيس والمشاريع المقدمة من قبل المملكة لتعز، فتلك رسالة واضحة في استحالة تخلي المملكة عن الشرعية حتى استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، وأن البداية لتحقيق ذلك تبدأ من استكمال تحرير تعز. كونها على تماس مبشر وبتشابك مستمر مع الحوثي.. فجاء الرئيس وبدعم من المملكة ونأمل البدء بتحرير ما تبقى منها، بحيث يتقدم الجيش الوطني والمقاومة ويؤازر من قبل الاشقاء وفي المقدمة طبعاً المملكة العربية السعودية قائدة التحالف ، الزيارة تؤكد أن المعركة مفتوحة ولم تنتهي، وأننا في وضع حرب في شتى المجالات؛ والزيارة رد ّعلى أكاذيب الحوثي من أن المملكة قد تراجعت في دعم الشرعية.
- كان فيها الإهمال والقصور وانعدام الخدمات، وجاءت الزيارة لتصيح الأداء وتعزيز حضور مؤسسات الدولة؛ وفتح العين تجاه المحافظة والأداء، بضرورة ديمومة الإصلاحات من خلال برامج عمل مستدامة، ولضروة تحويل الجامعات في تعز نحو التخصصات التقنية والنوعية بما في ذلك الذكاء الصناعي ونظم الاتصالات والمعلومات.
-كانت الت جنيهات لا تنفذ، وجاءت هذه الزيارة للإشراف المباشر على تنفيذ التوجيهات الرئاسية وبشكل فوري، وبدأ فعلاً الإخلاء الفوري لبعض المؤسسات العامة -كنادي الصقر-، والخاصة ومنازل المواطنين، وأكد الأخ الرئيس على أنه إن كانت منازل المواطنين على تماس مباشر في الجبهات، تستأجرها الدولة من قبل مالكيها.
اختم فأقول.. إن زيارة الأخ الرئيس والتحامه بالناس ووصوله كقائد للجبهات يبين الفرق بين الرئيس الشرعي وهو بين شعبه؛ وبين مدّعي لقيادة الثورية وهو داخل كهفه أو في مخبئه..
رئيسنا يتعامل مع شعبه كخادم لهم ويتلقى يوماً سيل من الانتقادات واللوم، والسيّئ تبعهم يتعامل مع الناس كرعية وعبيد. فالفرق واضح لصالح الدولة والرئيس العليمي وضد الحوثي ونكبته سيئة الذكر في الواحد والعشرين من سبتمبر..
التحية للدكتور عبد الله العليمي والشيخ عثمان مجلي عضوا مجلس القيادة الرئاسي، على مشاعرهما الجياشة تجاه تعز.. والتحية للفريق البطل الصبيحي.. والتحية لقيادة المملكة وهذا الكرم السخي لتعز وأهلها..
وبرجا أن تساعد المملكة في استكمال تحرير تعز، وأن تراقب بنفسها تنفيذ المشاريع المقدمة من قبلها، وبحسب الخطط الموضوعة والمزمنة!
-->