الرئيس إلى تعز أظنه سيحمل هديتين!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٦ أغسطس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٠ مساءً

 

زيارة الرئيس لتعز تذكرني بالزيارات التي كان يقوم الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح؛ إذ كان حين ينزل بالذات إلى تعز لعدّة أيام، كانت الناس تنبسط، لأن الكهرباء في فترة مكوثه لا تنقطع إلا ما ندر.. ويقال أن تعز هذه الأيام تعيش ازهى أيامها، قبل وصول الرئيس رشاد العليمي؛

إذ أن الكل يعمل ويصلح وينظف وباتت اروع واجمل مدينة، لا حفر فيها ولا أوساخ.. اقول: من يستطيع أن يعمل ولا يعمل؟؛ وهو مقصر نتركه لمعية الأخ الرئيس للمساءلة والمحاسبة!

ولأن تعز الحرية والرأي والتعبير، وفيها كثرة المفسبكين والمؤنترين. فقد ضخ عدد كبير منهم ما يطيب لهم من أحاديث بحق الأخ الرئيس. أنصح الأخ الرئيس بعدم الانزعاج أو إلغاء الزيارة..

 كثير منهم يتسابقون لتحميل الأخ الرئيس كل الأوضاع السائدة وانعدام أي انجاز له من دون تبيان وكل القصور الحاصل، ويحملون الزيارة فوق ما تحتمل؛

ساهم في هذه التعبئة والتحريض أيضاً بعض وسائل الاعلام التي سبقت الزيارة بعمل استطلاعات للمقيمين في تعز عن زيارة الرئيس وما هي إنجازاته وما يتوقعون من زيارته؟؛ أشك في براءتها!!

النقد البناء مطلوب له أو لغيره.. عرض الأولويات المستحقة ينبغي عرضها والمطالبة بها وفقا للدستور والقانون، لا لانتماء الرئيس للمحافظة وكأنه معني بها دون غيره؛ فهو رئيس كل اليمن ومسؤول عن كل شير في اليمن وليس تعز لوحدها؟!

والمفروض.. حيثما توفر العلم والثقافة والسياسة والحزبية والتمدن؛ فالاستقبال يكون للرئيس مميزاً وحضارياً يليق بمستوى الثقافة والرقي الذي يتمتعون به ، والمفروض القضايا تطرح عليه بأسلوب علمي منهجي وبمنطق مقنع، في اجتماعاته بهم وليس عبر وسائل التواصل التي قد تحمل طابع المزايدة وبالتالي مردودها سلبي، لا إيجابي!

أول رئيس لليمن من تعز يزورها بعد تسلمه للقيادة الانتقالية الإنقاذية لليمن المكلوم.. فأهلا وسهلا به فيها؛

 والمفروض من كل الفعاليات السياسية والمدنية والأكاديمية والثقافية الالتقاء به ودعمه وتأييده وتزويده بكل ما لديهم من أفكار وخطط وخبرة، كي يخرج اليمن مما هو موضوع فيه؛

فلا تبخل اخي الرئيس بلقائهم، وهم ينبغي ألا يبخلون عليك بما يؤدي لنجاحك، كي تخرج اليمن من نفق الحوثي لذي وضع اليمن واليمنيين فيه!

إن زيارة الرئيس لمحافظة تعز المرتقبة.. زيارتك مرحباً بها وبخاصة وانت رئيس الجمهورية اليمنية هذه المرّة من أبناء هذه المحافظة التي جمهرت دينا منذ عقود! فأهلاً وسهلاً بك كرئيس للجمهورية في مدينة تعز، التواقة دوماً للنظام الجمهوري والمتمسكة بالوحدوية وبالديمقراطية!

وزيارتك هذه لتعز الثورة والجمهورية، تعز التي تعلمها انها محتملة للحصار، والمنتظرة بفارغ الصبر لأنها الانقلاب.. والرافضة للإمامين المنقلبين وكل الميليشاويين!

وهي تعرف ان زيارتك لها، ليس تمييراً، وإنما استكمالاً لزياراتك التي بدأتها في المحافظات المحررة من مأرب إلى المهرة فحضرموت ومروراً بعدن العاصمة المؤقتة.

 زيارتك في نظرها معتبرة وتاريخية، زيارتك لها ينبغي أن تذكرك بتعز الثورة والجمهورية، بتعز التي تعز وتحترم من ناضل ويكافح في سبيل إعلاء العناوين الوطنية الكبرى، فهي كما تعلم تقدمها على حاجتها الضرورية؛

وكما تعرف ان تعز عندها استعادة النظام الجمهوري والدولة ومؤسساتها وتعزيز الوحدة والديمقراطية والتعددية والشراكة، والمواطنة المتساوية، والالتزام بالدستور وإعمال القانون، والتوزيع العادل للثروة والسلطة؛ يسبق حاجاتها الملحة والتي لا تخفى على أحد!

وفي ظني أن الرئيس إضافة إلى ما سيحمله من إصلاحات ومشاريع مستحقة للمحافظة، سيحمل معه هديتين هامتين:

الهدية الأولى: _ اصلاح الخلل الموجود في السلطة المحلية مع منح الصلاحيات اليها اسوة بحضرموت، كما ألمح في أكثر من مرة في ذلك الأخ الرئيس ، لتكون تعز وحضرموت نموذجان في إدارة شؤونهما ومواردهما وهما مؤهلتان لذلك!؛ واعتقد في تعز ان الامر لن يتم إلا بهدية أخرى تسبقها أو تتزامن معها، وأعني؛

الهدية الثانية: _ في اعتقادي أنه سيحمل الأخ الرئيس معه قرار كامل أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في البدء بتحرير تعز؛ فقرار تحرير ما تبقى من تعز الحرة؛ عند أبناءها هو الأهم والمهم، وبالتالي تلمس الأخ الرئيس الاستعداد الكامل لتقديم كل ما يلزم لتحرير محافظتهم، وكل المحافظات المغتصبة الأخرى، على طريق استعادة العاصمة صنعاء، وكل الدولة ومؤسساتها؛

وأعتقد أن إصلاح ومحاسبة المقصرين في تعز وإصلاح الخلل القادم في جامعة تعز، وتعيين رئاسة لها وإطلاق تعز كعاصمة للتعليم بمستوياته المختلفة!

وإن كان من طلب هنا.. فالله الله على تعز والاهتمام بالتعليم فيها من الروضة وحتى الجامعات.. فقد سبق أن ناقشنا ذلك معك اخي الرئيس قبل سنة ، ولا أظنك قد نسيت ذلك.. أحببت تذكيرك هنا بأن الجامعة بحاجة الى كفاءات تجديدية، والمفروض من مجلس القيادة الراسي الاهتمام بتعز كمدينة تخصصية لتعليم أبناء اليمن، بإمكان الأخ الرئيس أن يضع اللبنة الأولى لانطلاق مسار التعليم فيها، من المدارس النموذجية وحتى الجامعات التنافسية؛ لتكن تعز صرحا تعليمياً لكل اليمنيين؛

كما أتمنى عليك اخي الرئيس الالتقاء بممثلي الطلاب والأساتذة والموظفين عبر نقاباتهم ، والاستماع إليهم وحسم التعيين في الجامعة لتؤدي دورها المميز والمنشود!

الرئيس اختير لإنقاذ اليمن لا لحكم اليمن، ولم يأتي ولن يأتي لتعز للتمترس بها أو الاستقواء لتمرير ما يريد من اجندة؛ فلديه الدستور والمرجعيات وكل الاصطفاف الوطني وكل الاشقاء في إعانته على ذلك!!

الرئيس قرر النزول والالتقاء بالناس والتلمس المباشر لمشاكلهم وأولوياتهم، ليعود بعد زيارته ليوجه الحكومة باستيعابها في أولوياتها، وهو سيراقب ويتابع التنفيذ..

 فالرئيس سياسي محنك متمرس، يعرف اليمن وخصائص مناطقه ومتطلباتهم، ويعرف موارد البلاد وكيفية توظيفها، ولديه القدرة على الموازنة بين الحاجات والرغبات بالموارد المحدودة وتحقيق ما يلبي الحاجات الأساسية للمواطن وكسب رضاه!

 أكرر الترحيب بالأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي في محافظته، وبين أهله ومحبيه.. وأتمنى أن تكون زيارة مفيدة له، ومفيد لتعز بسرعة تحريرها وفك حصارها!؛ فنعز تستحق ذلك، لأنها معطي عام؛ وهي مدينة الثورة والثور.. وهي مدينة التعايش والديمقراطية.. وهي مدينة الحرية والسلام..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي